أوكرانيا تفرض عقوبات على سوريا.. الأهداف والأسباب

وقع الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، مرسومًا يفرض بموجبه عقوبات على الرئيس السوري بشار الأسد.

وشملت العقوبات 141 كيانًا رسميًّا و300 فردًا على صلة بالنظام السوري، ورأس النظام نفسه، بشار الأسد، ووقع زيلينسكي على المرسوم الرسمي اليوم السبت 18 مارس 2023، وفقًا لموفع الرئاسة الأوكرانية.

عقوبات أوكرانية

جاء المرسوم الرسمي تأييدًا لمقترح مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني، ومن المقرر أن تستمر العقوبات لمدة 10 سنوات، وتشمل تجميد أصول الأسد، وفرض قيود على المعاملات المالية والاقتصادية، والأنشطة التجارية، وإيقاف الالتزام بالاستحقاقات المالية، وفقًا للمرسوم المنشور على الموقع الرسمي للرئيس الأوكراني.

وعلاوةً على الرئيس الأسد، تشمل العقوبات رئيس الوزراء السوري حسين عرنوس، ووزير الخارجية فيصل المقداد، وتشمل قائمة العقوبات أفرادًا روسًا وسوريين ومواطنًا أوكرانيًّا واحدًا يحمل الجنسية الروسية، وشملت كذلك شركات بناء سفن وشركات صناعة طيران.

وترى باحثة العلوم السياسية نورهان أبو الفتوح، أن العقوبات الأوكرانية هدفها إثناء سوريا عن موقفها الداعم للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لكن لا تعتقد أن تكون ذات نتيجة ملموسة، خاصةً في ظل العلاقات الوثيقة التي تجمع موسكو ودمشق، والتي تعززت على مدار السنوات الماضية.

زيارة الأسد لروسيا

تأتي الخطوات الأوكرانية في أعقاب زيارة الرئيس السوري لروسيا الأربعاء الماضي، في أول زيارة معلنة منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية في 24 من فبراير 2022. 

بوتين وبشار الأسد.. صورة أرشيفية

وخلال الزيارة أعلن الأسد دعمه لروسيا في ما تسميه “العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا”، وأبلغ نظيره الروسي أنه يتوقع نتائج اقتصادية ملموسة للزيارة.

وقال المتحدث الرسمي باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، إن اللقاء ركّز على تعزيز العلاقات الثنائية بين الجانبين.

وعرض الأسد دعم بوتين خلال الحرب، مشددًا على أن “الروس يقاتلون النازيين الجدد والنازيين القدامى في أوكرانيا”، وأن “الغرب قدّم النازيين القدامي ويدعمهم اليوم في أوكرانيا” في إشارة إلى انتهاكات مزعومة يتعرض لها أصحاب العرق الروسي في أوكرانيا، مقابل اتهامات تطال كييف بتبنيها مواقف قومية متطرفة ضد روسيا.

مرحلة جديدة ومخاوف من دور أمريكي

شدد الرئيس السوري خلال الزيارة، التي تأتي بعدما جاوزت الحرب الروسية الأوكرانية عامها الأول، على أن الزيارة ستمهد لـ”مرحلة جديدة في العلاقات السورية الروسية”.

وقال الأسد لوسائل إعلام روسية، إن “الولايات المتحدة تخطط لاستقدام إرهابيين من سوريا للقتال ضد روسيا”، معربًا عن قلقه من دور واشنطن في سوريا وأوكرانيا.

وتعد موسكو الحليف والداعم الأكبر لدمشق التي عانت عزلة إقليمية ودولية منذ سنوات. وتدخل الروس عسكريًّا في سوريا عام 2015 بعد طلب رسمي. وبالإضافة إلى موسكو، تعد طهران أحد أبرز حلفاء دمشق، ولكن زيارة الأسد تأتي في أعقاب ما يمكن تسميته “تغير الموقف العربي” بعد تصريحات مسؤولين من عدة دول عربية تشي بالترحيب بعودة سوريا إلى “الكتلة العربية”. 

هل يشارك سوريون في الحرب؟

في سياق متصل، تعرضت سوريا لانتقادات بعد تقارير أفادت بمشاركة مقاتلين سوريين في الحرب الروسية الأوكرانية، تحت جناح مجموعة فاجنر شبه العسكرية الخاصة. 

واعترف الرئيس السوري بوجود مقاتلين سوريين في الحرب، مشددًا على أن السوريين المشاركين هم متطوعون، ولم تدفعهم الحكومة، وفقًا لما نقلته وكالة أنباء نوفوستي الروسية.

وكانت السلطات الأوكرانية أعلنت قطع العلاقات الدبلوماسية مع سوريا، في 30 يونيو الماضي، عقب اعتراف دمشق باستقلال منطقتي دونيتسك ولوغانسك شرقي البلاد.

ويأتي ذلك في ظل أنباء عن زيارة مرتقبة للرئيس الصيني شي جين بينج لروسيا، وبعد إصدار محكمة العدل الدولية، مذكرة إيقاف بحق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

تصفية حسابات مع الكرملين 

قال المحلل السياسي أيمن الرقب، إن خطوة كييف محاولة لتصفية حساباتها مع الكرملين، لافتًا إلى أن الخطوة الأوكرانية لا تمثل قيمة كبيرة، ولن تؤثر بطبيعة الحال في موقف النظام السوري من روسيا، حليفته الأبرز.

ووصف الرقب الخطوة الأوكرانية بأنها إجراء سياسي، خاصة وأن دمشق وكييف لا تجمعهما شراكات اقتصادية ذات أثر يذكر. وشدد على أن العقوبات الأوكرانية ترتبط بزيارة الأسد لروسيا، وأن الخطوات الأوكرانية مجرد “ردة الفعل”.

‌أبعاد أخرى

في سياق متصل، تأتي الخطوات الأوكرانية بعد أنباء ترددت في الآونة الأخيرة عن إرسال إسرائيل دعمًا عسكريًّا لأوكرانيا، في وقتٍ تشهد فيه العلاقات الروسية الإسرائيلية أسوأ مراحلها، ما قد يؤثر بدوره في العلاقات الإسرائيلية السورية المتوترة بطبيعة الحال.

اقرأ أيضًا: إسرائيل تبيع أنظمة دفاعية إلى أوكرانيا.. هل تتورط في حرب مع روسيا؟

وقال الرئيس السوري لوكالة ريا نوفوستي الروسية، إن “الولايات المتحدة تخطط لإرسال إرهابيين إسلاميين من سوريا إلى أوكرانيا للمساعدة في الحرب ضد روسيا”. وقال الأسد إنه دعا بوتين إلى إقامة المزيد من القواعد العسكرية الدائمة في سوريا.