رون دي سانتيس يدخل الصراع الجمهوري.. هل يهزم ترامب؟

آية سيد
هل يستطيع رون دي سانتيس هزيمة ترامب؟

انتهت محاولات ترامب للعب دور "صانع الملوك" في انتخابات التجديد النصفي للكونجرس نهاية كارثية.


أعلن حاكم فلوريدا، رون دي سانتيس، المنافسة على ترشيح الحزب الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأمريكية 2024.

واعتبر الكثيرون دي سانتيس المرشح صاحب الفرصة الأفضل لهزيمة الرئيس السابق دونالد ترامب، وخطف بطاقة ترشيح الحزب لانتخابات الرئاسة، إلا أن فرص النجاح في الإطاحة بترامب تتضاءل يومًا بعد يوم، وفق تقرير لمجلة “ذي إيكونوميست” البريطانية.

مقارنة بين دي سانتيس وترامب

حسب التقرير، المنشور أمس الأربعاء 24 مايو 2023، بدا منذ فترة قصيرة أن دي سانتيس يحقق بعض النجاحات على غرار ترامب. ففي نوفمبر الماضي، أُعيد انتخابه في فلوريدا بفارق 19 نقطة.

وبالمقارنة، انتهت محاولات ترامب للعب دور “صانع الملوك” في انتخابات التجديد النصفي للكونجرس نهاية كارثية، بخسارة معظم المرشحين الذين أيدهم. وبعدما أطلق ترامب حملته الانتخابية في 15 نوفمبر الماضي، أظهرت استطلاعات رأي تقاربًا بين المرشحين في الانتخابات التمهيدية. لكن بعد 6 أشهر، يشهد دي سانتيس تعثرًا.

الحال يتبدل

ذكرت المجلة أن دي سانتيس واجه انتقادات باعتباره انعزاليًّا بسبب وصفه الحرب في أوكرانيا بأنها مجرد “نزاع إقليمي”، وباعتباره مناهضًا للشركات بسبب افتعاله معارك مع ديزني، وباعتباره متطرفًا بسبب توقيعه على حظر للإجهاض بعد مرور 6 أسابيع على الحمل.

وفي الوقت ذاته، استعاد ترامب توازنه وعاد إلى مساره في الحملة الانتخابية. وأمضى ترامب وفريقه شهورًا في انتقاد دي سانتيس. وأشارت “ذي إيكونوميست” إلى أن ترامب يحظى اليوم بتأييد نخبة الحزب الجمهوري.

وعلى الرغم من أن الكثير من المانحين اتجهوا إلى بدائل مثل دي سانتيس، لن يواجه ترامب مشكلة في جمع الأموال من صغار المانحين وسيستطيع تصوير نفسه مجددًا على أنه ممثل حقيقي للشعب. وعلى مستوى القاعدة الجمهورية، يتمتع ترامب بشهرة وإعجاب عالميين.

اقرأ أيضًا| المنافس المحتمل لترامب.. كيف تبدو سياسة رون دي سانتيس الخارجية؟

استطلاعات الرأي

صحيح أن الاستطلاعات المبكرة لا تتوقع النتيجة النهائية مثل الاستطلاعات اللاحقة، لكن هذا لا يعني أنها عديمة الفائدة. ووفق المجلة، توجد علاقة بين القوة المبكرة والنتيجة النهائية. وفي الوقت الحالي، يحظى ترامب بدعم حوالي 55% من ناخبي الانتخابات التمهيدية، حسب متوسط استطلاع أعده موقع 538.

ويفوق هذا متوسط دي سانتيس بأكثر من 30%. ولفتت المجلة البريطانية إلى أنه في الانتخابات التمهيدية التنافسية على مدار الأعوام الـ40 الماضية، 6 من 8 مرشحين ممن حصلوا على أكثر من 30% في الاستطلاعات قبل وقت كبير من التصويت، فازوا بترشيح الحزب.

