خبراء: مزارعو بريطانيا بحاجة إلى دعم لوقف تدهور التربة

بسام عباس
التربة

قال فريق دولي من علماء التربة إن المزارعين بحاجة إلى الدعم في التحول إلى الأساليب التي تحافظ على المادة العضوية للتربة.


خلصت لجنة من خبراء التربة إلى إمكان تجنب حدوث أزمة عالمية في تدهور التربة، بدعم المزارعين في تحولهم إلى ممارسات أكثر استدامة.

ووفقًا لبيانات الأمم المتحدة الأخيرة، تدهور نحو 40% من التربة الزراعية في العالم، وما لم يتدارك العالم هذه المشكلة يمكن أن تلحق الضرر بإنتاج الغذاء والتنوع البيولوجي، وتهدد بعرقلة جهود التخفيف من آثار تغير المناخ.

تدهور التربة

أوضحت صحيفة الإندبندنت البريطانية، في تقرير نشرته أمس السبت 18 مارس 2023، أن التربة الصحية تمتلئ بالتنوع البيولوجي، وتدعم كل أنماط الحياة على الأرض، لافتة إلى أن مجرد حفنة من التربة تحتوي على كائنات أكثر من عدد البشر على هذا الكوكب.

وأضافت أن البشر في جميع أنحاء العالم، قللوا من المادة العضوية في التربة من خلال الممارسات غير المستدامة، ما جعلها أقل خصوبة ويضعف قدرتها على تخزين الكربون.

وأفادت أن التربة الصالحة للزراعة في المملكة المتحدة فقدت نحو 40 – 60% من الكربون العضوي من خلال الزراعة المكثفة، وفقًا لوكالة البيئة، التي قدرت تكلفة تدهور التربة، في عام 2010، بنحو 1.2 مليار جنيه إسترليني سنويًّا.

ثلاثة خيارات

ذكرت الصحيفة البريطانية أن خبراء من الأمم المتحدة اتفقوا على أن المزارعين بحاجة إلى الدعم في التحول إلى ممارسات أكثر استدامة، وذلك في مناقشة مائدة مستديرة في ديسمبر الماضي، عقدتها حركة “أنقذوا التربة”.

واقترح الخبراء 3 خيارات، هي زيادة أسعار منتجات التربة المستدامة، كما هو الحال مع الأغذية المنتجة عضويًّا وتساعد الدولة المزارعين الذين يتبنون ممارسات مستدامة، والاستثمار في تجارة الكربون، لوضع حد أقصى لانبعاثات ثاني أكسيد الكربون بالسماح للمؤسسات بشراء الفائض المسموح به من الانبعاثات أو بيعه.

إدارة تركز على التربة

نقلت الصحيفة عن رئيسة الفريق الفني الحكومي الدولي المعني بالتربة، البروفيسور روزا ماريا بوك، قولها: “يجب أن ننتقل من الإدارة التي تستخدم التربة فقط إلى الإدارة التي تركز على التربة”، ومن أجل ذلك، يحتاج المجتمع إلى توعية أفضل بمفهوم التربة وما تفعله، والمخاطر الناجمة عن تدهورها.

وإلى جانب الوعي بالتربة، ينبغي على دول العالم إجراء فحوص تفصيلية للتربة لمعرفة نوعية التربة الموجودة لديها، فإن لم يكن لديها معرفة بنوعية التربة، فلن تتمكن من إدارة هذا المورد الثمين، وفقًا لإمكاناتها.

ولفتت الصحيفة البريطانية إلى أن حكومة المملكة المتحدة تدفع للمزارعين أجورهم لاختبار التربة وزيادة المواد العضوية من خلال خطة حوافز الزراعة المستدامة ودعمها.

ضرورة التحفيز

ذكرت الصحيفة أن عالم بيئة التربة في جامعة هاربر آدامز، الدكتور سيمون جيفري، دعا إلى ضرورة وجود حوافز مادية للمزارعين مقابل تبنيهم ممارسات مستدامة عامة بدلًا من تلبية مقاييس محددة، لافتًا إلى أن المزارعين، في مرحلة ما، لن يتمكنوا من إضافة المزيد من المواد العضوية إلى التربة.

ومن جانبه، قال رئيس منتدى البيئة في الاتحاد الوطني للمزارعين، ريتشارد براملي، إن إحدى المشكلات المستمرة التي تقابل المزارعين في أثناء عملهم على تحسين التربة، وتحسين التنوع البيولوجي، والأراضي التي يديرونها، هي الصعوبة في الوصول إلى الدعم الموجود لإجراء هذه التغييرات، لأنهم نفذوها بالفعل.

وأضاف أن التربة هي حجر الأساس المطلق لأعمال الزراعة، وأدرك معظم المزارعين الجيدين ذلك لسنوات، وعملوا على تحسين تربتهم، موضحًا أن الحوافز المقدمة من الحكومات ستمثل ركيزة أساسية لذلك، فضلًا عن وجوب الاستثمارات في المزارع، والتكنولوجيا، وتقديم المشورة والمنتجات من المصادر العضوية.

ربما يعجبك أيضا