مرصد مراكز الأبحاث| احتجاجات إسرائيل.. وقمة طوكيو وسيول.. ومذكرة توقيف بوتين

آية سيد
مرصد مراكز الأبحاث

يستعرض مرصد مراكز الأبحاث دور الاحتجاجات الإسرائيلية في إحلال السلام مع فلسطين، وقمة طوكيو وسيول، وتداعيات مذكرة توقيف الرئيس الروسي.


تستمر الاحتجاجات في إسرائيل للأسبوع الـ11، اعتراضًا على الإصلاحات القضائية، التي اقترحتها حكومة بنيامين نتنياهو.

وفي مرصد مراكز الأبحاث، نستعرض الدور الذي قد تلعبه الاحتجاجات في إحلال السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وآفاق العلاقات الثنائية بين طوكيو وسيول، والذكرى الـ20 للغزو الأمريكي للعراق.

هل تؤدي احتجاجات إسرائيل إلى السلام مع فلسطين؟

مرصد مراكز الأبحاثقال الزميل المشارك في برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بمؤسسة «تشاتام هاوس» يوسي ميكلبيرج، إن الاحتجاجات غير المسبوقة التي تشهدها إسرائيل حاليًّا قد تكون الطريق لتحقيق السلام مع الفلسطينيين.

وحسب الباحث الإسرائيلي، أشعلت حكومة بنيامين نتنياهو غضب المحتجين بسبب تكوينها الذي يضم مزيجًا من عناصر اليمين المتطرف الطماعة والمدمرة، وكذلك استعداد نتنياهو للتنازل عن كل المبادئ والقيم، ومعها ديمقراطية الدولة ومصالحها، لإنقاذ نفسه من محاكمة الفساد وعواقبها.

تأجج الغضب

لفت ميكلبيرج إلى أن المحتجين يسهمون في الاقتصاد والمجتمع الإسرائيلي أكثر من ممثلي الحكومة. ويرى المحتجون أن التغييرات القضائية المقترحة ستضر باقتصادهم الناجح والقوي.

ويغضب المحتجون أيضًا بسبب عدم تقاسم عبء الخدمة العسكرية بالتساوي، ووجود الكثيرين في الحكومة ممن لم يؤدوا الخدمة العسكرية ويضغطون من أجل تصعيد المواجهة مع الفلسطينيين.

غياب القضية الفلسطينية

قال الباحث الإسرائيلي إن الاحتجاجات ركزت حتى الآن على أجندة محدودة، وهي معارضة الإصلاحات القضائية والدفاع عن الديمقراطية. إلا أن القضية الفلسطينية لا تزال على الهامش. ونتيجة لذلك، غاب الكثير من المواطنين الفلسطينيين في إسرائيل عن الاحتجاجات.

ورأى ميكلبيرج أن تهميش القضية الفلسطينية ومساوئ الاحتلال يُعد تجاوزًا كاملًا للمنطق السليم من جانب المحتجين، الذين لا يفهمون أن أحد الأسباب الأساسية لتآكل الديمقراطية الإسرائيلية هو أن الديمقراطية لا يمكنها أن تسود إذا كانت تقمع ملايين الفلسطينيين، وتحرمهم حقوقهم، وتغرس وسطهم سكانًا من المستوطنين الذين يتمتعون بحقوق ومزايا لا يحصل عليها جيرانهم العرب.

وختامًا، قال ميكلبيرج إن هؤلاء المحتجين الشجعان، الذين يواجهون انتهاكات وزراء الحكومة وعنف الشرطة، قد يصبحون الوكلاء الذين يحفظون الديمقراطية الإسرائيلية، ويحققون السلام مع الفلسطينيين في الضفة الغربية وغزة، بما يضمن المساواة والكرامة لمن يعيشون على جانبي الخط الأخضر.

قمة طوكيو وسيول

مرصد مراكز الأبحاث التقى رئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول، رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا، في طوكيو، يوم الخميس 16 مارس 2023، وهي أول زيارة منذ 12 عامًا. وجاءت بعد 10 أيام من عقد اتفاق لحل خلاف بشأن حكم محكمة كورية في 2018 ضد استخدام الشركات اليابانية للعمالة الكورية القسرية خلال الحرب العالمية الثانية.

