مرصد مراكز الأبحاث| منطاد التجسس الصيني.. واستراتيجية نتنياهو الخطيرة.. وتحديث الجيش البريطاني

آية سيد
مرصد مراكز الأبحاث

يستعرض مرصد مراكز الأبحاث تداعيات إسقاط منطاد التجسس الصيني، ودور ألمانيا تجاه احتجاجات داخل إيران، واستراتيجية بنيامين نتنياهو لتثبيت سلطته في إسرائيل.


أسقطت الولايات المتحدة منطاد تجسس صيني حلّق في أجوائها لعدة أيام.

ويستعرض مرصد مراكز الأبحاث تداعيات هذه الواقعة على العلاقات الأمريكية الصينية، ودور ألمانيا تجاه الاحتجاجات الإيرانية، والاستراتيجية التي يتبعها رئيس الوزراء الإسرائيلي لتثبت سلطته، والحاجة إلى تحديث قدرات الجيش البريطاني.

منطاد التجسس الصيني

مرصد مراكز الأبحاث

رصدت الولايات المتحدة ما وصفته بأنه منطاد تجسس صيني في مجالها الجوي وأسقطته، يوم السبت الماضي 4 فبراير 2023. وفي هذا السياق، أوضح مدير برنامج التكنولوجيات الاستراتيجية بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، جيمس أندرو لويس، أن المناطيد ليست منصة مثالية للتجسس.

وعزا لويس هذا إلى ضخامة حجمها وصعوبة إخفائها، ولأنها تسير إلى حيث تحملها الرياح وغير قابلة للتوجيه. وحتى يجمع المنطاد المعلومات، يجب أن يحمل جهاز استشعار، لكن لأنه لن يعود إلى قاعدته أبدًا، يتعين إيجاد طريقة لنقل تلك المعلومات.

طرق نقل المعلومات

الطريقة الأولى، التي اقترحها خبير التكنولوجيا الأمريكي، أن تحلّق طائرة صينية ضخمة فوق الأراضي الأمريكية، لالتقاط جهاز الاستشعار. والثانية هي إرسال الجهاز إلى الأرض بالمظلة. لكنه قال إن الطريقتين تنطويان على مخاطرة كبيرة.

والطريقة الثالثة هي إرسال البيانات، التي جمعها المنطاد، إلى أي قمر صناعي صيني. لكن الكاتب أشار إلى أنه لم ترد تقارير عن أي إشارات راديو من المنطاد.

قدرات التجسس الصينية

لفت لويس إلى أن الصين تمتلك أقمار تجسس فوق الولايات المتحدة، وأن أقمار الاستخبارات الفضائية زادت في العدد، وحسّنت قدرات جمع المعلومات خلال السنوات الـ20 الأخيرة. وكذلك إشار إلى أن بكين لم تستخدم المناطيد للتجسس من قبل. لذلك، فإن التفسير الأكثر ترجيحًا، وفق لويس، هو أن هذا عبارة عن منطاد أرصاد جوية ضل طريقه.

وقال الكاتب إن الصين تشن حملة تجسس ضخمة واحترافية ضد الولايات المتحدة وحلفائها، باستخدام العملاء والاختراق وأقمار التجسس. لذلك رأى أن الولايات المتحدة تحتاج لتحسين الأمن السيبراني، وزيادة عدد عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي)، وتجديد السلطات الرئيسة، مثل قانون مراقبة الاستخبارات الأجنبية، والتفاوض المباشر مع الحكومة الصينية بشأن الحاجة لتقليص التجسس.

دور ألمانيا تجاه احتجاجات إيران

مرصد مراكز الأبحاث

شهدت إيران موجة عارمة من الاحتجاجات ضد قمع وإرهاب النظام، الذي رد بارتكاب أعمال شديدة الوحشية، مثل السجن والتعذيب والاغتصاب والقتل. لكن هذا لم يردع الإيرانيين، الذي يعلمون أنهم وحدهم يمكنهم إسقاط النظام، لكنهم يحتاجون لدعم من الدول الأخرى، عبر العقوبات الصارمة وعزل النظام.