وكشف استطلاع حديث، أجرته “يوجوف” لصالح “ذي إيكونوميست”، عن أنه في المنافسة بين ترامب ودي سانتيس، يفضل ناخبو الانتخابات التمهيدية الجمهوريون ترامب بـ58% مقابل 25% لسانتيس. ويريد 64% من الجمهوريين أن يترشح ترامب مجددًا، رغم البدائل الكثيرة.

حملة منظمة

أفادت “ذي إيكونوميست” أن ترامب أصبح منظمًا أكثر من ذي قبل، فحملته لها إدارة مستقرة، وعائلته لن تلعب أي دور بها، وفريقه مجتهد، فضلًا عن أن ترامب لديه قدر أكبر من الخبرة الشخصية، لأنه ترشح مرتين من قبل، في حين أن الكثير من خصومه الجمهوريين يترشحون للمرة الأولى.

وحصد ترامب حتى الآن تأييد 51 من الجمهوريين الـ222 في مجلس النواب، و10 من 49 جمهوريًّا في مجلس الشيوخ. وفي المقابل حصل جميع منافسيه على تأييد 7 نواب وعضوين في مجلس الشيوخ. وحصل ترامب على تأييد 11 من 20 نائبًا جمهوريًّا عن فلوريدا، مقارنة بنائب واحد فقط لسانتيس.

اقرأ أيضًا| محللون يقدمون لـ«رؤية» توقعاتهم لانتخابات الرئاسة الأمريكية 2024

محاولات دي سانتيس

سيحاول دي سانتيس اللحاق بترامب. وذكرت “ذي إيكونوميست” أنه المفضل لدى الكثير من المانحين الأثرياء، وسيعتمد بشدة على منظمة “نيفير باك داون”، وهي إحدى منظمات لجنة العمل السياسي التي يمكنها تلقي تبرعات غير محدودة ما دامت لا تنسق مع الحملة الرسمية. ومن المتوقع أن تعد حملة دعائية ضخمة له.

وقالت المجلة البريطانية إن دي سانتيس هو الأوفر حظًا في الفوز بسباق التبرعات، وتضم حملته أشخاصًا ذوي خبرة يعرفون كيف ينفقون الأموال.

مهمة صعبة

تتمثل المهمة الصعبة أمام دي سانتيس في إقناع الناخبين الجمهوريين بالانشقاق عن ترامب. وأشارت “ذي إيكونوميست” إلى أن الأحداث التي تعرض لها ترامب، بداية من تحريض أنصاره على اقتحام مبنى الكابيتول (مقر الكونجرس) بدعوى “سرقة الانتخابات”، وصولًا إلى التحقيقات والدعاوى القضائية ضده، حوّلته إلى “شهيد” في أعين الجمهوريين.

وفي الوقت الحالي، يبدو دي سانتيس المنافس الأقوى لترامب، لكن المرشحين الآخرين يبدون حريصين على مهاجمته أكثر من الرئيس السابق، خشية إبعاد القاعدة الجمهورية، أو ربما كتجربة أداء لتولي منصب نائب الرئيس ترامب، وفق المجلة البريطانية.

اقرأ أيضًا| كيف تؤثر معارك ترامب القانونية في خطط ترشحه للرئاسة الأمريكية؟

الاستفادة من نقاط الضعف

ختامًا، ذكرت المجلة أن دي سانتيس رجل ذكي ويمتلك حافزًا قويًّا للنجاح. وسينتبه الكثير من الناخبين للمناظرات التليفزيونية، التي ستنعقد أولها في أغسطس المقبل. ولذلك، يستطيع دي سانتيس تسليط الضوء على الأزمات التي تفاقمت في أثناء رئاسة ترامب، مثل ارتفاع الدين الوطني والهجرة غير الشرعية، والتعامل السيئ مع جائحة كوفيد-19.

وهذه الانتقادات اللاذعة قد تُسقط أقوى الرجال، إذا جرى استخدامها بقوة كافية. لكن من حسن حظ ترامب أنه يواجه مجموعة منقسمة ومتشاحنة ومترددة من المنافسين.

ربما يعجبك أيضا