بلينكن في إثيوبيا.. تجديد للعلاقات مع حليف قديم

شروق صبري

زار وزير الخارجية الأمريكي أديس أبابا، وتسعى واشنطن لإصلاح العلاقات المتوترة بسبب الحرب الأهلية في منطقة تيجراي.


وصل وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، إلى إثيوبيا، لتجديد العلاقات مع الحليف القديم، ودعم السلام بعد الحرب الأهلية.

وأفادت قناة فرانس 24، في تقرير نشرته، يوم أمس الثلاثاء 14 مارس 2023، أن رحلة بلينكن إلى ثاني أكبر دول  إفريقيا بعدد السكان، تعد جزءًا من مسعى إدارة الرئيس جو بايدن، لتكثيف التواصل مع القارة، في وقت تعمل فيه الصين وروسيا على تعزيز نفوذهما هناك.

نشاط دبلوماسي أمريكي في إفريقيا

وفقًا لتقرير فرانس 24، من المتوقع أن يلتقي بلينكن رئيس الوزراء آبي أحمد، الذي كان ينظر إليه في السابق على أنه في طليعة جيل جديد من القادة الأفارقة، الذين يتطلعون إلى مستقبل سلمي، لكنه سرعان ما تحول إلى شخص منبوذ من واشنطن، بسبب الحرب في إقليم تيجراي.

وقالت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية إن هذه رابع زيارة رفيعة المستوى إلى إفريقيا يجريها كبار مسؤولي إدارة بايدن، هذا العام. وتشمل اجتماعات مع آبي أحمد وزعماء إقليم تيجراي، وتركز على تنفيذ اتفاق السلام، الذي توصل له الطرفان في نوفمبر 2022، وأنهى الأعمال العدائية في شمال إثيوبيا.

33
حرب تيجراي

حسب قناة فرانس 24، اندلعت الحرب في الإقليم الواقع شمال إثيوبيا، في نوفمبر 2020، عندما هاجمت جبهة تحرير تيجراي الشعبية، التي كانت تهيمن على السياسة الإثيوبية، منشآت عسكرية حكومية، ما أدى إلى هجوم كبير من حكومة أبي، مدعومة من إريتريا، الدولة الجارة.

أشارت القناة الفرنسية إلى أنه بمجرد أن اقتربت جبهة التحرير الشعبية لتحرير تجراي من أديس أبابا، هزمتها القوات الموالية لآبي أحمد، وبعدها وافقت على نزع سلاحها بموجب اتفاق عٌقد في العاصمة الجنوب إفريقية، بريتوريا، يوم 2 نوفمبر 2022، عقب مفاوضات كثيفة مع الاتحاد الإفريقي، والولايات المتحدة.

رد فعل الولايات المتحدة على الحرب

أشارت واشنطن بوست إلى أن إثيوبيا ثاني أكبر دولة في إفريقيا، من حيث عدد السكان، وتساهم في بعثات حفظ السلام الدولية، وأن وزنها الدبلوماسي الثقيل كان حصنًا في منطقة تعاني من الحرب الأهلية والتطرف. لكن هذه السمعة تعرضت لضربة قوية بسبب الحرب الأهلية في تيجراي.

ورأت الصحيفة الأمريكية أن مزاعم الانتهاكات الحقوقية، دفعت الولايات المتحدة إلى تعليق مشاركة إثيوبيا في قانون “النمو والفرص الإفريقي”، الذي يمنح أديس أبابا وصولًا معفيًا من الرسوم إلى السوق الأمريكية لبعض السلع.

انتهاكات الحقوق في إثيوبيا

زعمت الصحيفة الأمريكية أن إثيوبيا حريصة على استعادة اتفاقيات التجارة مع الولايات المتحدة، لكن أكبر دبلوماسية أمريكية لشؤون إفريقيا، مولي في، قالت إن التطبيع الكامل للعلاقات مع واشنطن يتطلب المزيد من الخطوات من جانب إثيوبيا.