وفي هذا السياق، يرى الزميل بمؤسسة بروكنجز، أندرو يو، أن هذه القمة تمنح سيول وطوكيو دفعة دبلوماسية، وتعزز العلاقات الثلاثية بين الولايات المتحدة، واليابان وكوريا الجنوبية، وتحمل انعكاسات إيجابية على استراتيجية الهندوباسيفيك لإدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن.

علاقات موجهة نحو المستقبل

يلفت الباحث إلى أن القمة تُعد خطوة مهمة في جهد استعادة العلاقات الثنائية بين البلدين، الذي بدأ منذ تنصيب يون في مايو 2022. وأعلنت اليابان نيتها لرفع قيود الصادرات على مواد كيميائية معينة تُستخدم لإنتاج أشباه الموصلات، مفروضة على كوريا الجنوبية منذ 2019.

وفي المقابل، أعلن وزير التجارة الكوري أن بلاده ستسحب الشكوى المقدمة ضد طوكيو في منظمة التجارة العالمية. وعلى الصعيد الدفاعي، أعلن كيشيدا أن البلدين سيستأنفان الحوار الدفاعي والمحادثات الاستراتيجية على مستوى نواب الوزراء.

استراتيجية الهندوباسيفيك

تتخذ اليابان وكوريا الجنوبية خطوات براجماتية لتحسين التعاون الأمني في شبه الجزيرة الكورية والهندوباسيفيك. وحسب الباحث، يبشر هذا بالخير لواشنطن، التي تسعى لحشد الحلفاء والشركاء ذوي التفكير المتشابه لتعزيز الأمن الإقليمي.

ويشير يو إلى أن اليابان تبنت استراتيجية «الهندوباسيفيك-منطقة حرة ومفتوحة» قبل الولايات المتحدة في 2018. ومع إصدار كوريا الجنوبية لاستراتيجيتها للهندوباسيفيك في نهاية 2022، من المنتظر حدوث المزيد من التعاون في مجالات التكنولوجيات الناشئة، وتغير المناخ، والتمويل الإنمائي، وغيرها.

رياح معاكسة

يلفت الباحث إلى وجود رياح سياسية معاكسة داخليًّا. ففي كوريا الجنوبية، أظهر استطلاع لمؤسسة جالوب أن 59% يعارضون مبادرة يون الأحادية تجاه اليابان، في حين أن الحزب الديمقراطي الكوري المعارض أشار إلى الاتفاق مع اليابان بشأن قضية العمالة القسرية على أنه «أكثر لحظة مُذلة» في التاريخ الدبلوماسي للبلاد.

ولهذا، يقول يو إنه يتعين على جميع الأطراف بذل المزيد من الجهد لترسيخ المكاسب الجديدة في العلاقات الثنائية. وعلى اليابان إظهار الإخلاص والمرونة والشجاعة مثلما فعل يون، عن طريق الإسهام في صندوق التعويضات وتقديم اعتذار صادق.

اقرأ أيضًا: قمة بين طوكيو وسيول تطوي سنوات من الخلاف.. هل تعود المياه لمجاريها؟

«أوكوس».. مزايا ومخاطر

مرصد مراكز الأبحاثفي 13 مارس الجاري، أعلن قادة أستراليا وبريطانيا والولايات المتحدة، خطة مشتركة لحصول أستراليا على الغواصات الهجومية التي تعمل بالطاقة النووية (إس إس إن) في إطار معاهدة «أوكوس» الأمنية.

وفي هذا الشأن، نشر المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية تحليلًا للمزايا والتحديات التي تنطوي عليها الخطة. وفي التحليل يقول الباحثون، نيك تشايلدز ويوان جراهام وبن تشرير، إن الإعلان يرتقي إلى صفقة كبرى لكل من الأطراف الـ3.