وفي هذا الإطار، قال النائب في البرلمان الألماني (بوندستاج) والرئيس المشارك للمجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، نوربرت روتجين، إنه ينبغي على أوروبا وألمانيا مساعدة الشعب الإيراني للنجاح في ثورته على النظام، التي قال إنها ستغير المنطقة للأفضل وتفتح الآفاق أمام مفاوضات الاتفاق النووي.

تقاعس ألماني

رأى روتجين أن السياسة الخارجية الألمانية قد تلعب دورًا عبر الانحياز للشعب الإيراني بوضوح وحزم. لكنه قال إن ما فعلته حكومة برلين حتى الآن ليس كافيًا. لأن ألمانيا لديها ثقل داخل الاتحاد الأوروبي، ويمكنها تحقيق الكثير عبر الالتزام الفعال.

لكن بدلًا من الكفاح كي يُدرج الاتحاد الأوروبي الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية، قال نائب البوندستاج إن وزارة الخارجية صعّبت المسألة، عبر إصدار بيانات غير صحيحة عن الشروط القانونية لهذا الإجراء.

إدراج الحرس الثوري

قال السياسي الألماني إن الحرس الثوري مركز قوة النظام الإيراني، لأنه يتحكم في كل شيء تقريبًا. وأشار إلى أن إدراجه على قائمة الإرهاب الأوروبية سيحمّل النظام المسؤولية عن الإرهاب داخل إيران وبأنحاء العالم. وكذلك يمثل خطًا أحمر لطهران، ويجعل إحياء الاتفاق النووي شبه مستحيل.

لكن وفق روتجين، لا يملك الاتفاق النووي مستقبلًا في ظل وجود النظام الحالي. ولهذا قال إن الفشل في إدراج الحرس الثوري على قائمة الإرهاب، في أثناء اجتماع مجلس الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي، يناير الماضي، أظهر عدم رغبة في تغيير نهجه تجاه النظام الإيراني. والحقيقة المؤسفة، وفق روتجين، هي أن الاتحاد الأوروبي ينتظر ليرى كيف ستنتهي الثورة، وحينها فقط سيختار جانبًا.

كيف يتعامل العالم مع زلزال تركيا المدمر؟

مرصد مراكز الأبحاث

ضرب زلزال بقوة 7.8 ريختر جنوبي شرق تركيا، أمس الاثنين 6 فبراير، وتبعته هزات ارتدادية قوية، ما تسبب في موت الآلاف وحدوث دمار واسع في تركيا وسوريا. وفي هذا الشأن، استطلع المجلس الأطلسي آراء خبرائه بشأن تأثير الزلزال في المنطقة ودور المجتمع الدولي.

وحذرت الزميلة غير المقيمة بالمركز، يفجينيا جابر، من استخدام الآثار المدمرة للزلزال، الذي وقع قبل أشهر قليلة من انتخابات حاسمة، لأغراض التلاعب السياسي والعمليات المعلوماتية، على الصعيدين الداخلي والخارجي.

وأوضحت أنه بعد ساعات من الكارثة، امتلأت قنوات تطبيق تليجرام الروسي برسائل تحث الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، على انتهاز الفرصة وتجديد المحادثات المباشرة مع نظيره السوري، بشار الأسد. وكذلك ظهرت منشورات تشارك نظريات المؤامرة عن وجود “عامل بشري” وراء الكارثة، بهدف إضعاف تركيا.

التضامن الدولي

لفت المستشار الجيوسياسي والزميل غير المقيم بالمجلس، ريتش أوتزن، إلى وجود حاجة للمساعدات التقنية من الجيران والحلفاء في مهام إنقاذ المحاصرين تحت الأنقاض. ولفت أيضًا إلى أهمية مساعدة ملايين اللاجئين السوريين، الذين يعيشون في جنوبي شرق تركيا، وكذلك السوريين في شمالي سوريا.

وأشار أوتزن إلى أن رسائل التعاطف والدعم من دول المنطقة، بما فيها اليونان، تقدم فرصة لتهدئة التوتر في العلاقات الإقليمية في الفترة المقبلة. واتفق معه الزميل غير المقيم بالمركز، إيسر أوزديل، الذي رأى أن الدول، التي تُظهر التضامن مع تركيا، ستحسن علاقاتها الثنائية مع أنقرة.