وأضافت أنه لدفع العلاقات الأمريكية الإثيوبية إلى الأمام، تظل واشنطن بحاجة إلى خطوات لكسر دائرة العنف العرقي والسياسي، الذي أعاد البلاد عقود عديدة للوراء، حسبما أوردت واشنطن بوست.

22
الوضع في تجراي

رأت واشنطن بوست أن الحياة تحسنت في تيجراي، منذ توقيع اتفاق السلام في نوفمبر، وعادت وسائل السفر والاتصالات والخدمات المصرفية، وانخفضت أسعار المواد الغذائية لأكثر من النصف، ووصلت الأدوية المنقذة للحياة، ويوجد ما يكفي من الوقود لتدفق حركة المرور في المدن مرة أخرى.

لكن الإقليم لم يشكل بعد حكومة مؤقتة، وهي خطوة تمهد الطريق للإفراج عن آلاف السجناء، وستفرج عن ميزانية لدفع رواتب موظفي الخدمة المدنية، الذين يعانون من ضائقة مالية، وستلغي الحظر عن جبهة تحرير شعب تيجراي، الحزب السياسي الذي يسيطر على الإقليم.

تدهور الوضع في تيجراي

زعمت الصحيفة الأمريكية أنه حتى تشكيل حكومة مؤقتة في تيجراي، لن تدفع حكومة آبي أحمد للأطباء والمعلمين وموظفي الخدمة المدنية الأجور المتأخرة المستحقة عليهم، ولن تصرف الأموال لإصلاح المدارس والمستشفيات والعيادات، التي دمرت في القتال، ونقلت عن مصادر لم تمها أن أبي أحمد يلقي باللوم على زعيم جبهة تيجراي، ديبريتيسيون، في بدء الحرب، ولا يريده أن يظل رئيسًا للإقليم.

في حين أشارت فرانس 24 إلى أن أبي تعهد باستعادة الخدمات الأساسية في تيجراي، التي شهدت نقصًا حادًا في الإمدادات خلال الحرب، على الرغم من أنه من المستحيل تقييم الوضع على الأرض، بسبب القيود المفروضة على الوصول إلى وسائل الإعلام.

رد فعل إثيوبيا على زيارة بلينكن

حسب وكالة أنباء رويترز، قالت وزارة الخارجية الإثيوبية على تويتر إن المحادثات تضمنت مناقشات بشأن تشكيل إدارة مؤقتة في تيجراي، وتحقيق سياسة العدالة الانتقالية التي تسعى إلى المساءلة والإنصاف لضحايا الحرب، وكذلك تطرقت للعلاقات طويلة الأمد بين الجانبين، التي حان الوقت لتنشيطها.

ووفق رويترز، كانت الولايات المتحدة صريحة في انتقادها للفظائع المزعومة التي ارتكبتها القوات الإثيوبية وحلفاؤها خلال حرب تيجراي، التي قتل فيها عشرات الآلاف، قبل التوصل إلى اتفاق سلام في نوفمبر الماضي.

11 2تحركات روسيا والصين فى إفريقيا

حسب فرانس 24، قدرت الولايات المتحدة ضحايا الصراع الذي استمر عامين في تيجراي بـ500 ألف قتيل، وهو رقم أعلى من عدد القتلى في الحرب الروسية الأوكرانية، التي جذبت اهتمامًا عالميًّا أكبر بكثير.

ولفتت القناة الفرنسية إلى أن روسيا شنت هجومًا دبلوماسيًّا في إفريقيا، بما في ذلك إثيوبيا، منذ الحرب، على أمل أن تظل القارة محايدة، بدلاً من الانضمام إلى العقوبات الغربية على موسكو،  موضحىة أن جهود روسيا جاءت في أعقاب سنوات من النجاحات الصينية في إفريقيا، التي عقدت علاقات مع القارة بعيدة عن الضغوط الغربية عليها.

ربما يعجبك أيضا