إيران مستمرة في انتهاج لغة التقارب باتفاق أمني مع العراق.. تفاصيل

إسراء عبدالمطلب
اتفاق لتعزيز الأمن على الحدود بين العراق وإيران

أشار بيان لمكتب السوداني عقب الاجتماع إلى موقف العراق الثابت الرافض للسماح بأن تكون الأراضي العراقية منطلقًا للعدوان على أي دول مجاورة


في خطوة تعكس استمرار لغة التفاوض والاتفاق في طهران، وقعت إيران والعراق اتفاقًا لتعزيز الأمن على الحدود بين البلدين.

ويقول مسؤولون عراقيون إن الهدف الأول من الاتفاق هو تعزيز أمن المنطقة الحدودية مع إقليم كردستان العراق، الذي تقول طهران إن المعارضين الكرد المسلحين يتمركزون به ويشكلون تهديدًا لأمنها، وفقًا لموقع المونيتور الأمريكي.

اتفاق لتعزيز الأمن على الحدود بين العراق وإيران

اتفاق لتعزيز الأمن على الحدود بين العراق وإيران

شمخاني في العراق

تتهم إيران مسلحين كردًا بتنفيذ أعمال شغب وتخريب وعنف، منذ وفاة مهسا أميني وهي قيد الاعتقال. وجاء الاتفاق في أعقاب هجمات شنتها إيران عبر الحدود على الجماعات الكردية في العراق.

وزار أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني، بغداد، أمس الأول الأحد 19 مارس 2023، والتقى رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، وذلك بعد أيام من توقيع اتفاق آخر في الصين، للشروع في تطبيع العلاقات مع المملكة العربية السعودية. 

اتفاق أمني مشترك

حسب موقع المونيتور الأمريكي، وقع شمخاني ومستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي، أمس الأول الأحد، اتفاقية أمنية مشتركة، تعهدا بموجبها بتعزيز التعاون الأمني ​​على طول حدودهما.

وأشار بيان لمكتب شياع السوداني، عقب الاجتماع، إلى موقف العراق الثابت الرافض للسماح بأن تكون الأراضي العراقية “منطلقًا للعدوان على أي دول مجاورة”.

حماية الحدود المشتركة

ذكر بيان لمكتب رئيس الوزراء العراقي أن الاتفاق الأمني المشترك يتضمن التنسيق في “حماية الحدود المشتركة بين البلدين” و”توطيد التعاون المشترك في مجالات أمنية عدة”.

ونقلت قناة  “فرنسا 24” عن مسؤول أمني عراقي حضر التوقيع قوله إنه “بموجب الاتفاق الأمني ​​الموقع، يتعهد العراق بعدم السماح للجماعات المسلحة باستخدام أراضيه في إقليم كردستان العراق، لشن أي هجمات عبر الحدود على جارته إيران”.

وقال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، متحدثًا في طهران، إن رحلة شمخاني الحالية إلى العراق مقررة منذ 4 أشهر، وتركز على القضايا المتعلقة بالجماعات المسلحة في شمال العراق، مضيفًا أن “إيران لن تقبل بأي حال من الأحوال التهديدات من الأراضي العراقية”.

رسالة موجهة

قالت وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا)، إن الاتفاق جاء ردًّا على أذى العناصر المناوئة للجمهورية الإسلامية، والمقيمة في إقليم كردستان العراق.

وتحافظ جماعات مسلحة كردية من إيران على وجودها في إقليم كردستان شمال العراق عبر الحدود. وهذه الجماعات مثل الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني، في حالة صراع مع الحكومة الإيرانية، وتقصف قوات الجيش الإيراني مواقعها منذ سنوات.

اتفاق أمني بين العراق وإيران بشأن تأمين الحدود المشتركة

اتفاق أمني بين العراق وإيران بشأن تأمين الحدود المشتركة

مخاوف إيرانية

تزايدت المخاوف الإيرانية بشأن هذه المجموعات الكردية بنحو خاص، بعد الاحتجاجات وأعمال الشغب التي بدأت في إيران في سبتمبر الماضي. وقد بدأت الاحتجاجات في إقليم كردستان الإيراني قبل أن تنتشر في جميع أنحاء البلاد.

واستهدفت إيران القوات الكردية الإيرانية في العراق بضربات في سبتمبر ونوفمبر الماضيين.

تعاون هندسي

يأتي الاتفاق الأمني ​​بين إيران والعراق مع مزاعم وجود نفوذ لإيران داخل جارتها. ويهيمن لاعبون سياسيون موالون لإيران على تحالف شياع السوداني الحكومي، ووقع البلدان اتفاقية تعاون هندسي في ديسمبر، بقيمة 4 مليارات دولار.

ونفوذ إيران في العراق مستمر، على الرغم من جهود العراق لتحسين العلاقات مع كل دول المنطقة، والولايات المتحدة التي زارها أخيرًا وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين.

ثقة من جميع الأطراف

نقلت “المونيتور” عن حسين في ذلك الوقت قوله: “ليس سرًّا أنني على اتصال بمسؤولين إيرانيين وأمريكيين… فكلا الجانبين يثق بنا، وهذا شيء جيد”.

ويفر عدد متزايد من الكرد الإيرانيين إلى العراق بسبب القمع في إيران، وكثيرون هناك يكافحون كلاجئين، حسب ما أورد موقع المونيتور في يناير الماضي.

ربما يعجبك أيضا