المنطاد والعلاقات الأمريكية الصينية

مرصد مراكز الأبحاث

رأى الباحث المتخصص في العلاقات الأمريكية الصينية، ديفيد ساكس، أن حادثة المنطاد الصيني تكشف هشاشة العلاقات بين واشنطن وبكين، وعدم استعدادهما لمواجهة أزمة حقيقية، في ظل تصاعد التوترات بشأن تايوان، وبحريْ الصين الجنوبي والشرقي، ودعمها روسيا وكوريا الشمالية.

وفي مقاله، الذي نشره مجلس العلاقات الخارجية، قال ساكس إنه في حالة حدوث أزمة بشأن تايوان، من المرجح أن يشعر القادة في واشنطن وبكين بأنهم مضطرون للتحرك سريعًا، واتخاذ إجراءات قوية لحماية أنفسهم سياسيًّا، بدلًا من اتخاذ خطوات لخفض التصعيد.

تفضيل المصالح السياسية

رأى ساكس أن قرار تأجيل زيارة وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، إلى بكين كان مكلفًا، لأنها كانت فرصة مهمة لوضع حواجز لتجنب هذه الحوادث، وتحذير الصين من سلوكها المزعزع للاستقرار في مضيق تايوان، ودعمها روسيا وكوريا الشمالية.

لكن في الوقت نفسه، كانت متابعة الزيارة غير مقبولة سياسيًّا. وهكذا، قال إن حماية المصالح السياسية تفوقت على المصلحة الوطنية، ما يكشف صعوبة إدارة الأزمة الحقيقية.

الاستفادة من الأزمة

حسب الباحث الأمريكي، ستحتاج واشنطن وبكين للتفكير في كيفية إدارة هذه الأزمات. وعلى سبيل المثال، عندما يسافر بلينكن إلى بكين، ينبغي أن يضغط على محاوريه الصينيين بشأن الحاجة لإنشاء آليات أفضل لإدارة الأزمات، وضرورة وجود حوار على مستوى الجيشين، وخط ساخن للاتصالات.

وقال ساكس إنه يجب على واشنطن أيضًا دراسة الاتصالات، خلال هذه الفترة، لتحديد الثغرات المحتمل حدوثها في أثناء المواقف العصيبة، لافتًا إلى أن الأزمة الحقيقية ليست فكرة نظرية. ومع زيارة رئيس مجلس النواب الأمريكي، كيفن مكارثي، المقررة لتايوان، يصبح الاختبار الحقيقي قاب قوسين أو أدنى. لذلك يجب أن تستخدم الإدارة هذه الحادثة فرصة للتعلم وحل مشكلاتها مع الصين.

استراتيجية نتنياهو الخطيرة

مرصد مراكز الأبحاث

بعد فوز رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بولاية سادسة، بدأ هجومًا شاملًا على المؤسسات الديمقراطية في إسرائيل، تحت مسمى “الإصلاحات”. ووفق الدبلوماسي والخبير الاستراتيجي الإسرائيلي، عيران إتزيون، قد يكون نتنياهو يمارس استراتيجية “التسخير المدمر”.

وفي مقاله المنشور بموقع معهد الشرق الأوسط، قال إتزيون إن نتنياهو استخدم هذه الاستراتيجية عدة مرات في الماضي، وعلى عدة جبهات، لكن يبدو من سلوك إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، والحكومات الغربية الأخرى، أنهم يغفلون هذه النقطة.

3 قضايا رئيسة

ينفذ نتنياهو هذه الاستراتيجية، اليوم، لتحقيق النجاح في 3 قضايا رئيسة، وفق الدبلوماسي الإسرائيلي، عبر بناء أدوات وآليات وقدرات وسياسات تشكل تهديدًا على النظام الحالي.

وتتمثل هذه القضايا في إسقاط السلطة الفلسطينية وإلغاء اتفاقيات أوسلو وضم جزء من الضفة الغربية أو كلها، وكبح برنامج الأسلحة النووية الإيرانية ومنع أي تسوية دبلوماسية وخلق الظروف لتدخل الجيش الأمريكي، وتغيير طبيعة النظام في إسرائيل.

