بشار الأسد في روسيا.. أسباب الزيارة ودلالة الموعد

إسراء عبدالمطلب
الأسد يزور روسيا في أول زيارة خارج المنطقة منذ الزلزال

في ظل استمرار الحرب الروسية الأوكرانية وتصاعد حدة العقوبات الغربية الأمريكية ضد موسكو، يزور الرئيس السوري بشار الأسد نظيره الروسي فلاديمير بوتين، فماذا وراء اللقاء؟


توجه الرئيس السوري، بشار الأسد، إلى روسيا، أمس الثلاثاء 14 مارس 2023، ليلتقي نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، للمرة الأولى منذ عامين.

وأعلن الكرملين أن اجتماع الأسد وبوتين سيعقد في موسكو اليوم الأربعاء 15 مارس 2023، وستركز المحادثات على التعاون السياسي والتجاري والإنساني والاقتصادي، فضلًا عن مناقشة الوضع في سوريا، وتعد هذه أول زيارة للأسد خارج سوريا منذ وقوع الزلزال.

مرور 12 عامًا

بحسب وكالة أنباء رويترز، تتزامن الزيارة مع ذكرى مرور 12 عامًا على اندلاع الأزمة في سوريا، في مارس عام 2011.

وأضافت وكالة الأنباء السورية “سانا”، أن وفدًا وزاريًّا كبيرًا يرافق الأسد في هذه الزيارة، في حين رأى سياسيون أن الهدف من الزيارة هو مناقشة تطبيع النظام مع تركيا.

الحصول على مساعدة

كان الخبير في مجلس الشؤون الدولية الروسي، كيريل سيميونوف، قد شدد، في تصريحات صحفية 6 مارس الحالي، على أنه من المرجح أن يحاول الأسد الحصول على مساعدة من روسيا لمواجهة آثار الزلزال، وكذلك الحصول على دعم لمواجهة أزمة المحروقات التي تعيشها سوريا.

وبحسب وكالة الأنباء الروسية الرسمية “تاس”، التقى بوتين والأسد آخر مرة عام 2021 في موسكو، وزار الأسد روسيا ثلاث مرات أيضًا في 2015 و2017 و2018، وبالمثل زار بوتين الأسد في سوريا عامي 2017 و2020.

الأسد يزور روسيا في أول زيارة خارج المنطقة منذ الزلزال

الأسد يزور روسيا في أول زيارة خارج المنطقة منذ الزلزال

تعزيز العلاقات وتطبيعها

بحسب موقع المونيتور الأمريكي، تستضيف روسيا دبلوماسيين سوريين وأتراكًا اليوم الأربعاء، لتطبيع العلاقات التي انقطعت بينهما في عام 2012. وبدأت تركيا في إعادة ترتيب موقفها الآن، بعد أن استعاد الأسد السيطرة على معظم بلاده بمساعدة روسيا.

وانعقدت لقاءات لمدة طويلة بين أجهزة المخابرات في تركيا وسوريا بوساطة من روسيا، تطورت إلى عقد اجتماع على مستوى وزراء الدفاع ورؤساء أجهزة المخابرات في الدول الثلاث، وفي 28 ديسمبر الماضي، بموسكو، في إطار عملية تطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق.

ورأى الجانب التركي أن هذه المشاورات يمكن أن تخلق أرضية لتسوية سياسية شاملة للوضع السوري، بما في ذلك حل مشكلة اللاجئين.

سوريا تضع الشروط

أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في 15 ديسمبر الماضي، أنه اقترح على نظيره الروسي فلاديمير بوتين، عقد اجتماع ثلاثي بمشاركة الأسد، على أن تسبق هذه القمة مفاوضات على مستوى ممثلي الأجهزة الأمنية ووزراء الدفاع والخارجية.

ولكن إعلان دمشق عن شروط تتعلق باستمرار مسار محادثات التطبيع، أهمها انسحاب القوات التركية من شمال سوريا، ووقف أنقرة دعمها المعارضة السورية، وإدراج الفصائل المسلحة الموالية لها ضمن ما يُعرف بـ”الجيش الوطني السوري” على قائمة التنظيمات الإرهابية، ألقى بظلاله على إيقاع المحادثات.

وبعد أن كان الحديث يجري عن عقد لقاء وزراء الخارجية في يناير، جرى تعديل الموعد إلى أول فبراير الماضي، ثم إلى منتصفه، ولكن كارثة زلزالي 6 فبراير في تركيا أرجأت التحركات في هذا الملف، وإن كانت موسكو قد أعلنت أن الجهود مستمرة لعقد لقاء وزراء الخارجية.

إشراك إيران

تحدثت أنقرة عن الحاجة إلى عقد لقاء ثانٍ لوزراء الدفاع، قبل انعقاد اجتماع وزراء الخارجية، ما عُدّ تراجعًا أو تباطؤًا في مسار التطبيع الذي ترعاه روسيا، وسط حديث عن تدخل إيراني، دفع بالنظام السوري إلى التأني في خطواته.

وأعلنت تركيا، الاثنين 13 مارس، أن موسكو ستستضيف نواب وزراء خارجية تركيا وروسيا وإيران والنظام السوري يومي 15 و16 مارس لإجراء مناقشات حول سوريا.

وجاء إشراك إيران في مسار التطبيع بين أنقرة ودمشق، بعد أن أعلن أردوغان في يناير الماضي، أنه سيكون من المفيد مشاركة إيران في المحادثات، وهو ما أيدته موسكو، ورأى الجانبان التركي والروسي أن إجراء المحادثات “بصيغة آستانا” سيكون مفيدًا في التوافق على القضايا المتعلقة بالملف السوري، وليس فقط ما يخص العلاقات بين أنقرة ودمشق.

ربما يعجبك أيضا