«واشنطن بوست»: ما مصير تركيا إذا خسر أردوغان الانتخابات الرئاسية؟

عمر رأفت
كيف سيحكم أردوغان تركيا حال فوزه بالرئاسة .. ما بين الإجراءات الاستبدادية والبرجماتية

ترسم الانتخابات الرئاسية التركية، يوم الأحد المقبل، مستقبل البلاد السياسي، وعلاقاتها مع الغرب والولايات المتحدة.


سلطت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية الضوء على التوقعات المتزايدة بشأن فوز مرشحة المعارضة في الانتخابات التركية المرتقبة.

وتحدث الكاتب سونر كاجابتاي، في مقاله، عن الاقتراع الرئاسي والبرلمان في تركيا، المقرر أن ينطلق يوم الأحد المقبل 14 مايو 2023، مشددًا على أن الغرب سيكون لديه فرصه لإعادة أنقرة للمسار الصحيح، ولديه جميع الأدوات لفعل ذلك.

العودة إلى طريق الديمقراطية

قال كاجابتاي، في مقاله، إن فشل الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في الفوز بولاية جديدة قد يعيد البلاد إلى طريق الديمقراطية من جديد، وأبرز ما وعد به مرشح المعارضة، كمال كليتشدار أوغلو، حال فوزه بالرئاسة.

وقال كليتشدار أوغلو إنه سيعيد إرساء سيادة القانون، والإفراج عن المسجونين ظلمًا، في عهد أردوغان، ورفع القيود المفروضة على الحريّات الأساسية، والعمل على استقلالية المؤسسات، التي تعرضت لضغوط من حكومة أردوغان، بما في ذلك القضاء، وأوضح المقال أنه بالنظر إلى التزام إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، بدعم الديمقراطيات، فإن كل هذه التغييرات ستكون بلا شك موضع ترحيب لديه.

اقرأ أيضًا| انعكاسات داخلية وخارجية.. ماذا إذا خسر أردوغان الانتخابات التركية؟

العلاقات التركية الروسية

أضاف المقال أنه على مدار العقد الماضي، عزل أردوغان تركيا تدريجيًّا عن الولايات المتحدة وأوروبا، خصوصًا منذ محاولة الانقلاب الفاشلة عام 2016، في المقابل تودد إلى الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، والتقى الزعيمان في كثير من الأحيان، واتفقا على تقاسم السيطرة في سوريا وليبيا وجنوب القوقاز.

اقرأ أيضًا| رويترز: أردوغان يحاول إنقاذ مصداقيته الاقتصادية قبل الانتخابات التركية

وأشار إلى أنه بغض النظر عن تقديم تركيا مسيرات ومعدات عسكرية لأوكرانيا، فقد رفضت المشاركة في العقوبات الأمريكية على موسكو، في حين أن مرشح المعارضة لا يعد روسيا صديقًا مفضلًا بالنسبة له، وفي مقابلة سابقة مع صحيفة وول ستريت الأمريكية، قال إن أنقرة ستمتثل للقرارات الغربية بشأن العقوبات على موسكو.

الانتخابات التركية

الانتخابات التركية

خطط كليتشدار أوغلو

تعهد كليتشدار أوغلو، أيضًا في مقابلته الصحفية، بالتقارب مع حلف شمال الأطلسي (الناتو) والاتحاد الأوروبي، وأعلن عزمه الموافقة على انضمام السويد إلى الناتو، وهو الطلب الذي علّقه أردوغان، قبل قمة الحلف في يوليو المقبل.

لكن الكاتب قال إن الروابط القوية بين تركيا وروسيا يمكن أن تعوقها من التحالف بالكامل مع الغرب، ففي مقابلته الأخيرة، ألمح كيليتشدار أوغلو إلى صعوبة تحقيق التوازن بين العلاقات التركية مع الغرب وروسيا، وقال إنه سيحاول الحفاظ على الاستثمارات التركية في روسيا.

اقرأ أيضًا: نظرة فاحصة.. ماذا على المحك في الانتخابات التركية المقبلة؟

الانتخابات التركية

الانتخابات التركية

بوتين يستهدف الاقتصاد التركي

قال المقال إن أي تقارب تركي أمريكي سيزعج بوتين للغاية بالطبع، لكنه استبعد أن يؤدي ذلك إلى صدام موسكو بأنقرة، لأن الأخير يعلم أن هذا في مصلحة الغرب، مشيرًا أن الحل البديل هو لجوء بوتين إلى استهداف الاقتصاد التركي.

وأوضح أن موسكو قد تحظر الزيارات السياحية إلى تركيا، بزعم المخاوف الأمنية، والحد من الواردات الزراعية، وكذلك قد تطالب أيضًا بالدفع الفوري لفواتير الطاقة المتأخرة لأنقرة، التي قد تصل إلى 4 مليارات دولار، وفرض أسعار أعلى على صادرات الغاز الطبيعي، ما سيترتب عليه ضرر كبير بالاقتصاد التركي الهش بالفعل.

وقال كاجابتاي في مقاله إنه على كليتشدار أوغلو أن يكون مدركًا لكل تلك الأمور، التي قد تجعل بداياته بالرئاسة التركية ضعيفة، وقد تسمح هذه التطورات لأردوغان بالعودة من جديد لساحة السياسة التركية، على غرار رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو.

الانتخابات الرئاسية التركية

الانتخابات التركية

العلاقات التركية الأمريكية

أشار المقال إلى أنه يحب على واشنطن أن تلقي نظرة على علاقاتها مع تركيا، خاصة على صعيد العلاقات الدفاعية، التي تعد بمثابة حجر الأساس بين البلدين، وشراء نظام الدفاع الصاروخي S-400 من روسيا، هي الأزمة المتفاقمة بينهما.

وطردت الولايات المتحدة تركيا من برنامج الطائرات المقاتلة F-35 في عام 2019، وفي العام التالي فرضت عقوبات على صناعة الدفاع التركية، ولذلك يجب على إدارة بايدن أن تعمل بجد لإيجاد مخرج من هذا المأزق.

وأضاف المقال أنه إذا التزم كليتشدار أوغلو بعدم تفعيل صواريخ إس -400، ووافق على وضعها تحت حراسة مشتركة مع حلف شمال الأطلسي، فيجب على واشنطن الموافقة على طلب أنقرة شراء طائرات مقاتلة من طراز F-16 و F-35.

ربما يعجبك أيضا