هل تطارد إيران القوات الأمريكية في العراق وسوريا؟

يوسف بنده

تستغل إيران انشغال الولايات المتحدة بالحرب في أوكرانيا، وكذلك الضغوط الداخلية التي تطالب إدارة الرئيس بايدن، بالانسحاب من العراق وسوريا، لتكثف ميليشياتها مطاردة القوات الأمريكية في هذين البلدين.


دافع رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، يناير الماضي، عن وجود قوات أمريكية في بلاده، مشددًا على أهميتها في مكافحة تنظيم داعش الإرهابي.

ولكن تصريحات السوداني لم تأت على هوى إيران، ما أثار مخاوف من ردود فعل ميليشياتها التي تدعم تكتله السياسي، بالإضافة إلى أن طهران لطالما تعلن في تصريحات مسؤوليها، خطتها لمطاردة القوات الأمريكية في المنطقة.

x

تصعيد ضد القوات الأمريكية

يبدو أن طهران بدأت في دفع الأحزاب والميليشيات الموالية لها في العراق، بالمضي نحو تحريك ملف إخراج القوات الأمريكية من العراق، فحسب موقع المعلومة، 24 مارس، شدد النائب عن تيار الحكمة الوطني العراقي، على نعمة البنداوي، على أن البرلمان اتخذ قراره بإخراج القوات الأجنبية من البلاد.

ولفت البنداوي إلى أنه توجد تحركات لتفعيل هذا القرار وتحقيق السيادة الكاملة للبلاد بإخراج هذه القوات. وكشفت وكالة إيلنا الإيرانية، نقلًا عن مصادر عراقية، تعرض رتل للجيش الأمريكي لاستهداف بعبوة ناسفة، في محافظة بابل العراقية.

وكشفت الوكالة عن أن القوافل اللوجيستية الأمريكية قد تعرضت للاستهداف عدة مرات في أجزاء مختلفة من العراق، خلال الأشهر الأخيرة.

استهداف في سوريا1417810

اتهمت واشنطن إيران بالوقوف وراء هجوم، استهدف قواعدها العسكرية في سوريا، بالطائرات المسيرة والصواريخ، ثم بعدها أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون)، 24 مارس، أن الجيش الأمريكي نفذ عدة ضربات جوية في سوريا، استهدفت جماعات متحالفة مع إيران.

وتتهم الولايات المتحدة تلك الجماعات بتنفيذ هجوم بطائرة مسيرة، أسفر عن مقتل متعاقد وإصابة 5 جنود أمريكيين. وحسب تقرير وكالة إرنا الإيرانية، 26 مارس، فقد أعلنت جماعة “لواء الغالبون” تبنيها عملية استهداف مطار “رميلان” في سوريا الذي توجد فيه قوات أمريكية، عبر طائرة مسيرة، الخميس الماضي.

«لواء الغالبون»

جاء في بيان صادر عن المعاون الجهادي للواء الغالبون، الحاج أبوعلي: إن “عمليتنا وما سوف يتبعها من عمليات أخرى، تأتي ضمن سياق الرد الطبيعي والمشروع على جريمة استهداف قادة النصر ورفاقهما”.

Fr CDuxXgAASfVi

وقد أعلنت واشنطن صراحةً على لسان المتحدث باسم البيت الأبيض، جون كيربي، الجمعة الماضية، أن “الجماعات المدعومة من إيران لا تريد أن تظل أمريكا في العراق أو سوريا، وتحاول إجبارنا على مغادرة هذين البلدين”، حسب تقرير موقع إندبندنت فارسي.

1990743 439

حديث عن انسحاب أمريكي

كشفت صحيفة الراي، 22 مارس، عن أنه تجري حاليًّا محادثات عراقية – أمريكية مكثفة وغير معلنة، تحاول فيها حكومة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، التوصل إلى صيغة لانسحاب كل القوات العسكرية الأمريكية والإبقاء على قوات تدريب واستخباراتية، تسهم في القضاء على فلول داعش فقط.

وأوضح تقرير الصحيفة الكويتية، أن السوداني لن يستطيع التطرق إلى سحب السلاح من أيدي التنظيمات المختلفة القوية، التي بعضها موال لإيران، لأنها تربط مسألة نزع السلاح وتسليمه بخروج قوات الاحتلال الإسرائيلي أولًا.

وحسب تقرير الإذاعة الوطنية العامة (NPR)، 25 مارس، فمن المتوقع أن يناقش مجلسا الكونجرس الأمريكي في الأسابيع المقبلة، ويصوتان على مشروع قانون يلغي السلطة التي منحها الكونجرس للرئيس جورج دبليو بوش لاستخدام القوة ضد العراق عام 2002م.

GettyImages 1239027438

قرار ليس بالسهل

حسب تقرير الراي الكويتية، فإن واشنطن ليست من السهل أن تقبل بانسحاب قواتها، خصوصًا أن الأموال العراقية العائدة لإيرادات النفط تصبّ في البنك الفيدرالي الأمريكي الذي يملك سلطة حجب الأموال عن حكومة بغداد.

وقد استخدمت أمريكا هذه الورقة تحت عنوان أن العراق يقدّم التسهيلات لإيران ببيع نفطها وإيصال العملة الخضراء إلى الجمهورية الإسلامية، مساهمًا بضرب العقوبات الأحادية وجعلها أقلّ فعالية.

 

1417128

بقاء لفرض الهيمنة

الرسالة الأساسية التي تلقّفها القادة العراقيون، هي أن أي ضغط لسحب القوات الأمريكية ستكون تبعاته الاقتصادية مدمّرة. وهذا ما جاهر به الرئيس السابق دونالد ترامب، الذي أضاف أنه يريد ثمن كل المطارات والمنشآت العسكرية التي بنتْها القوات الأمريكية.

وتحتفظ أمريكا بقواتها وقواعدها في العراق لأسباب متعدّدة، أهمها الدفاع عن موقع قدمٍ مهمّ تحاول من خلاله منْع دخول روسيا والصين إلى دولة نفطية غنية تحتاج إلى إعادة بناء بنيتها التحتية المهترئة.

وفي ضوء هذا التخوف الأمريكي، فإن دخول دول أخرى قوية تقدّم نموذجًا آخَر عن الأمريكي، بعيدًا عن الهيمنة العسكرية، سيضرّ بسمعة واشنطن وسيطرتها على تلك البقعة من العالم.

ربما يعجبك أيضا