إقالة جالانت.. اضطرابات وعواقب أمنية خطيرة على إسرائيل

لا تزال أصداء إقالة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو لوزير دفاعه، يوآف جالانت من منصبه بسبب رفضه للتعديلات القضائية مستمرة حتى الأن.

وذكرت صحيفة “جيروزاليم بوست” في تحليل لها، أن إقالة وزير الدفاع يمكن أن تتسبب في مزيد من التظاهرات المصاحبة بعنف، اعتراضًا على هذا الإجراء على الرغم من إعلان نتنياهو تجميد مشروع قانون الإصلاحات القضائية.

خطوة خطيرة للغاية

كان وزير الدفاع الإسرائيلي المقال، يوآف جالانت، قال السبت 25 مارس 2023، إن الإصلاحات القضائية، التي تتبناها الحكومة، تلقى رفضًا واسعًا في قوات الخدمة الاحتياطية الطوعية، خاصة بين الطيارين في سلاح الجو، وحذر من أن هذا يشكل خطرًا على أمن إسرائيل.

وأضافت الصحيفة أن معظم الخبراء في المجال الدفاعي يتفقون على أن إقالة جالانت تعتبر بمثابة خطوة خطيرة للغاية، في ظل اقتراب دولة مثل إيران من امتلاك سلاح نووي، واستمرار الصراع في غزة والضفة الغربية.

وأشارت الصحيفة إلى زيارة وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، لإسرائيل للقاء جالانت، وقد لا يقوم أوستن بزيارة لتل أبيب مرة أخرى لمدة عام أو عامين آخرين، مما يعني أن وزير الدفاع المقبل لن يكون لديه علاقات بنظيره الأمريكي.

اقرأ أيضًا: صحيفة: بايدن سيستضيف نتنياهو في واشنطن قريبًا

جالانت

إبطاء الجهود الإسرائيلية

أوضحت الصحيفة أن هذه الإقالة تبطئ من الجهود الإسرائيلية بشأن تسليم تل أبيب طائرة التزود بالوقود من طراز KC-46، والتي تريدها إسرائيل لضربة مستقبلية محتملة على المنشآت النووية الإيرانية.

وتحدثت “جيروزاليم بوست” عن الآثار السلبية لتلك الإقالة داخل إسرائيل وعلى صعيد التهديدات الخارجية، حيث قالت إن هذا الإجراء تسبب في إضراب جنود الاحتياط، إلى جانب إرسال جماعة حزب الله شخصًا لتفجير قنبلة في عمق تل أبيب عند  مفترق مجيدو في الشمال، والذي قتلته قوات الأمن.

وتجنبًا لأي اضطربات، أشارت جيروزليم بوست إلى الحكومة الإسرائيلية حاولت إخفاء تلك الأخبار إلى حد كبير، وحاولت بعد ذلك أيضًا تأخير تسريبها، في الوقت الذي وقعت فيه عدة هجمات في الضفة الغربية خلال الأسابيع الأخيرة، وكل الدلائل تشير إلى حماس التي تسعى لاختبار قدرة إسرائيل بعد إقالة وزير دفاعها.

جالانت

اقرأ أيضًا: فيديو| الشرطة الإسرائيلية تقمع التظاهرات في تل أبيب

اختبار تل أبيب

أما في إيران، أشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن طهران لم تختبر تل أبيب بعد بإطلاق صواريخ، ولكنها تختبرها من ناحية أخرى عن طريق تهريب الأسلحة المتطورة إلى سوريا على سبيل المثال.

وتساءلت “جيروزاليم بوست” عن سبب عدم شن المتربصين لتل أبيب هجومًا على إسرائيل، وأدعت أن السبب وراء ذلك لمعرفة أعداء تل أبيب بأن قدرات الجيش الإسرائيلي أقوى من مستوياتهم، وإذا أخطأوا في التقدير، فقد يخسرون عملهم في إعادة البناء والتسليح في غضون أيام.

فيما ذكرت وكالة أنباء رويترز أن الجيش الإسرائيلي رفع مستوى التأهب بسبب خروج الاحتجاجات الإسرائيلية عن نطاق السيطرة التي تزايدت بعدما أقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وزير الدفاع يوآف جالانت من منصبه.

اقرأ أيضًا: زعماء المعارضة في إسرائيل يبدون استعدادًا للحوار

جالانت

فقدان السيطرة

أبرزت رويترز تصريحات ضابط كبير في الشرطة الإسرائيلية لم يتم الكشف عن اسمه، حيث قال: “فقدنا السيطرة في أماكن عدة حيث تجري التظاهرات ضد نتنياهو”.

وأشار إلى أن الشرطة تسمح بالحق الديمقراطي في الاحتجاج لكن لن تسمح بالاضطرابات العامة والإضرار برموز الحكومة.

وأدت إقالة نتنياهو وزير دفاعه إلى تظاهرات حاشدة في إسرائيل، وشوهد المتظاهرون وهم يلوحون بالأعلام ويرددون “ديمقراطية”، وأغلقوا الشوارع والجسور، بما في ذلك طريق أيالون السريع.