دور الإدارة الأمريكية

يحتاج صناع السياسة الأمريكيون لإعادة تقييم الموقف في الجبهات الـ3. ولفت إتزيون إلى أن تصريحات مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، ومدير الاستخبارات المركزية (سي آي إيه)، ويليام بيرنز، ووزير الخارجية، أنتوني بلينكن، بعد زياتهم إسرائيل، خلال الأسبوعين الماضيين، تعكس إما غياب الفهم أو اتباع استراتيجية تحوط خطيرة.

وقال إتزيون إنه يجب على الإدارة الأمريكية استخدام نفوذها الكبير على حليفتها ورسم خطوط واضحة. ويحتاج نتنياهو لمعرفة أن أي محاولة لإضعاف النظام السياسي الإسرائيلي، وتحويله إلى شبه ديمقراطية، ستؤدي لإعادة تقييم فوري للعلاقة الخاصة، وتؤثر في السياسات الأمريكية تجاه القضايا المتعلقة بإسرائيل.

ويجب أيضًا إعادة ربط مفاوضات السلام العربية الإسرائيلية بالمفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية. وفي ما يتعلق بإيران، يجب التشديد على استبعاد المفاجآت، إذا كانت الحكومة الإسرائيلية تريد استمرار التعاون. وفي حالة فشل إدارة بايدن في إدراك حجم الضرر المحتمل، قد تجد واشنطن نفسها متورطة في بعض هذه الجبهات أو كلها.

تحديث قدرات الجيش البريطاني

مرصد مراكز الأبحاث

نشر المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية تحليلًا للخبير العسكري البريطاني، بن باري، يلفت فيه إلى الحاجة إلى تحديث قدرات الجيش، خاصةً في ضوء الحرب الروسية الأوكرانية، والتهديدات التي تفرضها على أوروبا.

وقال باري إن الجيش البريطاني لديه بعض نقاط القوة، مثل ثقافة خوض الحروب، المبنية على الرجال والنساء المدربين جيدًا، التي ظهرت مباشرة بعد اندلاع الحرب، حين نشر 3 مجموعات قتالية في أوروبا، تمثلت في دبابات إلى الدول الإسكندنافية، ووحدات مشاة وفرسان إلى إستونيا وبولندا، ومروحيات قتالية ووحدات مظلات إلى البلقان.

نقاط الضعف

تنص المراجعة المتكاملة للدفاع والأمن في بريطانيا على أن “روسيا ستظل التهديد المباشر الأخطر”. وأشار الخبير العسكري إلى أن الجيش سيلعب دورًا أساسيًّا في صد الهجمات البرية الروسية على أوروبا، لكنه حاليًّا الأقل تحديثًا ضمن فروع القوات المسلحة الأخرى.

ويذكر باري أن الجيش يضم الكثير من المدرعات والمدافع المتقادمة. وفي حالة القتال، هذا يعني أن الفرق المدرعة البريطانية ستتكبد أكبر خسائر، وستكون أبطأ في إنجاز مهامها، من نظيرتها الأمريكية.

وأقرت المراجعة المتكاملة بنقاط الضعف هذه، وموّلت برنامجًا لتحديث عتاد الجيش، الذي شمل مروحيات أباتشي، وناقلات الجنود المدرعة (بوكسر)، ودبابات تشالنجر. لكن لا يزال ينقصها مركبات أياكس المدرعة. وإلى جانب تراجع عدد الدبابات بمقدار الثلث، وتقاعد مركبات واريور، هذا يجعل القوة القتالية للفرقتين المدرعتين للجيش أقل من نظيرتها الأمريكية.

الدروس المستفادة من الحرب

يلفت باري إلى أن الحرب الروسية الأوكرانية أظهرت أهمية قدرات الحرب البرية التقليدية، مثل المشاة والمدرعات والمدفعية. وكذلك أظهرت أن القدرات الحديثة، مثل المسيرات والقدرات السيبرانية، مكملة للأسلحة التقليدية وليست بديلًا لها.

هذا سيتطلب المزيد من التمويل والاستثمار في الجيش. ويحذر باري أنه إذا لم تفعل بريطانيا ذلك، ستواصل القدرة القتالية للجيش التراجع مقارنة بنظيره الأمريكي وجيوش الناتو، ما يُضعف النفوذ العسكري والاستراتيجي للبلاد.

ربما يعجبك أيضا