الجيش الأمريكي يسحب مقاتلاته المتطورة من الشرق الأوسط.. لماذا؟

تعتزم الولايات المتحدة اتباع سياسة جديدة في الشرق الأوسط، على خلفية جهودها لردع الصين وروسيا.

وقالت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، في تقرير لها، إن مسؤولين أمريكين كشفوا عن أن واشنطن سترسل طائرات هجومية متقادمة من طراز A-10، لاستبدال طائرات مقاتلة أكثر تطورًا في الشرق الأوسط.

اقرأ أيضًا طهران وواشنطن تتبادلان الضربات.. هل تراجعت إيران عن التهدئة بالمنطقة؟

خطة البنتاجون

أوضحت الصحيفة أن هذا يأتي كجزء من خطة وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون)، لنقل مقاتلات أكثر حداثة إلى المحيط الهادئ وأوروبا، لردع الصين وروسيا، مشيرة إلى أنه سعى منذ سنوات لتقليص وجوده في الشرق الأوسط ليواجه مجموعة من التحديات.

وأشار التقرير إلى أن الجيش الأمريكي ما زال يساعد العراق وسوريا في محاربة تنظيم داعش، في الوقت الذي غادر فيه باكستان بالفعل، مشيرة إلى أن جهوده ساهمت في قتل 700 عنصر من داعش.

هل تنسحب واشنطن من الشرق الأوسط بالكامل بعد تصاعد التهديدات الروسية الصينية؟

ردع الميلشيات التابعة لإيران

نقلت وول ستريت جورنال أن الجيش الأمريكي يحاول كذلك ردع الميلشيات التابعة لإيران، التي نفذت 78 هجومًا ضد القوات الأمريكية وقوات التحالف بطائرات مسيرة وصواريخ وقذائف هاون منذ يناير 2021.

وأضافت أن الطائرات الأمريكية تطير في الأجواء فوق سوريا مع طائرات مقاتلة روسية، قال مسؤولون أمريكيون إنها أصبحت عدوانية بقدر متزايد، منذ أواخر فبراير الماضي، بما في ذلك التحليق فوق المواقع البرية الأمريكية في البلاد.

هل تنسحب واشنطن من الشرق الأوسط بالكامل بعد تصاعد التهديدات الروسية الصينية؟

تهديدات روسية صينية متزايدة

قال مسؤول دفاعي كبير في تصريحات أبرزتها وول ستريت جورنال، إن القيادة المركزية الأمريكية المشرفة على العمليات في الشرق الأوسط اتخذت قرارًا مفاده أنها تحتاج إلى الاحتفاظ بسربين من الطائرات المقاتلة في المنطقة.

وأضاف المسؤول، الذي لم يكشف عن هويته، أن البنتاجون يرى الآن الصين تهديدًا يجب النظر إليه، وكذلك فإن ما تفعله روسيا في أوكرانيا دفع واشنط للتفكير في زيادة عدد طائرتها في أوروبا والمحيط الهادي.

خطة مثيرة الدهشة

أشارت الصحيفة إلى أن الخطة الجديدة ستشتمل على تمركز سرب طائرات A-10 في الشرق الأوسط، إلى جانب سربين من طائرات إف 15 و16، وسيكون السرب مكون من 12 طائرة.

ولفتت إلى أن خطة البنتاجون أثارت دهشة المختصين، وقال أركان القوات الجوية، سي كيو براون، مطلع الشهر الحالي: “سنحيل مقاتلات A-10 إلى التقاعد بأسرع مما كنا نخطط”.

مقاتلات ضعيفة للغاية

قال منتقدون في تصريحات أبرزتها الصحيفة الأمريكية إن تلك المقاتلات ضعيفة للغاية، وأبطأ من مواكبة القوة العسكرية الصينية المتنامية، لكن البعض يرى أنه استخدامها في الشرق الأوسط ضد الميليشيات ذات التسليح الخفيف أو ضد السفن الإيرانية.

وقال اللواء المتقاعد بالقوات الجوية، لاري ستوتزريم، إن الضرورة القصوى تتمثل في نقل طائرات مناسبة إلى المحيط الهادئ، لمواجهة التهديدات المتصاعدة. وذكرت الصحيفة أن عمليات نشر القوات الجوية تعد جزءًا من خطة سرية أكثر شمولًا، ستشهد وجود سفينتين إلى 3 سفن عمومًا في الشرق الأوسط، ولن تتضمن تلك السفن حاملات طائرات.

قلق أمريكي

تحتفظ الولايات المتحدة بكتيبتين مضادتين للصواريخ من طراز باتريوت، تابعتين للجيش الأمريكي في الشرق الأوسط، وتتكون الكتيبة من 4 بطاريات باتريوت، قد تحتوي كل منها على ما يصل إلى 8 قاذفات.

وستواصل الولايات المتحدة الاحتفاظ بنحو 2500 جندي في العراق وقرابة 900 جندي في سوريا، لمساعدة الشركاء المحليين في محاربة مقاتلي تنظيم داعش، وسيبقى أكثر من 30 الف عسكري أمريكي في المنطقة.

وذكرت وول ستريت جورنال أن بعض القادة الأمريكيين المتقاعدين يشعرون بالقلق إزاء هذا القرار، واصفين إياه أن هذه الإمدادات غير كافية للتعامل مع التهديدات المتصاعدة في الشرق الأوسط.