بعد تنصيبه ملكًا.. ما سر زيارة الملك تشارلز الثالث لألمانيا؟

شروق صبري
زيارة الملك تشارلز الثالث لألمانيا

حث رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك الملك تشارلز الثالث، على زيارة لألمانيا، عقب تسوية النزاع حول قواعد التجارة بعد خروج بريطانيا، من الاتحاد الأوروبي، فما أهداف الزيارة؟


سافر ملك بريطانيا تشارلز الثالث إلى ألمانيا، اليوم الأربعاء 29 مارس 2023، في أول رحلة له إلى الخارج بصفته ملكًا، بعد إلغاء زيارته لفرنسا.

وكانت آخر مرة خاطب فيها تشارلز البرلمان الألماني (البوندستاج) في أثناء جائحة كورونا عام 2020، عندما كان أميرًا، وبدأ خطابه باللغة الألمانية. وآخر مرة زار هامبورج كانت في عام 1995، لحضور حفل إحياء ذكرى نهاية الحرب العالمية الثانية.

جدول تشارلز في ألمانيا

وفقًا لبيان صادر عن قصر باكنجهام، سيحضر الملك وزوجته الملكة كاميلا، خلال زيارة تستغرق ثلاثة أيام، لبرلين وهامبورج، مأدبة رسمية يستضيفها الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير وزوجته إلكه بودنبندر، في قصر بلفيو (المقر الرئاسي الألماني).

وحسب صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، سيستقل القطار تشارلز وكاميلا إلى هامبورج، يوم الجمعة، حيث سيزوران نصبًا تذكاريًّا لإحياء ذكرى قطار إنقاذ الأطفال اليهود (كيندر ترانسبورت)، وهي حركة مقاومة سرية ضد الفاشية، أنقذت الأطفال من عام 1938 إلى عام 1940، فجلبت نحو 10000 طفل يهودي من ألمانيا النازية إلى بر الأمان في بريطانيا.

زيارة الملك تشارلز الثالث لألمانيا

زيارة الملك تشارلز الثالث لألمانيا

خطاب البرلمان

أشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن تشارلز سيلقي خطابًا أمام البرلمان الألماني (البوندستاج) يوم الخميس، ثم يلتقي اللاجئين الذين وصلوا مؤخرًا من أوكرانيا، لتقديم الدعم لهم، كما أنه يأمل في تجديد العلاقات وتعزيزها، بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

 ولفتت صحيفة التليجراف البريطانية إلى أن الملك تشارلز يتحدث الألمانية جيدًا، مثل والده، الذي كان يجيدها أيضًا، وتزوجت أخواته بالعائلة المالكة الألمانية.

 وذكرت شبكة “سي إن إن” الأمريكية، أن شتاينماير قال، في رسالة بالفيديو قبل زيارة تشارلز: “أود أن أقول إننا في ألمانيا، في أوروبا، نتمنى علاقات وثيقة وودية مع المملكة المتحدة، حتى بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي”.

تأمين الزيارة

أفادت التليجراف أنه خلال الجولة، سيصبح الملك أول رئيس دولة أجنبي يتلقى ترحيبًا رسميًّا وتكريمًا عسكريًّا عند بوابة ولاية براندنبورج في برلين، والتي يُنظر إليها على أنها لفتة شخصية من شتاينماير.

وحسب الصحيفة البريطانية، تخطط الشرطة في برلين لنشر ما يقرب من 1000 ضابط كجزء من “الضوابط الأمنية المكثفة” لزيارة الملك التي تستغرق ثلاثة أيام.

