عراقيون قبل رمضان: «الوضع سيء للغاية»

رؤية

بعد أن وضع (البنك المركزي الأمريكي) في نيويورك إجراءات لمكافحة التهريب في صورة ضوابط أكثر صرامة على المعاملات الدولية بالدولار للبنوك التجارية العراقية الخاصة في نوفمبر 2022، أدى نقص الدولار إلى زيادة أسعار السلع الاستهلاكية بينما انخفضت قيمة العملة.


نشرت وكالة أنباء رويترز تقريرًا قبل يوم من بدء صيام شهر رمضان، تعرضت فيه للأوضاع الاقتصادية داخل العراق، التي وصفها المشاركون في التقرير بأنها سيئة للغاية.

والتقت الوكالة عددًا من المواطنين العراقيين، واستطلعت آرائهم بشأن الاستعدادات لشهر رمضان، الذي يتميز بكثرة استهلاك الأطعمة والمواد الغذائية.

أسعار مفاجئة في رمضان

نقل التقرير عن إحدى المشاركات، وهي أم بلال أنها تعتزم شراء كل احتياجاتها مرة واحدة من سوق الشورجة في بغداد، قبل أيام قليلة من شهر رمضان.

وقالت، بعد شراء بعض التوابل اللازمة لإعداد الطعام لعائلتها: “لا لا ما نقدر، يعني فترة وراء فترة لا ما نقدر، بالنسبة للأسعار تفاجأنا من الأسعار أما جينا، ما متوقعين هيدا الشيء، لا لا ما نقدر لا، لما جينا للسوق وشفنا لا ما عندي إمكانية”.

وقف حال في الأسواق العراقية في رمضان

خلف منضدته، التي يعرض عيها مكسرات وتوابل، وقف أحد البائعين في السوق، وقال إن متجره عادة ما يكون أكثر ازدحامًا قبل رمضان.

وذكر “لذلك السوق فارغ، عام جان لا كٌلش حرك (كان يوجد حركة كثيرة في مثل هذه الأيام العام الماضي) يعني يجي زبون يلقى مثلًا سعره صاعد… يخلي (يغادر) ويرجع والوضعية تعبانة، عالم كسبة كلها تجي لهنا علمود رخص (أصحاب الدخل الضعيف يأتون إلى هنا لأن السوق رخيصة) هسه إذا يجي يقول لك السوق غالي لذلك يخلي (يغادر) ويرجع والوضعية كُلش تعبانة بسبب الدولار والأسعار العالية”.

وقالت واحدة من الزبائن اسمها أم نور: “السنة غالي، كُلش غالي، يعني مو مثل كل سنة ناخذ شغلات هواي، السنة لا قللنا يعني، والله الأسعار كُلش غالية صاعدة، يعني مثلا ها السنة البهارات شو غلت عن قبل، كنا قبل ناخذ بستة سبعة ثمانية مثل كيلو البهارات، الكركم، كُلش غالي، السنة بـ12 وأكثر صعد هواي صعد”.

ارتفاع الدولار يضاعف أسعار الغذاء قبل رمضان

حسب المستشار الاقتصادي، علي جبار، يرجع أحد أسباب زيادة أسعار المواد الغذائية إلى ارتفاع قيمة الدينار، والتفاوت بين السعر الرسمي لصرفه وسعره في السوق الحرة مقابل الدولار.

وقال: “المشكلة الأساس بدأت من عملية اضطراب سعر العملة، فأصبحت التاجر للسوق يعتمد على أن هو ممكن يجلب البضاعة والمواد الغذائية وغيرها إلى السوق، يتعامل مع هذا السبب بأنه سعر الغلاء لأنه يعتمد على منظومة غير حكومية في عملية الاستيراد”.

وبعد أن وضع مجلس الاحتياط الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) في نيويورك إجراءات لمكافحة التهريب في صورة ضوابط أكثر صرامة على المعاملات الدولية بالدولار للبنوك التجارية العراقية الخاصة في نوفمبر 2022، أدى نقص الدولار إلى زيادة أسعار السلع الاستهلاكية، في حين انخفضت قيمة العملة.

العراق يعوم الدينار مقابل الدولار قبل رمضان

وفي فبراير 2023، أعاد العراق تقييم عملته وحدد سعر صرف الدينار عند 1300 مقابل الدولار. لكن جبار قال إن سعره في السوق الحرة يحوم حاليًّا حول 1570 تقريبًا، مضيفًا أن معظم التجار يلجأون إلى الأسواق الحرة لتأمين الدولارات اللازمة لاستيراد البضائع.

وذكر جبار “بالتأكيد يعني بعض المواد معدل الارتفاع إللي فيها أكثر من 500%، للمواد الغذائية إللي حاضرة بالسوق، وهذا الارتفاع غير مبرر، إذا نقيسه مع فرق سعر الدولار إللي هو إحنا ممكن نتكلم إنه كان 23% بالارتفاع، وممكن صعد إلى 30 أو 35%، فالمواد المفروض ترتفع بنفس المعدل، لكن عدنا نلاحظ إنه الارتفاع من السوق يكون مضاعف لـ47 أو 5 مرات، هذا دليل فوضى غير مراقبة من الدولة”.

ربما يعجبك أيضا