مزايا استراتيجية

في مقابل مشاركة الولايات المتحدة للتكنولوجيا العسكرية النووية بالغة الحساسية، ستحصل على إمكانية الوصول المستقبلية إلى قاعدة غواصات للعمليات الأمامية في أستراليا، لتشغيل وإصلاح قطع من أسطولها المستقبلي.

ويقول التحليل إن وصول الولايات المتحدة المعزز إلى أستراليا مهم، ويُعّقد حسابات المخاطر المستقبلية للصين، وبالتالي يخلق تأثيرًا رادعًا محتملًا.

تعزيز الصناعات

أوضح الإعلان أن أستراليا ربطت مصيرها الاستراتيجي بالولايات المتحدة، وأن قوة غواصاتها المستقبلية ستضيف ثقلًا كبيرًا إلى موقف الردع في الهندوباسيفيك. وقدم لمحة خاطفة عن الإسهامات الهادفة التي ستقدمها بريطانيا في أمن ودفاع الهندوباسيفيك، عبر تقديم قدرات موازنة ومتطورة في المنطقة.

وحسب التحليل، إذا جرى تنفيذ الخطة بالكامل، ينبغي أن تؤدي إلى تعزيز كبير لقواعد صناعة الغواصات في كل من البلاد الـ3.

تحديات كبرى

ستواجه دول «أوكوس» تحديات كبرى في رفع القدرات، وتوظيف قوة عاملة ماهرة كبيرة وتدريبها. وقد تصبح عملية التوظيف تنافسية بين بريطانيا وأستراليا. لذلك لا بد من مراقبة هذه العملية وإدارتها بحذر، وفق التحليل.

ومن المنظور الأمريكي، يتمثل العنصر الرئيس لهذا الترتيب في بيع الغواصات الأمريكية إلى أستراليا، ولكنه يظل خاضعًا لموافقة الكونجرس الأمريكي. وأعرب عضوان بارزان في مجلس الشيوخ عن قلقهما من أن بيع الغواصات النووية إلى أستراليا، قد يأتي على حساب متطلبات البحرية الأمريكية.

مهمة صعبة

حسب التحليل، تواجه أستراليا مخاطر كبيرة في نجاح «أكبر استثمار في قدراتها الدفاعية» لأنه ليس من الواضح ما إذا كانت ستستطيع توظيف ما يكفي من المتخصصين المدنيين والعسكريين، لدعم القاعدة الصناعية للغواصات.

وتواجه أستراليا كذلك مهمة صعبة في تحديث غواصات «كولينز» الحالية. لذلك قد تجد البحرية الأسترالية نفسها تشغل 3 فئات مختلفة من الغواصات، ما يرهق الأفراد والموارد الأخرى بدرجة كبيرة، إلى جانب التكلفة المالية الضخمة للخطة، التي قد تؤدي إلى قطع التمويل عن القدرات الدفاعية الأخرى.

ويحذر التحليل من أن حالات الطوارئ الدفاعية المستقبلية لأستراليا ستتطلب مزيجًا أوسع من القدرات، لذلك لا يمكن تخصيص الميزانية كلها لقدرة واحدة، مهما بلغت أهميتها.

اقرأ أيضًا: «مسار خطير».. الصين تحذر من صفقة غواصات أستراليا النووية

مذكرة توقيف بوتين تزيد عزلة روسيا

مرصد مراكز الأبحاثأصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف بحق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يوم الجمعة 17 مارس 2023، بعد اتهامه بارتكاب جرائم حرب في أوكرانيا.

ومن المرجح أن يزيد هذا الاتهام عزلة روسيا الدولية، ويُضعف موقف بوتين في الداخل والخارج، وفق تحليل نشره المجلس الأطلسي للزميل بمنتدى العالم الحر في ستوكهولم، أندرس آسلوند.

عواقب الاتهام

يقول آسلوند إنه بعد اتهام بوتين بارتكاب جرائم حرب، سيجد نفسه غير مدعو إلى المنتديات العالمية، مثل مجموعة الـ20 أو الجمعية العامة للأمم المتحدة. وبما أن كل السلطة في روسيا متركزة في بوتين، ستفقد موسكو صوتها في الساحة الدولية.