اقرأ المزيد

اليوم.. الملك تشارلز يصل إلى ألمانيا في أولى زياراته الخارجية
خيبة أمل للملك تشارلز بعد تأجيل زيارته لفرنسا

علاقات اقتصادية

أشارت نيويورك تايمز إلى أن تشارلز سيؤكد في أول زيارة ملكية له لألمانيا، نية بريطانيا تعزيز العلاقات مع الاتحاد الأوروبي، بعد أن تسبب خروج بريطانيا من التكتل في توتر العلاقات الدبلوماسية، كما أنه سيسلط الضوء على تاريخ العائلة المالكة البريطانية، وعلاقات القوية مع ألمانيا التي تملك أكبر اقتصاد في أوروبا.

وحسب هيئة الإذاعة البريطانية، “بي بي سي”، يظل الغرض الأساسي كما هو، بإظهار أن أوروبا هي الأولوية الدبلوماسية للمملكة المتحدة، ودعم علاقات بريطانيا مع أوروبا وإظهار قدرتها على مساعدة المملكة المتحدة كما فعلت والدته طوال سبعة عقود.

إعادة بناء العلاقات

حسب هيئة الإذاعة البريطانية، تجري مثل هذه الجولات بناءً على نصيحة الحكومة التي ركزت معظم بياناتها الموجزة الأساسية على إعادة بناء العلاقات مع الجيران الأوروبيين.

ولفتت إلى أن هذه هي أول زيارة لملك بريطاني منذ ثماني سنوات، وستعزز ما سماه قصر باكنجهام “التاريخ والثقافة والقيم المشتركة“. وقد جاء ذلك عقب اجتماع بين الملك ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين عندما جرى الإعلان عن صفقة خروج أيرلندا الشمالية من الاتحاد الأوروبي.

زيارة الملك تشارلز الثالث لألمانيا

زيارة الملك تشارلز الثالث لألمانيا

أقوى دولة في أوروبا

لفتت “بي بي سي” إلى أنه بعد تتويج الملكة إليزابيث الثانية عام 1953، كانت رحلتها الأولى جولة في دول الكومنولث. وبالنسبة إلى الملك تشارلز بعد 70 عامًا، فإن الأولوية هي بناء الجسور مع الحلفاء الأوروبيين، خصوصًا في ما تمثله الحرب الروسية الأوكرانية من ضغط على أوروبا.

 وقال المؤلف والمؤرخ البريطاني السير أنتوني سيلدون، إنها رسالة إلى ألمانيا، مفادها أن “بريطانيا قد تكون تركت الاتحاد الأوروبي، ولن تترك أقوى دولة في أوروبا”، مضيفًا أن هذه الزيارة سيكون لها انطباع أكبر بكثير من زيارة رئيس الوزراء، حسب ما أفادت الإذاعة البريطانية.

ونقلت “بي بي سي” عن الخبير الملكي البروفيسور بولين ماكلارين، قوله إن ” الزيارة كان مخططًا لها في الأصل على أنها رحلة مزدوجة إلى فرنسا وألمانيا، مما يعني أنه لا يمكن التشكيك في أهمية أي من البلدين بالنسبة إلى المملكة المتحدة، وأنه منحهما قيمة متساوية”.

فرص أقل لتشارلز

من جانبها، نقلت قناة إيه بي سي نيوز، الأمريكية عن الخبيرة الملكية وأستاذة التاريخ البريطاني الحديث في جامعة بوسطن أريان تشيرنوك، قولها إن “هذه الزيارة ستتيح لتشارلز فرصًا أقل لتقديم نفسه، وهذا يعني أنه سيحتاج إلى أن يكون ذكيًّا للغاية لاستغلال تلك الفرص المتاحة لزيادة تأثيره إلى أقصى حد”.

ووصفت الرحلة بأنها جولة لأكبر بلدان الاتحاد الأوروبي، وقد انطلقت لتأكيد جهود رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، لإعادة بناء العلاقات مع الاتحاد الأوروبي، بعد ست سنوات من الجدل حول خروج بريطانيا من الاتحاد، وإبراز التاريخ المشترك للبلدين معًا في مواجهة الحرب الروسية الأوكرانية، حسب ما ذكرت القناة الأمريكية.

 

ربما يعجبك أيضا