البحرية الأمريكية تواجه تحديات حرجة في انتشارها العالمي

كيف تدهورت قوة البحرية الأمريكية أمام التحديات العالمية؟

بسام عباس
البحرية الأمريكية

تواجه البحرية الأمريكية تحديات حرجة في سعيها لتلبية المطالب العالمية وسط أزمة تقلّص الأسطول وعدد المجندين، ومع عجز أحواض بناء السفن عن مواكبة الاحتياجات.

وحتى في أوقات السلم ونقص مشاة البحرية التجارية لدعم السفن الحربية المنتشرة في المقدمة، أصبحت القدرة التشغيلية للبحرية متزعزعة بشدّة.

فجوة حرجة

أوضحت صحيفة “ذي ناشيونال إنترست” الأمريكية، في تقرير نشرته الثلاثاء 27 أغسطس 2024، أن منطقة المحيطين الهندي والهادئ التي تشكّل أهمية حيوية لمصالح الولايات المتحدة أصبحت عرضة للخطر مع تحويل الموارد إلى أماكن أخرى، خاصةً الشرق الأوسط.

وأضافت أن نقص حاملات الطائرات أحدث فجوة حرجة في غرب المحيط الهادئ، ما يهدد بتقويض الموقف الاستراتيجي لأمريكا، ويتركها عند مفترق طرق في ديناميكيات القوة العالمية، وأصبحت الولايات المتحدة في بيئة جيوسياسية محفوفة بالمخاطر.

ولفتت إلى أنه إذا اندلعت حرب حقيقية، فسوف تتعرض السفن الحربية التابعة للبحرية الأمريكية للتهديد من أنظمة متطورة، وإذا دُمِّرَت هذه السفن الحربية، فإن استبدالها في وقت الحرب سيكون أمرًا مستحيلًا.

تعقيدات شديدة

قالت الصحيفة إن مشاة البحرية التجارية، وهي عنصر دعم حاسم للأسطول الأمريكي العالمي، تعاني نقصًا في القوى العاملة، مشيرة إلى ما ذكرته صحيفة “نيويورك بوست” بتاريخ 24 أغسطس 2024، من أنه “ليس هناك ما يكفي من مشاة البحرية التجارية لإبقاء جميع السفن في وقت واحد”.

وأضافت أن السفن الحربية التابعة للبحرية المنتشرة في المقدمة، والتي تحاول حاليًا استعادة الردع المفقود لأمريكا عبر قوس أوراسيا، تتطلب دعمًا من مشاة البحرية التجارية، وإذا لم يوجد ما يكفي من مشاة البحرية لتزويد جميع سفن بالإمدادات، فستظهر تعقيدات شديدة في سلسلة الإمداد للبحرية التي تقف على شفا حرب عالمية.

ولفتت مجلة “نيوزويك” في 29 يوليو 2024، إلى أن “التجنيد النشط في الجيش والبحرية انخفض بنسبة 30-40% خلال الشهر الثاني من السنة المالية 2024 عن أهداف التجنيد”، لافتة إلى أن جميع فروع القوات المسلحة الأمريكية شهدت اتجاهًا قاتمًا نحو الانحدار في التجنيد على مدى العقد الماضي، وهذه مشكلات متجذّرة وتتفاقم.

مفترق طرق

أوضحت “ناشيونال إنترست” أن الولايات المتحدة تقف عند مفترق طرق استراتيجيًا، فلم يعد بوسعها أن تكون الشرطة العالمية الخارقة، رغم  أنّه ربما يكون هذا السيناريو أفضل بالنسبة إلى الأمريكيين في الأمد البعيد، ويتعيّن على البحرية إعطاء الأولوية لمنطقة المحيطي الهندي والهادئ، حتى على حساب أوروبا والشرق الأوسط.

وأضافت أن غالبية الشركاء التجاريين العشرة الأوائل لأمريكا موجودون في آسيا، ولذلك فإن منطقة المحيطين الهندي والهادئ هي العنصر الأكثر أهمية في السياسة الخارجية الأمريكية، إذ بنت الصين أقوى وأكبر جيش في المنطقة، وهي اليوم على استعداد لاكتساح القوة الأمريكية المتدهورة واستبدالها بما يعادل مجال الازدهار المشترك في الصين.

وأفادت بأن كل هذا التدهور والتراجع ناجم عن عدم قدرة الجيش الأمريكي على تنفيذ مجموعة متنوعة من المهام التي يأمر بها القادة الكسالى فكريًا من دون فهم حقيقي للوضع الاستراتيجي.

ربما يعجبك أيضا