بعد إيران والسعودية.. هل تكون الصين وسيطًا للسلام في الحرب الروسية الأوكرانية؟

محمد النحاس

الصين ترغب بأن تسوّق نفسها كقوة عظمى ذات مسؤوليات لإحلال السلام العالمي.



أعرب وزير الخارجية الصيني، تشين جانج، عن قلق بكين من تصعيد الحرب الروسية الأوكرانية، في ظل احتدام القتال شرق كييف.

ودعا جانج طرفي النزاع إلى الحفاظ على الهدوء، في مكالمة هاتفية، أجراها مع نظيره الأوكراني، دميترو كوليبا، وفق ما نقلت وكالة أنباء رويترز، عن بيان لوزارة الخارجية الصينية، أمس الخميس 16 مارس 2023.

دعوة إلى ضبط النفس

قال وزير الخارجية الصيني، تشين جانج، إن بلاده تأمل أن تحافظ أطراف النزاع في الحرب الروسية الأوكرانية على الهدوء والعقلانية، وأن تتحلى بضبط النفس، داعيًا روسيا وأوكرانيا إلى استئناف محادثات السلام.

وفي فبراير الماضي، خلال الذكرى السنوية الأولى لاندلاع الحرب، وحين كانت المعارك في الميدان تحتدم، أصدرت الصين وثيقة للسلام دعت فيها أطراف النزاع إلى خفض تدريجي للتصعيد، وبدء محادثات السلام.

الوثيقة الصينية للسلام

جاء في الوثيقة الصينية 12 بندًا، بينها ضمان أمن وسلامة المدنيين، والمرافق الحيوية، واحترام استقلالية الدول الأخرى، وفي أبرز ردود الفعل رحب الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بالطرح الصيني، وأعلن نظيره الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي، اهتمامه بها، وفي المقابل انتقدها الأمريكي جو بايدن. 

وقال وزير الخارجية الصيني، في حديثه الأخير مع نظيره الأوكراني، إن بلاده تأمل ألا تغلق أطراف النزاع الباب أمام احتمالية إجراء محادثات سلام، مهما ساءت الأوضاع ميدانيًّا، في ظل تكهنات بإمكانية أن تكون بكين وسيطًا بين طرفي النزاع، وبعد أيام معدودة من التوصل إلى اتفاق بين السعودية وإيران، برعاية صينية.

الصين وسيطًا للسلام؟

كتب وزير الخارجية الأوكراني، ديمترو كوليبا، في تغريدة على تويتر، إنه شدد خلال مكالمته مع نظيره الصيني، على أهمية مبدأ وحدة الأراضي.  وأضاف أنهما تحدثا عن خطة السلام، التي طرحها الرئيس الأوكراني، وتنص على ضرورة تراجع الجيش الروسي إلى حدود ما بعد انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991.

ويعني ذلك انسحاب روسيا ليس فقط من المناطق التي تسيطر عليها شرقًا، بل كذلك من شبه جزيرة القرم، منفذ موسكو على المياه الدافئة، التي اجتاحتها عام 2014، ومن ثمّ ضمتها للاتحاد الروسي، ومن الناحية القانونية طبقًا للدستور الروسي لا يجوز التنازل عن أي جزء من الأراضي الاتحادية.

وضمت روسيا كذلك 4 مناطق أوكرانية، العام الماضي، وتشدد موسكو على تمسكها بهذه المناطق، في حين تبدي أوكرانيا في هذا الصدد تشددًا، ويعني ذلك حربًا طويلة الأمد، ما لم يقبل أيٌ من الطرفين التنازل.

شي يزور روسيا

غير بعيد عن ذلك، من المتوقع أن يزور الرئيس الصيني، شي جين بينج، روسيا خلال الفترة المقبلة، وسيلتقى بوتين، ويجري قريبًا محادثة مرئية عن بعد مع الرئيس الأوكراني، في ظل تكهنات بجهود لوساطة محتملة بين روسيا وأوكرانيا.

ويرى محللون أن الصين ترغب بأن تسوّق نفسها كقوة عظمى ذات مسؤوليات لإحلال السلام العالمي، خاصةً بعد اتفاق طهران والرياض. وقال أستاذ القانون بجامعة سيتي بهونج كونج، وانغ جيانغيو ،في حديث مع رويترز، إن شي يرغب في أن يظهر للعالم أنه صاحب تأثير في الصعيد العالمي، لا يقل عن نظيره الأمريكي، وكذلك صرف الأنظار عن ادعاءات دعم موسكو في الحرب.

ربما يعجبك أيضا