إجراءات استثنائية.. ماذا ستفعل واشنطن لاعتقال ترامب؟

آية سيد
دونالد ترامب

بعد ادعاء دونالد ترامب أنه سيجري اعتقاله يوم الثلاثاء المقبل، هل تشهد عملية اعتقال الرئيس الأمريكي السابق إجراءات استثنائية؟


زعم الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، أمس الأول السبت 18 مارس 2023، أنه سيتعرض للاعتقاله يوم الثلاثاء من هذا الأسبوع.

وفي هذا السياق، نشرت مجلة “تايم” الأمريكية تقريرًا يشرح أسباب وخطوات عملية الاعتقال المحتملة، وكيف تختلف قضية ترامب عن القضايا العادية، حسب آراء خبراء القانون.

قضية رشوة

يحقق المدعي العام لمقاطعة مانهاتن، آلفين براج، في ادعاء ممثلة الأفلام الإباحية، ستورمي دانيالز، تلقيها رشوة مقابل التكتم على علاقتها المزعومة بترامب، قبل فوزه في الانتخابات الرئاسية عام 2016، وهي علاقة ينفيها الرئيس السابق.

وكجزء من التحقيقات، قد يواجه ترامب اتهامات بتزوير السجلات التجارية عندما سدد لمحاميه الشخصي حينذاك، مايكل كوهين، الأموال التي دفعها لدانيالز. وحسب تقرير المجلة الأمريكية، هذه الرشوة قد تعرّض الرئيس السابق أيضًا لخطر مخالفة قوانين تمويل الحملة الانتخابية.

اقرأ أيضًا: كيف تؤثر معارك ترامب القانونية في خطط ترشحه للرئاسة الأمريكية؟

مؤشرات توجيه الاتهامات

أشارت مجلة تايم إلى أن تصريحات الرئيس السابق تسلط الضوء على احتمالية مواجهته للاعتقال للمرة الأولى، لافتةً إلى استدعائه للشهادة أمام هيئة محلفين كبرى في بداية مارس الجاري، وهو ما يُطلب عادةً قبل توجيه الاتهامات. إلا أن ترامب رفض الشهادة.

وبينما لم يعلق المدعي العام على مزاعم ترامب، أوضح متحدث باسم ترامب أن الرئيس السابق لم يتلقَّ أي إخطار بأن توجيه الاتهامات وشيك. ولفتت المجلة الأمريكية إلى أن توجيه اتهامات جنائية لترامب، سيكون الواقعة الأولى من نوعها في التاريخ الأمريكي لرئيس سابق.

وفي منشور على منصة “تروث سوشيال” صباح السبت، زعم ترامب أن اعتقاله وشيك، ودعا مؤيديه إلى الاحتجاج، مستشهدًا بـ”تسريبات غير قانونية” من مكتب المدعي العام لمقاطعة مانهاتن “الفاسد والمسيّس بشدة”، على حد تعبيره.

في حالة توجيه اتهامات لترامب.. هل يشهد اعتقاله إجراءات استثنائية؟

عملية الاعتقال

من المرجح أن يواجه الرئيس الأمريكي السابق اتهامات متعلقة بجرائم “ذوي الياقات البيضاء”، وهي جرائم تتعلق بالتعاملات المالية لرجال الأعمال وأصحاب السلطة. ونظرًا إلى طبيعتها غير العنيفة، عادةً ما يسلم المتهمون في هذه القضايا أنفسهم، متجنبين اعتقالهم أمام الكاميرات.

وفي تصريحات إلى مجلة تايم، قال محامي الدفاع عن ذوي الياقات البيضاء والمدعي الفيدرالي السابق، شانلون وو، إن هيئات الدفاع عادةً تتلقى إخطارًا عند توجيه اتهامات لعملائها من ذوي الياقات البيضاء. وأضاف أن محامي ترامب قد يطلبون بعض الترتيبات الخاصة، لكونه رئيسًا سابقًا، لتجنب السير عبر المدخل الأمامي للمحكمة أو قسم الشرطة.

اتباع الإجراءات

على الجانب الآخر، صرح محامي الرئيس الأمريكي السابق، جو تاكوبينا، إلى صحيفة نيويورك ديلي نيوز، يوم الجمعة الماضي، بأنه في حالة توجيه اتهامات له، لن يقاوم ترامب عملية الاعتقال، وسيتبعون الإجراءات العادية.

