قبل خطاب حالة الاتحاد.. بايدن يحاول إنهاء الانقسام الأمريكي الداخلي

يلقي الرئيس الأمريكي جو بايدن، اليوم الثلاثاء 7 فبراير 2023، خطاب “حالة الاتحاد” وسط حالة من التفكك تعيشها الولايات المتحدة.

وفي ظل الانقسام بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري، وسيطرة الجمهوريين على مجلس النواب الأمريكي، يحاول بايدن الديمقراطي حل الأزمة الدائرة، وإيجاد طريقة لعقد اتفاق مع الجمهوريين يضمن التعاون.

خطاب مهم وسط انقسامات

في تحليل نشرته صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، قال الكاتب الأمريكي، بيتر بيكر إن الرئيس الأمريكي على موعد لإلقاء خطاب حالة الاتحاد وسط تحديات كبير لإيجاد آلية تعاون بين الحزبين.

وأشار بيكر في تحليله إلى أن محاولات بايدن لن تنجح، وأن “الرئيس الأمريكي نفسه ومن حوله على علم بهذا الأمر، وهو ما يؤكد حالة التفكك التي تعيشها الولايات المتحدة”.

إمكانية إيجاد حلول

سيظهر بايدن على التلفاز أمام الشعب الأمريكي، وسيبدي استعداده في خطابه المنتظر لإيجاد طريقة لحل الأزمة بين الجمهوريين والديمقراطيين، حسب ما ذكر عدد من المستشارين لصحيفة “نيويورك تايمز”، مشترطين عدم الكشف عن هوياتهم.

وحسب ما ذكر بيكر في تحليله، سيدعو بايدن رئيس مجلس النواب الأمريكي، كيفن مكارثي، والأغلبية في الحزب الجمهوري لحضور هذا الخطاب.

وقال بيتر وينر، وهو مدير المبادرات الاستراتيجية للرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش، لنيويورك تايمز، إن الانقسام السياسي يمكن أن يكون جيدًا في بعض الأحيان، إذ يمكن للرئيس عرض أجندة أعماله بكل بساطة ثم اعتمادها، دون معارضة شديدة بخصوصها.

أزمات بايدن مع الجمهوريين

وصف الجمهوريون الاجتماع الأخير بين بايدن ومكارثي بخصوص حدود الديون وقيود الإنفاق، بأنه “كان جيدًا”. ورغم أن بايدن ومكارثي ظلّا على خلاف ولم يتفقا، اعتبر الجانبان الاجتماع خطوة مهمة لما هو قادم. وقال المستشارون إن الرئيس الأمريكي لا يمكنه التخلي عن إمكانية عقد صفقة مع الجمهوريين مهما بدت غير ممكنة.

وقالت الصحيفة الأمريكية إن بايدن عقد اجتماعًا في كامب ديفيد، لمناقشة المسودة الأخيرة للخطاب مع كبار مستشاريه، بجانب الكاتب الخاص بالبيت الأبيض الذي يصوغ أهم خطابات الرئيس الأمريكي، جون ميتشام.

توجيه ضربة إلى بايدن

قالت الصحيفة الأمريكية إن الجمهوريين ليست لديهم حظوظ كبيرة لإيجاد أرضية مشتركة للتفاوض مع بايدن في الوقت الحالي، فقد وصفوا الإدارة الحالية، في وقت سابق، بأنها أخذت البلاد في طريق خاطئ من خلال برامج الإنفاق الكبيرة التي رفعت نسب التضخم.

ويخطط الجمهوريون لتوجيه ضربة إلى بايدن من خلال حاكمة أركنسا، سارة هوكابي ساندرز، التي كانت أيضًا السكرتيرة الصحفية السابقة للبيت الأبيض، في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب.

وذكرت نيويورك تايمز أن الجمهوريين يخططون للجوء إلى ساندرز لتسليط الضوء على “إخفاقات بايدن”، في بيان علني. وقالت ساندرز في وقت سابق: “نحن على استعداد لبدء فصل جديد في قصة بلادنا، يكتبه جيل مختلف من القادة المستعدين للدفاع عن حريتنا”.

محاولات لإنقاذ الموقف

يريد بايدن إثبات أن الحكومة الأمريكية الحالية تعمل على أكمل وجه، من خلال الخطاب الذي سيلقيه اليوم الثلاثاء، مستشهدًا بتشريعات خاصة بإعادة بناء الطرق والجسور، وتحسين مشروع العلاج الخاص بالمحاربين القدامى.

وينوي بايدن في هذا الخطاب مناقشة كيفية الدفاع عن الديمقراطية الأمريكية في الداخل والخارج، في الوقت الذي يسعى فيه ترامب للعودة للترشح لانتخابات الرئاسة الأمريكية، في ظل استمرار الحرب الروسية الأوكرانية.

وقال جون فافرو، كاتب خطابات الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما، لنيويورك تايمز، إن “بايدن سيحاول إيجاد طريقة ما لتحقيق التعاون بين الحزبين، وإذا رفض الجمهوريون، سيشارك الرئيس الشعب الأمريكي تلك القضية في عام 2024”.

خطاب قوي أم تعثر جديد؟

ذكرت نيويورك تايمز أن الرئيس الأمريكي يخطط لإعلان حملة إعادة انتخابه، وستكون في مارس أو إبريل المقبلين، في الوقت الذي يدرك فيه المستشارون أن الخطاب المنتظر سيكون مهمًّا للغاية.

وأضافوا أن بايدن يحتاج إلى الظهور بشكل قوي وأن يكون في حال جيدة، خاصة أنه في سن الثمانين، ويجب إثبات قدرته على تحمل أعباء الرئاسة في هذه السن.

وقال كتاب خطابات سابقون لرؤساء آخرين لنيويورك تايمز، إن مساعدي البيت الأبيض سيحاولون أن يجعلوا خطاب بايدن ذا “جمل قصيرة لا تتضمن أي كلمة يمكن أن تسبب له أي عثرة”.

سنة ثانية جيدة

في خطاب حالة الاتحاد العام الماضي 2022، تعثر بايدن في إحدى الكلمات عندما قال كلمة “الإيراني” وكان يقصد “الأوكراني” و”أمريكي” عندما كان يقصد “ديلاوير”، و”الأرباح” عندما كان يقصد “الأسعار”، لذا سيكون خطاب اليوم الثلاثاء مهمًّا للغاية.

وقالت نيويورك تايمز إن بايدن أنهى سنته الثانية في منصبه بنحو جيد مقارنة بعامه الأول،إذ انخفضت أسعار الغاز ونسب التضخم، ووصلت البطالة إلى أدنى مستوى لها منذ أكثر من نصف قرن، وانخفض متوسط ​​الوفيات اليومية بفيروس كورونا بنحو 75%.