زيارة رئيس وزراء روسيا لبكين.. ماذا تقول لواشنطن؟

شروق صبري
الصين وروسيا

تسعى الصين وروسيا لتعزيز التعاون بينهما وبناء قوة مواجهة للحلف الغربي الذي تقوده واشنطن.. فإلى أي مدى يصل هذا التعاون؟


التقى الرئيس الصيني، شي جين بينج، رئيس الوزراء الروسي، ميخائيل ميشوستين، في بكين، معربًا عن دعم بلاده القوي لمصالح موسكو الجوهرية.

وقال شي خلال اجتماع مع ميشوستين، أمس الأربعاء 24 مايو 2023، إن بلاده مستعدة لتعزيز الدعم المتبادل مع روسيا في المجالات التي تشمل المصالح الجوهرية لكل منهما، وتعزيز التنسيق في المجالات متعددة الأطراف.

تعاون متعدد الأطراف

طلب شي من ميشوستين نقل تحياته الصادقة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وقال إنه خلال زيارته الناجحة لروسيا في مارس الماضي، رسم هو وبوتين مخططًا للتنمية المستقبلية للعلاقات الصينية الروسية والتعاون في مختلف المجالات، حسب ما نشرته صحيفة جلوبال تايمز الصينية أمس الأربعاء.

وشدد شي على أنه الصين وروسيا عليهما مواصلة دعم كلتيهما للأخرى بحزم، في القضايا المتعلقة بالمصالح الجوهرية لكل منهما، وتعزيز التنسيق في المجالات متعددة الأطراف مثل الأمم المتحدة ومنظمة شنجهاي للتعاون ومجموعة بريكس ومجموعة الـ20.

اتفاقيات ثنائية

قال ميشوستين خلال الاجتماع مع شي إن روسيا مستعدة للعمل مع الصين على تعزيز عملية تعدد الأقطاب في العالم، وتوطيد النظام الدولي القائم على القانون الدولي. وأضاف أن روسيا تتطلع إلى زيادة تعزيز التبادلات الشعبية والثقافية مع الصين، حتى تنتقل الصداقة بين روسيا والصين من جيل إلى جيل.

ووقعت الصين وروسيا سلسلة من الاتفاقيات الثنائية بشأنط التعاون التجاري الخدمي، والرياضة، وبراءات الاختراع، وصادرات حبوب الدخن الروسي إلى الصين.

شي جين بينج وروسيا

مواجهة الهيمنة

أظهر هذا النشاط الدبلوماسي الكبير بين القوتين الرئيستين، أن الجانبين يبذلان جهودًا لإعادة بناء آلية الحوار الروتيني المباشر وجهًا لوجه بين رئيسي حكومتي الجانبين بعد وباء كوفيد -19 الذي استمر 3 سنوات.

وقال محللون إن لقاء شي وميشوستين يعزز التوافق الذي توصل إليه كبار قادة البلدين في مارس 2023، ويؤكد أن تطور واستقرار العلاقات الصينية الروسية أمر حاسم للسلام العالمي، لمواجهة تهديد الهيمنة والانفرادية.

وفي هذا الصدد، قال الباحث بمركز الدراسات الروسية بجامعة شرق الصين، تسوي هنج، لـ”جلوبال تايمز”، إن شي وبوتين وقعا بيانين مشتركين في مارس خلال الرحلة التي أجراها شي إلى روسيا، وهذا يتطلب من الحكومتين إجراء حوار وتنسيق مستمر لتنفيذ التوافق، بعد أن أشار الزعيمان شي وبوتين إلى اتجاه تنمية العلاقات الثنائية.

لا علاقة بأزمة أوكرانيا

أشار تسوي إلى أن ميشوستين حضر أيضًا منتدى أعمال صيني روسي رفيع المستوى في شنجهاي، أمس الأول الثلاثاء، وهذا يظهر أنه يريد تعزيز التعاون العملي وسط الاضطرابات الدولية وعدم استقرار الاقتصاد العالمي.

وقال محللون صينيون إن التعاون الصيني الروسي لا علاقة له بأزمة أوكرانيا، فهما تعملان على تجنب وردع المزيد من الصراعات والتوترات، خاصة عندما تكون الولايات المتحدة معادية للصين وروسيا، خاصة وأن واشنطن تواصل إجبار جيرانها على تشكيل كتلة مواجهة في جميع أنحاء العالم للتحالف الروسي الصيني.

لقاء بين قادة الصين وروسيا
إنهاء الصراع

قال الخبراء الصينيون إن بكين تتمسك بموقف محايد ومنصف، لمساعدة الأطراف المعنية على إيجاد طريقة لحل سياسي للأزمة الأوكرانية بجهود دبلوماسية نشطة، ومن ناحية أخرى تعمل الصين وروسيا على تطوير العلاقات الثنائية على أساس المطالب والمصالح المشروعة والمعقولة للشعبين.

ويرى الخبراء الصينيون أن وسائل الإعلام والسياسيين الغربيين “ليسوا في وضع يسمح لهم باتهام التطور الطبيعي للعلاقات الصينية الروسية، لأن الحكومات الغربية، وخاصة واشنطن، تعرقل الجهود المبذولة لإنهاء الصراع”.

إفساد العلاقات

قال الباحث في معهد الدراسات الروسية وأوروبا الشرقية وآسيا الوسطى، التابع للأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية، تشانج هونج، لصحيفة جلوبال تايمز، إنه في ظل العقوبات والعزلة التي فرضها الغرب بعد اندلاع الأزمة الأوكرانية، أصبح لدى روسيا المزيد من الدوافع لتوسيع التجارة مع الصين.

وكان شي قال خلال الاجتماع مع رئيس الوزراء الروسي، إن الصين مستعدة للعمل مع روسيا وأعضاء الاتحاد الاقتصادي الأوراسي، لتوحيد مبادرة الحزام والطريق، والاتحاد الاقتصادي الأوراسي، لتسهيل تشكيل سوق إقليمية أكبر وأكثر انفتاحًا، وضمان استقرار وانسياب سلاسل الصناعة والتوريد العالمية، وتحقيق فوائد ملموسة لدول المنطقة.

وحاولت الولايات المتحدة إفساد العلاقات بين الصين وروسيا، معتبرة أن الوجود المتزايد للصين في آسيا الوسطى سيؤثر في نفوذ روسيا ومصالحها، لكن الخبراء الصينيين قالوا إن محاولات واشنطن عديمة الجدوى ولا طائل من ورائها، لأن بكين وموسكو تشتركان في وجهات نظر وأهداف مشتركة للتنمية و الأمن، وكلتاهما تتفهم الهدف الحقيقي لواشنطن.

اقرأ أيضًا| موقع ألماني | الحزب الشيوعي الصيني يسعى لبقاء «شي جين بينغ» بالسلطة

اقرأ أيضًا| شي جين بينج يحث على تسريع تحول الصين إلى قوة صناعية رائدة في العالم

ربما يعجبك أيضا