بعد التوقيع عليه.. هل تلتزم الأطراف المتصارعة في السودان باتفاق جدة؟

إسراء عبدالمطلب
اتفاق جدة لوقف النار في السودان

صحفي سوداني: الفارق الأساسي بين هذا الاتفاق وسابقاته وجود وسائل على الأرض للفصل بين القوات ولإثبات الدليل على الطرف الذي يخرق الهدنة.


شهد السودان هدوءً نسبيًّا وحذرًا بعد ساعات من توقيع الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، اتفاق هدنة جديدة.

ووقع الطرفان على الهدنة، مساء أمس السبت 20 مايو 2023، في جدة برعاية سعودية أمريكية، ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”، عن سكان في جنوب الخرطوم، قولهم إن حدة الاشتباكات انخفضت في مناطق وتوقفت في مناطق أخرى.

هدنة جديدة برعاية السعودية والولايات المتحدة

كانت السعودية والولايات المتحدة الراعيتان لمحادثات السلام التي عُقدت في جدة، أعلنتا أن وقف إطلاق النار سيدخل حيز التنفيذ مساء غد الاثنين، وينص الاتفاق على وقف إطلاق النار لمدة أسبوع، يبدأ تنفيذه بعد مرور يومين على توقيعه.

ومُنح الطرفان مهلة 48 ساعة، لإبلاغ القادة الميدانيين بشروط الهدنة وطريقة تنفيذها، ونصت الاتفاقية على مراقبة الهدنة عبر آلية مشتركة بين طرفي النزاع والوسطاء بالإضافة إلى الصليب الأحمر الدولي.

اقرأ أيضاً| هدنة في السودان قابلة للتمديد.. ما آلية مراقبتها؟

آلية لمراقبة وقف إطلاق النار

وقع الجيش السوداني وقوات الدعم السريع على اتفاقيات سابقة مشابهة دون الالتزام بها، وسط اتهامات متبادلة بينهما بشأن خرق الهدنة، ولكن الاتفاق الجديد سينفذ من خلال “آلية لمراقبة وقف إطلاق النار”.

ورحبت قوى الحرية والتغيير بالاتفاق ودعت الطرفين إلى الالتزام ببنودها، وقالت في بيان إنها تتطلع إلى فتح ممرات آمنة من أجل خروج المدنيين وإيصال المساعدات الإنسانية للمتضررين، مشددة على ضرورة الانتقال من الهدنة إلى وقف دائم لإطلاق النار يمهد الطريق إلى مفاوضات سياسية تنهي الأزمة الحالية.

إعادة بناء الثقة بين الأطراف المتنازعة في السودان

من جانبه، قال الصحفي السوداني، محمد عبدالعزيز، في تصريحات لشبكة “رؤية الإخبارية”، إن الاتفاق الجديد في جدة يعد خطوة ايجابية ستساعد في بناء الثقة بين الأطراف المتحاربة مما يسهم في امكانية التوصل لتفاهمات في وقت لاحق.

الصحفي السوداني محمد عبدالعزيز

الصحفي السوداني محمد عبدالعزيز

وأضاف عبدالعزيز أن النقطة الهامة أيضًا في الاتفاق هي تحسين الأوضاع الإنسانية التي تدهورت، بعد استمرار القتال لأكثر من 35 يومًا وهو ما يسهم في تأهيل المستشفيات، مع الأخذ في الإعتبار أن المستشفيات التي تعمل في الخرطوم حاليًّا انخفضت إلى 7 مستشفيات فقط ولا تعمل بطاقتها القصوى.

اقرأ أيضاً| مجلس التعاون الخليجي يرحب باتفاق الهدنة في السودان

إعادة ترميم السودان

أشار عبدالعزيز إلى أن عمليات النهب والسلب المنتشرة من عصابات إجرامية في ظل غياب الشرطة وإجراءات حفظ القانون، مما يتطلب إجراءات لحفظ الأمن بجانب تأهيل أدوات الخدمات الرئيسة في المرافق الحيوية في محطات المياه والكهرباء، موضحًا أن كل هذا من شأنه تخفيف الضغط والمعاناة على المواطنين.

وأضاف أن كل ذلك يضاف إلى بحث إمكانية استعادة النظام المصرفي وتسهيل الأوضاع بالنسبة للمواطنين مع الأخذ في الاعتبار أن الخدمات الاتصالية لا تعمل جيدًا بسبب النزاع.

ما الفارق بين هذه الهدنة وسابقاتها؟

لفت عبدالعزيز إلى أن الفارق الأساسي بين هذا الاتفاق وسابقاته وجود وسائل على الأرض للفصل بين القوات أو لإثبات الدليل على الطرف الذي يخرق الهدنة.

وأكمل أن هذا لا يعني بالضرورة التزام كامل، لصعوبة تحقيق حسم عسكري، مشيرًا إلى أنه حال عدم الالتزام الفعلي بالهدنة سيكون الأمر بمثابة رسالة بأن توقيع الطرقين على الهدنة هدفه فقط تجنب أي عقوبات قد تصدر من المجتمع الدولي.

ربما يعجبك أيضا