انقسام داخلي؟ ماذا وراء مهاجمة حدود روسيا؟

إسراء عبدالمطلب
روسيا تقاتل جماعات مسلحة في منطقة حدودية مع أوكرانيا

روسيا تتهم أوكرانيا بالهجوم على حدودها وهو ما تنفيه الأخيرة واصفة الهجوم بأنه انقسام في الداخل الروسي.


شن مقاتلون مناهضون للكرملين متحالفون مع أوكرانيا، هجومًا على منطقة بيلجورود الحدودية مع روسيا، ما دفع الأخيرة للتصدي لهم.

وقالت وزارة الدفاع الروسية يوم الثلاثاء 23 مايو 2023، إنها صدت هجمات المقاتلين الموالين لأوكرانيا عبر الحدود، وقتلت جميع المسلحين، غير أن أشخاصًا يمثلون المقاتلين المناهضين للكرملين أفادوا بأن الهجمات مستمرة.

 هجوم مسلح على الحدود الروسية

حسب تقرير لصحيفة نيويورك تايمز، أمس الأول الثلاثاء، وصف المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، المهاجمين بأنهم “مسلحون أوكرانيون” مبررًا عنفهم بحرب موسكو ضد جارتها.

وقال بيسكوف للصحفيين إن “هذا يؤكد مرة أخرى أن المسلحين الأوكرانيين يواصلون أنشطتهم ضد بلدنا”.

وأضاف التقرير أنه عندما بدأت عمليات التوغل يوم الاثنين، أظهر مقطع فيديو جنديًّا وعربة مدرعة تحمل علامات أوكرانية على بعد حوالي 3 أميال داخل الأراضي الروسية.

وأفادت وسائل الإعلام المحلية في بريانسك، وهي منطقة حدودية روسية إلى الشمال، أن النار اشتعلت في مستودع مصنع عسكري بالقرب من بلدة دياتك.

اقرأ أيضًا| روسيا تهدد برد قاسٍ حال تعرضها لمزيد من الهجمات

انقسام في الداخل الروسي

يخشى بعض المحللين الموالين لروسيا أن تفتح الهجمات مجموعة جديدة من المشكلات لموسكو في ساحة المعركة، في حين أن أوكرانيا نفت أي تورط مباشر لها في على الحدود، والتي اعتبرتها “علامة على الانقسام الداخلي في روسيا”.

ووصف نائب وزير الدفاع الأوكراني، حنا ماليار، المقاتلين بأنهم “وطنيون روس” يتمردون على حكومة الرئيس فلاديمير بوتين.

موسكو تقاتل جماعات مسلحة في منطقة حدودية مع أوكرانيا

موسكو تقاتل جماعات مسلحة في منطقة حدودية مع أوكرانيا

فيلق روسيا الحرة

أعلنت مجموعة تسمى فيلق روسيا الحرة، مكونة من الروس الذين حملوا السلاح لأوكرانيا، مسؤوليتها عن الهجوم على الأراضي الروسية.

وتعمل وحدة المتطوعين هذه تحت مظلة الفيلق الدولي الأوكراني، الذي يشرف عليه ضباط أوكرانيون.

وليست هذه هي المرة الأولى التي يهاجم فيها مقاتلون موالون لأوكرانيا القرى على الحدود الروسية.

وقال الفيلق الروسي المتطوع إنه توغل إلى مدى قصير داخل قرى في منطقة بريانسك الروسية. ويقود هذا الفيلق مواطن روسي في المنفى، وهو جزء من مجموعة متنوعة من الروس الذين يعارضون حكم بوتين.

تأثير الهجمات في شعبية بوتين

قال المحلل الروسي في مركز تحليل السياسة الأوروبية ومقره واشنطن، إيفان فومين، إنه بينما يعيش سكان منطقة بيلجورود منذ فترة طويلة مع أصوات وانفجارات الحرب، يتعمق الخوف في روسيا بسبب الهجمات، وتضعف شعبية بوتين.

