بعد اتفاق إيران والسعودية.. لبنان يعيش مرحلة من الانتظار الثقيل

يوسف بنده

يعيش لبنان هذه الأيام مرحلة من الانتظار الثقيل، بين الانهيار المالي والاقتصادي الذي بلغ مستوى قياسيًّا، وما ستكون عليه مؤثرات الاتفاق السعودي الإيراني.


يعيش لبنان فراغًا سياسيًّا منذ الشغور الرئاسي الذي بدأ في 1 نوفمبر 2022، مع انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون دون انتخاب خلفٍ له.

ويدير البلد الذي يعاني انهيارًا اقتصاديًّا حادًّا، حكومة مستقيلة، برئاسة نجيب ميقاتي، تتولى تصريف الأعمال، ما يعني الحاجة إلى المبادرات الخارجية لإنقاذ الوضع الاقتصادي، فضلًا عن انتخاب رئيس ومن بعده رئيس وزراء لتشكيل الحكومة الجديدة.

2483458e a733 42d1 80e3 83d86b8de2c5

انفراجة لانتخاب رئيس جديد

عبّرت تصريحات رئيس مجلس النواب، نبيه بري، أحد أبرز الشخصيات الشيعية، عن مخاوف من انهيار اقتصادي يقضي على الحياة السياسية في لبنان، فقال بري لصحيفة الجمهورية اللبنانية، 4 مارس: “إن انتخاب رئيس جديد للبلاد بات واجبًا وطنيًّا وإنسانيًّا وأخلاقيًّا”.

وأشار إلى أن هذا كان الدافع للمبادرة بإعلان تأييد ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، معتبرًا أنها خطوة تحفّز سائر الأطراف على تقديم مرشح أو مرشحين. ورأى بري أن لبنان منكوب، ووضعه ينحدر من سيئ إلى أسوأ، مؤكدًا أن ما وصفه بخطيئة التعطيل فاقمت الانهيار الذي باتت آثاره المدمّرة تهدّد حاضر البلد ومستقبله.

85d615e7 3b28 4d3a 93d1 e1a9abe28bea

آمال بعد اتفاق المصالحة

حسب تقرير صحيفة اللواء اللبنانية، 11 مارس، فإن الساحة اللبنانية كانت الأكثر تأثرًا باتفاق المصالحة بين إيران والسعودية، واشتعلت المنصّات الإلكترونيّة بالخبر والترحيب وعمّت الإيجابية التفاعلات الرقمية، فالسعودية تُمثل مرجعية لفئة كبيرة من الطائفة السنيّة وحلفاء آخرين من الطوائف المسيحية.

وتمثل إيران كذلك، مرجعية لفئة كبيرة من الطائفة الشيعية. وقد رأى العديد من اللبنانيّين أنّ الاتفاق قد يكون مفتاحًا لحل الأزمات في لبنان. وكذلك عدّ البعض أن الاتفاق سيأتي بحل للأزمة الاقتصادية الحاصلة، لما للسعودية من باع طويل في تقديم المساعدات المالية أو الودائع والمُساعدة في الحفاظ على العملة الوطنية.

ولكن المملكة العربية السعوديّة، أوصلت نصيحتها إلى لبنان الرسمي، واللبنانيين عبر تصريح لوزير خارجيّتها الأمير فيصل بن فرحان الذي قال بشفافية ووضوح إن «لبنان يحتاج إلى أن يصنع تقاربًا لبنانيًّا، ليس لبنانيًّا إيرانيًّا سعوديًّا».

14a2a3cc e42a 4533 b522 535019abb1f2

انقسام مسيحي

يبدو أنه يوجد انقسام في الكتلة المسيحية داخل البرلمان الإيراني حول اسم الرئيس اللبناني، ولذلك وعبر صحيفة اللواء اللبنانية، 20 مارس، دعا رئيس البرلمان، نبيه بري، بصورة رسمية إلى الحوار بين القوى المسيحية، ولكن الكتلتين الأساسيتين عند الموارنة التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية رفضتا الحوار.

وعن كيفية فك «البلوك» الذي يطوّق الاستحقاق الرئاسي، قال بري: “ننتظرحصول ترشيحات رسمية أو علنية للانتخابات الرئاسية، فحتى الآن لا يوجد سوى مرشح واحد هو ميشال معوض، ويوجد كلام عن مرشحين عديدين لكن حتى الآن لا يوجد مرشحون آخرون رسميًّا غير النائب معوض”.

وأوضح بري: “عندما تكتمل الترشيحات أدعو إلى جلسة انتخاب وليفُزْ من يفُزْ”. وتأتي جهود بري بالتزامن مع جهود البطريرك بشارة الراعي لجمع القيادات المسيحية.

لقاء خماسي

لقاء باريس

تشهد الأسابيع المقبلة تحركًا تمهيدًا للقاء خماسي ثان (الولايات المتحدة وفرنسا والسعودية ومصر وقطر)، يجري العمل لعقده في باريس في النصف الثاني من إبريل أو مطلع مايو المقبل.

وحسب تقرير موقع المركزية اللبناني، 20 مارس، فإن مشاورات غير معلنة، قد انعقدت بين السعودية وفرنسا للتحضير لهذا اللقاء. وأن الجانبين اتفقا على تفعيل ملف المساعدات للبنان عبر الصندوق السعودي-الفرنسي الذي اتُفقا على إنشائه منذ أشهر.

وحسب تقرير صحيفة الشرق اللبنانية، 22 مارس، فإن الاجتماعي الخماسي سيركز على: انتخاب رئيس جمهورية للبلاد، وتأليف حكومة وحدة وطنية جامعة تضطلع بالاصلاحات التي يطلبها صندوق النقد الدولي لتقديم الدعم المالي اللازم.

وتتزامن أيضًا الحكومة المرتقبة مع تشريعات مالية مطلوبة من البرلمان، إضافة إلى التشديد على أهمية استمرار دعم الجيش اللبناني والقوى الأمنية المسلحة الشرعية للحفاظ  على الاستقرار الذي يعد هشًّا وقابلًا للاهتزاز.

ربما يعجبك أيضا