وحسب مجلة “تايم”، في حالة توجيه اتهامات لترامب، سيمر بالعملية العادية، ما يعني حجزه في السجن، وأخذ بصماته، وتصويره. إلا أنه بسبب علاقات ترامب القوية بالمجتمع، خاصة حملة ترشحه للانتخابات الرئاسية في 2024، من المرجح ألا يعتبره القاضي عرضة للهرب وقد يطلق سراحه على الفور بكفالة، وفق ما قاله المدعي الفيدرالي السابق ريناتو ماريوتي، للمجلة الأمريكية.

استعدادات أمنية

كانت وكالات إنفاذ القانون على المستوى المحلي والفيدرالي ومستوى الولايات، تعمل لتجهيز محكمة مانهاتن الجنائية لاحتمال توجيه اتهامات للرئيس الأمريكي السابق، حسب ما نقلت شبكة “إن بي سي نيوز” عن مصادر لم تذكر اسمها.

وذكرت “إن بي سي نيوز” أن قسم شرطة نيويورك، ومسؤولي محكمة نيويورك، ومكتب المدعي العام لمقاطعة مانهاتن، وجهاز الخدمة السرية، ومكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) جميعهم يشاركون في إجراء تقييمات أمنية مبدئية، ويناقشون الخطط الأمنية المحتملة في حالة توجيه اتهامات للرئيس السابق.

تشديد الأمن

لا يتوقع شانلون وو الكثير من اللوجيستيات الاستثنائية في الإجراءات في حالة توجيه اتهامات لترامب، بخلاف تشديد الإجراءات الأمنية، حسب مجلة تايم الأمريكية.

وقال: “أحيانًا نرى حشدًا ضخمًا من الكاميرات والمراسلين أمام المحكمة. وفي حالة الرئيس السابق، من المحتمل أن تكون لدى جهاز الخدمة السرية آلية للتحري لمعرفة الموجودين في الحشد”.

وأضاف وو: “قد يقيم أمن المحكمة نوع من الحاجز، ما يعني تحديد مسافة معينة يمكن للأشخاص السير فيها دون أن تلتصق ميكروفونات المراسلين بوجوههم”، مرجحًا فرض قيود على عدد الأشخاص المسموح لهم بدخول المحكمة.

هيئة المحلفين

حال توجيه اتهامات للرئيس الأمريكي السابق، ستنتقل القضية إلى اختيار هيئة المحلفين، التي قد تكون عملية مطولة ومرهقة، حسب مجلة تايم. وفي هذا الشأن، قال المدعي الفيدرالي السابق، ريناتو ماريوتي: “غالبية الأشخاص في مجتمع هيئة المحلفين لديهم بعض الآراء عن دونالد ترامب”.

وقال ماريوتي إن معظم المتهمين، حتى لو كانوا مشهورين، لا يكونوا معلومين لدى هيئة المحلفين، ولكن ترامب مختلف. وأوضحت المجلة الأمريكية أنه خلال اختيار هيئة المحلفين، يستخدم الادعاء والدفاع الاستجواب التمهيدي، ما يعني توجيه أسئلة لكل عضو محلف عن تقييمه للقضية ومعرفته بها، في محاولة للتأكد من النزاهة والحيادية.

حظر نشر

توقع شانلون وو أن يصدر القاضي أمرًا بحظر النشر، لمنع جميع الأطراف من التحدث إلى الصحافة. وقال وو إنه من الصعب إيجاد أعضاء هيئة محلفين لم يتعرضوا للأخبار. لكن، حسب مجلة تايم، من طرائق مكافحة هذا، أن يعزل القاضي هيئة المحلفين للحد من تعرضهم للتأثير الخارجي.

وقال ماريوتي إنه إذا استمرت القضية في أثناء ترشح ترامب للرئاسة “قد نواجه موقفًا صعبًا وغير مسبوق، لأن ترامب سيخضع لإجراءات إنفاذ جنائية من إحدى الولايات، ما سيفرض الكثير من المآزق الدستورية الخطيرة”.

ربما يعجبك أيضا