ويرى فومين أن شرائح من الأكثر تشددًا في روسيا ستنظر إلى هذه الهجمات على أنها علامة أخرى على ضعف الكرملين وعدم كفاءته، لذلك من المحتمل أن يفقد بوتين بعض الشعبية بين أولئك الذين يدعمون الحرب بقوة.

ولفت فومين إلى أنه إذا استطاع بوتين توضيح تسلل “الجماعات التخريبية” من أوكرانيا إلى الأراضي الروسية، قد يسهل عليه أن “يبيع رواية عن تعرض روسيا للهجوم، ودفاعها عن نفسها”.

 تحويل مسار القتال

العضو المنفي السابق في البرلمان الروسي، والذي وصف نفسه بأنه الممثل السياسي للفيلق، إيليا بونوماريف، قال يوم الثلاثاء، إن التوغلات كانت محاولة لإجبار الجيش الروسي على تحويل مسار القوات التي تقاتل في أوكرانيا، وزعزعة استقرار حكومة بوتين، من خلال إظهار عدم قدرته على الدفاع عن الحدود الطويلة مع أوكرانيا.

وأضاف بونوماريف: “نعتقد الآن أنهم بحاجة إلى إعادة النظر ونشر المزيد من القوات على طول الحدود الأوكرانية”، وذكر أن المجموعة ألقت القبض على نحو 10 من حرس الحدود الروس (وهو ادعاء لا يمكن التحقق منه)، مشيرًا إلى أن الضباط الأوكرانيين كانوا على علم بالعملية لكنهم لم يتولوا توجيهها.

موسكو تقاتل جماعات مسلحة في منطقة حدودية مع أوكرانيا

موسكو تقاتل جماعات مسلحة في منطقة حدودية مع أوكرانيا

هل ما زالت روسيا موحدة؟

قال وزير الدفاع الأوكراني السابق الذي يقدم المشورة الآن لحكومة كييف، أندري زاجورودنيوك، إن التوغلات على الحدود كانت علامة فارقة لأنها تضمنت قوات مسلحة، ما قد يجبر روسيا على نشر المزيد من قواتها على طول الحدود بدلًا من خط المواجهة. وأضاف زاجورودنيوك أن القادة الروس سيواجهون مشكلات مع مواطنيهم، لأن فكرة روسيا الموحدة قد “تضررت بنحو خطير”.

وتحصن روسيا حدودها في المنطقة جيدًا بالألغام والخنادق والحواجز. ومنذ بدء الحرب أنفقت السلطات الروسية حوالي 125 مليون دولار لتعزيز دفاعات منطقة بيلجورود، حسب بيان لوزير البناء الإقليمي في فبراير.

ولكن روسيا، التي أعلنت انتصارًا عسكريًّا كبيرًا هذا الأسبوع في مدينة باخموت المدمرة بعد معركة طاحنة استمرت 9 أشهر، تعرضت لعدة ضربات خلال الحرب، ومن بين تلك الهجمات انفجار ألحق أضرارًا بالجسر الذي يربط شبه جزيرة القرم بالبر الروسي الرئيس، فضلًا عن غرق الطراد موسكفا، الرائد في أسطول البحر الأسود.

اقرأ أيضًا| روسيا: إغلاق جسر القرم لساعات بسبب تدريبات عسكرية

 روسيا تجني ثمار أفعالها

يرى المحلل يوري كارين، أنه بعد سنوات من إنكار روسيا تدخلاتها العسكرية في شرق أوكرانيا، قد تفعل أوكرانيا الآن الشيء نفسه في جنوب روسيا، وفق تقرير نيويورك تايمز.

وأضاف كارين أن هذه الهجمات هي انعكاس للوضع الذي خلقته روسيا في شبه جزيرة القرم وإقليم دونباس، عندما أرسلت جنودًا عام 2014 في زي رسمي غير مميز. ووقتها نفى الكرملين أي ارتباط بالمقاتلين.

ربما يعجبك أيضا