ومن العواقب الأخرى للمذكرة، عزوف القادة الديمقراطيين عن التواصل مع بوتين. وبالمثل، لم تعد توجد فرصة واقعية للتوصل إلى تسوية سلمية بالتفاوض بين روسيا وأوكرانيا بوساطة من المجتمع الدولي. وفي الوقت ذاته، سيضطر الساسة الأوروبيون الموالون للكرملين، مثل رئيس وزراء المجر فيكتور أوربان، إلى التخلي عن علاقاتهم الشخصية ببوتين.

وبينما لا تعترف عدة دول مؤثرة، إلى جانب روسيا، بالمحكمة الجنائية الدولية، مثل الولايات المتحدة والصين والهند، ستدرك هذه الدول أن الإبقاء على علاقات وثيقة ببوتين سيضر موقفها الدولي، حسب آسلوند.

تأثير داخلي

يلفت الباحث السويدي إلى أن عواقب مذكرة التوقيف تمتد إلى الداخل الروسي، ومن المرجح أن تؤثر في موقف بوتين داخل روسيا، ما يقوض سلطته المطلقة ويتركه أكثر عزلة من ذي قبل.

وأخيرًا، كشف الصحفيون الاستقصائيون الروس عن أن بوتين، الذي يعاني عزلة متزايدة، يتنقل بين مقراته السكنية الـ3 في قطارات مدرعة، ونادرًا ما يلتقي أي أحد شخصيًّا. والآن، بعد أن أصبح مطلوبًا، من المرجح أن يتفاقم جنون الارتياب لديه.

وبدافع عجزه عن أداء دور فعال في المفاوضات الدولية، ستتناقص قيمته كزعيم وطني لروسيا. ووفق آسلوند، سيقوض هذا موقفه السياسي الداخلي ويدفع أعضاء النخبة الروسية لاستنتاج أنه أصبح عبئًا، ويبعث برسالة قوية إلى الشخصيات البارزة في المؤسسة الروسية مفادها أنهم أيضًا عرضة للاتهام، ما يضعف ولائهم لبوتين.

اقرأ أيضًا: تحت مظلة «الجنائية الدولية».. ما الدول التي يمكنها اعتقال الرئيس الروسي؟

مواجهة التقارب الصيني الروسي

مرصد مراكز الأبحاثبعد عام من اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، وصل الرئيس الصيني شي جين بينج، إلى موسكو في زيارة رسمية، يوم الاثنين 20 مارس 2023. ووفق الزميل في مؤسسة بروكنجز، ريان هاس، توضح هذه الزيارة أن بكين لا تزال ملتزمة بعلاقتها المتنامية مع موسكو.

وأشار هاس إلى أن القادة الصينيين يسترشدون بـ3 أهداف رئيسة في نهجهم تجاه روسيا، الأول هو إلزام روسيا على المدى البعيد كشريك صغير للصين. وقال هاس إن ترسيخ روسيا كشريك للصين عنصر أساسي في رؤية شي للتجديد الوطني، لأن روسيا تشتت التركيز الاستراتيجي لأمريكا بعيدًا عن الصين.

منع الانهيار الروسي

الهدف الثاني للصين، وفق هاس، هو منع فشل روسيا وسقوط بوتين. ورغم أن الصين كانت حكيمة في دعمها لروسيا على مدار العام الماضي، بإحجامها عن إرسال المساعدات الفتاكة، رفعت مشاركتها التجارية مع روسيا بعد تراجع تجارة موسكو مع العالم المتقدم.

وأما الهدف الثالث، فهو محاولة الفصل بين أوكرانيا وتايوان، لذلك يريد قادة الصين أن يقبل العالم أن أوكرانيا دولة ذات سيادة، على عكس تايوان، ولا تنبغي مقارنتهما. وحسب هاس، يقف هذا الهدف وراء مقترح السلام الصيني لأوكرانيا.

دور الدبلوماسية

حذر الباحث الأمريكي من تصوير الصين وروسيا على أنهما وجهان لعملة واحدة، لأن هذا قد يأتي بنتيجة عكسية. ولفت إلى أن الدبلوماسية قد تلعب دورًا كبيرًا في التأثير في خيارات الصين الاستراتيجية.

