نظرة فاحصة.. ماذا على المحك في الانتخابات التركية المقبلة؟

رؤية

تشير استطلاعات الرأي إلى أن الانتخابات الرئاسية التركية في مايو المقبل ستشهد سباقًا متقاربًا.


نشرت وكالة أنباء رويترز تقريرًا عن الانتخابات التركية، التي وصفتها بأنها أكبر تحدٍ يواجه الرئيس رجب طيب أردوغان خلال 20 سنة من حكمه.

وطرحت الوكالة العديد من الأسئلة عن تأثيرات نتائج الانتخابات في توجهات الاقتصاد التركي، والدور الذي تلعبه أنقرة في الصراعات في أوكرانيا والشرق الأوسط، بعد أشهر من الزلازل القوية التي ضربت جنوب شرقي البلاد وأودت بحياة عشرات الآلاف وشردت الملايين.

المعارضة التركية تتوحد ضد أردوغان

شكلت المعارضة تحالفًا يهدف إلى جذب الناخبين من اليسار واليمين، وكذلك من ذوي الأصول الإسلامية. واختارت زعيم حزب الشعب الجمهوري، كمال كليتشدار أوغلو، ليكون مرشحها في الانتخابات الرئاسية، التي تجرى في 14 مايو 2023.

ووعدت المعارضة بإلغاء العديد من سياسات أردوغان، الذي وصفته بأنه “يؤيد الاعتبارات الدينية والدبلوماسية المدعومة من الجيش وأسعار الفائدة المنخفضة”.

ماذا على المحك بالنسبة لتركيا؟

وصفت رويترز أردوغان بأنه أقوى زعيم للبلاد، منذ أسس مصطفى كمال أتاتورك الجمهورية التركية الحديثة قبل قرن، موضحة أن أردوغان وحزبه (العدالة والتنمية)، القائم على جذور إسلامية، أبعد البلاد عن برنامج أتاتورك العلماني. وركَّز السلطة حول رئاسة تنفيذية، ترسم السياسة في ما يخص الشؤون الاقتصادية والأمنية والمحلية والدولية للبلاد.

وأشارت إلى أن منتقدي أردوغان يقولون إن حكومته قمعت المعارضة وقوّضت الحقوق، وأخضعت النظام القضائي لنفوذها، وهو اتهام ينفيه المسؤولون الذين يقولون إنها وفرت الحماية للمواطنين في مواجهة تهديدات أمنية، من بينها محاولة انقلاب عام 2016.

أضافت أن خبراء الاقتصاد يقولون إن دعوات أردوغان إلى خفض أسعار الفائدة دفعت التضخم إلى الارتفاع إلى أعلى مستوى في 24 عامًا عند 85%، العام الماضي، وأدت لهبوط الليرة إلى 10% من قيمتها مقابل الدولار على مدار السنوات الـ10 الأخيرة.

ماذا على المحك بالنسبة لبقية العالم؟

تحت حكم أردوغان، قال تقرير رويترز إن تركيا استعرضت قوتها العسكرية في الشرق الأوسط وخارجه، وشنت 4 عمليات توغل في سوريا، وهجومًا على المسلحين الأكراد داخل العراق، وأرسلت دعمًا عسكريًّا إلى ليبيا وأذربيجان.

وأضافت أن تركيا شهدت أيضًا سلسلة من المواجهات الدبلوماسية مع قوى في المنطقة، السعودية ومصر والإمارات، إلى جانب إسرائيل، إضافة إلى مواجهة مع اليونان وقبرص بشأن الحدود البحرية بشرق البحر المتوسط، حتى غيرت مسارها قبل عامين، وسعت إلى التقارب مع بعض خصومها.

صورة أردوغان على الساحة الدولية

أدى شراء أردوغان دفاعات جوية روسية، إلى فرض عقوبات أمريكية على أنقرة استهدفت صناعة الأسلحة، في حين أثار قربه من الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، تشكيكًا من معارضيه بخصوص التزام تركيا إزاء حلف شمال الأطلسي (الناتو). وأثارت اعتراضات أنقرة على طلبي السويد وفنلندا الانضمام لعضوية الحلف توترًا أيضًا.

ومع ذلك، توسطت تركيا في اتفاق سمح بتصدير القمح الأوكراني عبر البحر الأسود، ما يشير إلى دور قد يلعبه أردوغان ضمن الجهود المبذولة لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية. ولم يتضح إلى الآن ما إذا كان خليفته المحتمل قادر على أن يحظى بنفس الصورة، التي رسمها أردوغان لنفسه على الساحة الدولية، وهي نقطة من المرجح أن يركز عليها في الحملة الانتخابية.

ما وعود المعارضة؟

تحالف حزبا المعارضة الرئيسيان، حزب الشعب الجمهوري العلماني والحزب الصالح القومي المنتمي ليمين الوسط، مع 4 أحزاب أصغر خلف برنامج من شأنه إلغاء الكثير من السياسات، التي يتسم بها حكم أردوغان.

وتعهدت هذه الأحزاب بإعادة الاستقلال للبنك المركزي وإلغاء سياسات أردوغان الاقتصادية غير التقليدية، وتعتزم كذلك تفكيك رئاسته التنفيذية، والعودة للنظام البرلماني السابق، فضلًا عن إرسال اللاجئين السوريين إلى بلدهم.

ودعم أردوغان الجهود، التي باءت بالفشل، للإطاحة بالرئيس السوري، بشار الأسد، في حين استضاف ما لا يقل عن 3.6 مليون لاجئ سوري، يتزايد عدم الترحيب بهم وسط المتاعب الاقتصادية في تركيا. وتحدثت المعارضة عما يماثل خطط أردوغان الرامية لإعادة بعض اللاجئين إلى سوريا، لكن لم يحدد أي منهما كيف يمكن فعل ذلك بأمان.

ما التالي؟

أعلن أردوغان رسميًّا في 10 مارس 2023 قرار إجراء الانتخابات، لتنطلق الحملة الانتخابية لما تشير استطلاعات الرأي إلى أنه سيكون سباقًا متقاربًا.

واتسمت السنوات الـ10 الأولى من حكم أردوغان بزيادة النمو الاقتصادي، لكن العقد الماضي شهد تراجعًا في الازدهار، ما أثر في شعبيته بين الناخبين.

سباق متقارب

أشارت استطلاعات الرأي الأولية منذ الزلازل إلى تمكن أردوغان من الاحتفاظ بتأييده الشعبي إلى حد بعيد، على الرغم من الكارثة، لكن محللين يقولون إن ظهور معارضة موحدة، حتى إن كانت تأخرت في اختيار مرشحها، قد يمثل تحديًا أكبر بالنسبة له.

وستظل كيفية حشد المعارضة لتأييد الأكراد، الذين يمثلون 15% من الناخبين، نقطة أساسية. وقال الزعيم المشارك لحزب الشعوب الديمقراطي المؤيد للأكراد، إنهم قد يدعمون كليتشدار أوغلو، بعد إجراء حديث “واضح وصريح”.

ربما يعجبك أيضا