أزمات المصارف الأمريكية والأوروبية تهدد استقرار أسعار النفط

تراجعت أسعار النفط على مدار الأيام الماضية، نتيجة لتداعيات الأزمة التي أصابت القطاع المصرفي في الولايات المتحدة، وبنك كريدي سويس في أوروبا.

وسجلت أسعار النفط أدني مستوياتها منذ أكثر من عام، نتيجة المخاوف التي سيطرت على المستثمرين بعد أزمة بنك سيليكون فالي وبنك كريدي سويس، وتبديد آمال انتعاش الطلب الصيني على النفط.

خسارة النفط 5% في جلسة واحدة

خلال تعاملات يوم الأربعاء الماضي 15 مارس 2023، انخفضت أسعار النفط 5% لتسجل أدني مستوي منذ ديسمبر 2021، فخسرت العقود الآجلة لخام برنت 4.1% ليصل إلى 74.2 دولار، وانخفض خام تكساس 4% ليصل إلى 68.47 دولار للبرميل.

وقال المدير التنفيذي لمركز كوروم للدراسات في لندن، طارق الرفاعي، لموقع قناة سكاي نيوز عربية، إن السبب الأول لتراجع أسعار النفط هو انهيار بنك سيليكون فالي، ما أثار المخاوف بشأن القطاع المصرفي في البلاد، بالإضافة إلى أن رفع أسعار الفائدة بالبنوك المركزية أثار مخاوف الركود الاقتصادي، ما انعكس سلبًا على أسعار النفط.

هل تضغط أزمة المصارف على حجم الطلب؟

استبعد تقرير صادر عن بنك “يو بي إس” أن تمثل أزمة المصارف الأمريكية ضغطًا على طلب النفط الخام أو إنتاجه، وأوضح أن سبب الانخفاض يرجع إلى اتجاه المستثمرين إلى الانسحاب من الأصول الخطرة، مثل النفط والاستثمار في أصول أكثر أمانًا وقت الأزمات.

وتوقع بنك “يو بي إس” السويسري تداول خام برنت عند 100 دولار للبرميل حتى شهر يونيو من العام الحالي، ويتوقع أن يصل سعر خام برنت إلى 105 دولارات بنهاية عام 2023. وتشير توقعات البنك السويسري إلى أن أسواق النفط ستظل على حالها المتقلبة على المدى القريب، وأن الارتفاع في الأسعار سيأتي مدعومًا بارتفاع واردات الصين من النفط وتراجع الإنتاج الروسي.

براميل النفط

 ماذا ستفعل أوبك بعد التراجع الأخير؟

قال مدير التسويق السابق بوزارة الطاقة والمعادن العمانية، علي بن عبدالله الريامي، لمنصة الطاقة المتخصصة، إن أسعار النفط ستشهد تراجعًا محدودًا، وإن تدخل “أوبك +” مرهون بتجاوز الأسعار مستويات 70 دولارًا، رغم أن الأوضاع ليست لها علاقة بعوامل السوق.

ورجح تقرير صادر عن مؤسسة  “فاندا إنسايتس” أن الخسائر الأخيرة في أسعار النفط لن تستمر. ونقلت منصة الطاقة المتخصصة عن مصادر في “أوبك+” أن انخفاض أسعار النفط يمثل ردة فعل طبيعية للأوضاع في السوق، وأن التحالف لا ينوي تغيير سياسة الإنتاج في الوقت الحالي.

رحلة أوبك بلس مع إنتاج النفط خلال 2022