ووفق هاس، على الولايات المتحدة وشركائها التفكير بعناية في كيفية حماية مصالحها بفاعلية أكبر، في ما يتعلق بالصين وروسيا وأوكرانيا، في مجموعتين من القضايا.

أولًا، على المستوى التكتيكي، من المتوقع أن يتحدث شي إلى الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، عقب زيارته لموسكو. وسيكون من الحكمة أن يتبع صناع السياسة الأمريكيين والأوروبيين خطى زيلينسكي، في تحديد كيفية توصيف دعوة شي والرد عليها.

المستوى الاستراتيجي

ثانيًا، على المستوى الاستراتيجي، يحتاج قادة العالم إلى تنسيق الجهود لدفع شي لتوضيح نوايا الصين ومصالحها، في ما يتعلق بمستقبل الحرب في أوكرانيا، مثل هل ستعارض المزيد من التصعيد، أو هل ستلتزم بدعم إعادة إعمار أوكرانيا.

وفي الختام، قال هاس إن بكين لن تتنصل من موسكو، لكن لا يزال من الممكن الحفاظ على بعض الحدود وتأمين بعض الإسهامات الصينية، لتخفيف المعاناة وتحسين فرص أوكرانيا. ومن الضروري أيضًا الحفاظ على الوحدة العابرة للأطلسي، وتقييد فرص الصين لإحداث وقيعة.

20 عامًا على حرب العراق

مرصد مراكز الأبحاثفي ضوء مرور عقدين على الغزو الأمريكي للعراق، يوضح رئيس مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي، ريتشارد هاس، أن الأحداث والعوامل التي أدت إلى غزو أمريكا للعراق تظل مبهمة ومحل جدل. ويصف الدبلوماسي الأمريكي الحرب بأنها كانت قرارًا خاطئًا وغير مدروس، لا يزال العالم يعيش مع عواقبه حتى الآن.

ويرى هاس أن غزو العراق كان حرب اختيار، لأن الولايات المتحدة لم تكن مضطرة إلى خوضها. وكانت الحرب مدفوعة باعتقاد البعض في إدارة الرئيس جورج دبليو بوش، بامتلاك العراق لأسلحة دمار شامل يمكن أن يستخدمها أو يشاركها مع الإرهابيين.

لكن هاس، الذي كان يعمل رئيسًا لفريق التخطيط السياسي في وزارة الخارجية الأمريكية وقت الغزو، لم يكن يحبذ فكرة خوض الحرب، واستبعد إمكانية تعاون الرئيس العراقي حينها، صدام حسين، مع الإرهابيين.

خسائر فادحة

على الرغم من أن الحرب نفسها سارت بنحو أسرع من المتوقع، لم تستطع القوات الأمريكية حفظ السلام وتدهور الوضع على الأرض سريعًا، وأصبحت أعمال النهب والعنف شائعة، وظهرت حركات تمرد.

ويقول هاس إن تكلفة حرب العراق كانت باهظة، فالحرب حصدت أرواح 200 ألف مدني عراقي و4600 جندي أمريكي. وبلغت التكلفة الاقتصادية على أمريكا نحو تريليوني دولار، وأخلّت الحرب بتوازن القوى في المنطقة لصالح إيران.

دروس مستفادة

حسب الدبلوماسي الأمريكي المخضرم، افتقرت عملية صنع القرار على المستويات العليا إلى الدقة والمعرفة المحلية بالبلد. واعتمد قرار خوض الحرب على أسوأ السيناريوهات، بدلًا من الدراسة المتوازنة للسيناريوهات الأكثر ترجيحًا.

وعلى العكس، اعتمد تحليل ما سيتبع الانتصار في ميدان المعركة على أفضل السيناريوهات، وهو أن العراقيين سيضعون خلافاتهم الطائفية جانبًا ويتبنون الديمقراطية. لكنّ ما حدث، وفق هاس، هو تصفية الحسابات والتنافس على المناصب.

ربما يعجبك أيضا