تدريبات عسكرية ضخمة بين واشنطن وسيول.. وبيونج يانج تتأهب

عمر رأفت

التدريبات العسكرية الأمريكية الكورية الجنوبية ستكون بمثابة تهديد لكوريا الشمالية وسيكون رد بيونج يانج سريعًا.


أعلن الجيشان الأمريكي والكوري الجنوبي، أمس الجمعة 3 مارس 2023، أنهما سيجريان أكبر تدريبات ميدانية مشتركة بينهما خلال 5 سنوات في هذا الشهر.

وذكرت شبكةفوكس نيوز” الأمريكية أن التدريب يأتي في الوقت الذي تسعى فيه القوتان لتعزيز الردع ضد التهديدات النووية والصاروخية المتطورة لكوريا الشمالية، التي لطالما هددت باستخدام أسلحتها النووية بشكل استباقي في صراعات محتملة مع الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية.

تدريبات عسكرية أمريكية كورية

أبرزتفوكس نيوز” ما قاله الجيشان الكوري الجنوبي والأمريكي، إنهما سيجريان التمرين المشتركدرع الحرية”، وهو تدريب في الفترة من 13 إلى 23 مارس لتعزيز القدرات الدفاعية للبلدين، والتدريب الميداني المشترك واسع النطاق.

وكشفت شبكة الأخبار الأمريكية عن تصريحات المتحدث باسم الجيش الأمريكي، إيزاك تيلور، والذي قال إن التدريب الميداني سيشمل تدريبات برمائية مجمعة، مشيرًا إلى أن حجمها سيعود إلى نطاق التدريبات الميدانية الأكبر التي قام بها الحلفاء في الربيع الماضي عام ٢٠١٨.

 قدرات واشنطن العسكرية

قالت شبكة الأخبار الأمريكية أن نشر طائرة أمريكية من طراز B-1B اليوم الجمعة كان أول تحليق من هذا القبيل في تدريب جوي مشترك مع الطائرات الحربية الكورية الجنوبية منذ 19 فبراير، وأضافت أن بيونج يانج قلقة للغاية لنشر B-1Bs، القادرة على حمل كمية كبيرة من الأسلحة التقليدية.

وأكدت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية أن استخدام طائرة B-1B أظهر تصميم الولايات المتحدة وقدرتها على استخدام النطاق الكامل لقدراتها العسكرية، بما في ذلك القدرات النووية للدفاع عن حلفائها.

وأجرت كوريا الشمالية تجارب على أكثر من 70 صاروخًا العام الماضي، وهو أكبر عدد على الإطلاق في عام واحد، والعديد من الصواريخ الأخرى هذا العام، وكانت العديد من الصواريخ أسلحة ذات قدرة نووية مصممة لضرب البر الرئيسي للولايات المتحدة وكوريا الجنوبية.

تهديدات كورية شمالية

ردًا على تهديد كوريا الشمالية باستخدام أسلحتها النووية بشكل استباقي في صراعات محتملة مع الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، حذر الجيش الأمريكي من أن استخدام الأسلحة النووية سيؤدي إلى نهاية هذا النظام. و في يناير 2023، قال وزير الدفاع لويد أوستن إن الولايات المتحدة ستزيد أيضًا من نشرها للأسلحة المتقدمة مثل الطائرات المقاتلة والقاذفات في شبه الجزيرة الكورية.

وفي فبراير 2023، حذرت وزارة الخارجية في كوريا الشمالية من أن الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية ستواجهان إجراءات قوية بشكل غير مسبوق إذا نفذتا التدريبات العسكرية المخطط لها هذا العام.

سلاح نووي

في سياق متصل، أبرزت شبكة سي إن إن الأمريكية تصريحات رئيس الوزراء الكوري الجنوبي، هان دوك سو، والتي قال فيها إن بلاده ليست بحاجة إلى أسلحة نووية لردع التهديدات الكورية الشمالية.

وأضاف دوك سو أن العديد من الاستطلاعات الأخيرة أوضحت أنه يجب علينا  إعادة تسليح أنفسنا بشكل عام والسلاح النووي بشكل خاص.

وقالت سي إن إن، إن أحد هذه الاستطلاعات الذي نُشر في فبراير 2023 وجد أن 71٪ من أكثر من 1300 مشارك في البلاد يؤيدون تطوير كوريا الجنوبية لأسلحتها النووية، وهي فكرة لم يكن من الممكن تصورها في السابق وأصبحت سائدة بشكل متزايد في العقد الماضي مع تصاعد التوترات.

تعاون أمريكي كوري جنوبي

أصر  دوك سو في تصريحاته على أن البلاد سيول لديها ما يكفي في ترسانتها لدرء طموحات كوريا الشمالية، وأن تطوير قدراتها النووية لميكن خيارًا صحيحًا.

وقال دوك سو في تصريحاته: “لقد تعاونا مع الولايات المتحدة لتقوية قدرات الردع لدينا، مضيفًا أن الحكومة ركزت كثيرًا على تعزيز قدرات ردعها.

ممارسة الضغوطات على بيونج يانج

قال دوك سو: “يجب أن نعمل مع المجتمع الدولي لممارسة الكثير من الضغط المستمر على كوريا الشمالية لنزع السلاح النووي، ونود أن نجعل كوريا الشمالية تعلم أن تطوير القدرات النووية والنهوض بها لن يضمن السلام والازدهار في بلادها.”

وساءت العلاقات بين كوريا الشمالية والجنوبية في السنوات الأخيرة، وعززت بيونج يانج برنامج أسلحتها، وأطلقت عددًا قياسيًّا من الصواريخ العام الماضي، بما في ذلك صاروخ حلّق فوق اليابان، وهي المرة الأولى التي تفعل فيها كوريا الشمالية ذلك منذ 5 سنوات، مما أثار قلقًا دوليًّا.

دور الصين

وذكرتسي إن إن” أن المسؤول الكوري ناقش أيضًا دور الصين في المنطقة، قائلًا إن بكين لاعب عالمي ضخم ومهم، ويعتقد أن العديد من البلدان تود أن تراها أكثر امتثالًا للقواعد العالمية.

وأضاف أنه رغم أن الصين ستساهم كثيرًا في حل المشكلات العالمية، إلا أن الدولة غالبًا لا تلبي التوقعات التي ترغب فيها الكثير من الدول، على سبيل المثال، أزمة التوترات في شبه الجزيرة الكورية.

ربما يعجبك أيضا