الفضاء ساحة المعركة.. اليابان تعزز استعداداتها العسكرية

بـ2.2 مليار دولار.. اليابان تعزز دفاعاتها لمواجهة التهديدات الصينية

شروق صبري
الأسلحة-اليابانية

تسعى اليابان لتعزيز دفاعاتها بإنشاء شبكة أقمار صناعية بملياري دولار، كرد على تزايد التهديدات الصينية في منطقة المحيط الهادئ.


مع تصاعد التوترات الإقليمية وزيادة التهديدات من الصين وكوريا الشمالية، تجد اليابان نفسها مضطرة لتعزيز دفاعاتها بشكل كبير.

وذلك من خلال إنشاء شبكة أقمار صناعية متقدمة وتعزيز قدراتها الصاروخية والجوية، تسعى طوكيو إلى الحفاظ على سيادتها وتأمين مصالحها الاستراتيجية في منطقة المحيط الهادئ.

تصاعد التوترات بين اليابان والصين

في ظل تصاعد التوترات في منطقة المحيط الهادئ، أعلنت اليابان عن خطط لإنشاء شبكة متكاملة من الأقمار الصناعية، كجزء من ميزانية دفاعية تبلغ 8.5 تريليون ين، ما يعادل 59 مليار دولار، للسنة المالية التي تبدأ في أبريل 2025.

هذه الخطوة تأتي كرد فعل على الضغوط المتزايدة من الصين، التي شملت مؤخرًا انتهاكًا للأجواء اليابانية، بحسب صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية اليوم 30 يونيو 2024.

الرد الياباني على التوغل الصيني

شهدت الأشهر الأخيرة تصاعدًا في النشاط العسكري الصيني بالقرب من اليابان، وخاصة في الجزر الجنوبية الغربية التي تمتد من الجزر الرئيسية نحو تايوان.

في يوليو وأغسطس 2024، رصدت القوات اليابانية أسطولًا صينيًا بقيادة حاملة الطائرات شاندونغ، حيث شوهدت المقاتلات والمروحيات الصينية وهي تقلع وتهبط على متنها. وفي حادثة هي الأولى من نوعها، دخلت طائرة عسكرية صينية المجال الجوي الياباني فوق جزر دانجو، ما اعتبرته طوكيو انتهاكًا خطيرًا لسيادتها وتهديدًا لأمنها.

قاذفة صواريخ أرض-بحر من النوع 12 في معسكر للجيش الياباني في محافظة تشيبا، اليابان.

قاذفة صواريخ أرض-بحر من النوع 12 في معسكر للجيش الياباني في محافظة تشيبا، اليابان.

مشروع الأقمار الصناعية الدفاعية

كجزء من خطتها الدفاعية، تعتزم اليابان إطلاق شبكة من الأقمار الصناعية الصغيرة بهدف مراقبة السفن والمواقع العسكرية. يُتوقع أن يتم تشغيل هذه الشبكة بشكل كامل بحلول عام 2028، وتبلغ ميزانيتها المبدئية 2.2 مليار دولار.

وستعمل الأقمار الصناعية في مدار منخفض لتتبع الأهداف بشكل متزامن، مما يمنح اليابان قدرة مستقلة على استهداف التهديدات بدلاً من الاعتماد الكلي على المعلومات الاستخباراتية الأمريكية.

التعاون بين الحكومة والشركات

تعتزم وزارة الدفاع اليابانية التعاون مع الشركات الخاصة للاستثمار في مشروع الأقمار الصناعية وإدارته. ومن المتوقع أن يشمل المشروع إطلاق مئات الأقمار الصناعية لتوفير تتبع شبه فوري للأهداف المحتملة.

هذا التعاون يعكس توجه اليابان نحو تعزيز قدراتها الدفاعية باستخدام التكنولوجيا الحديثة، ويعكس أيضًا الحاجة المتزايدة إلى استجابة سريعة وفعالة للتهديدات المتزايدة من الصين وكوريا الشمالية.

تعزيز القدرات العسكرية

بالإضافة إلى مشروع الأقمار الصناعية، تسعى اليابان إلى تعزيز قدراتها العسكرية عبر إدخال صواريخ بعيدة المدى في الخدمة.

من المتوقع أن تبدأ اليابان في استلام 400 صاروخ كروز من طراز “توماهوك” أمريكية الصنع، إلى جانب نسخة محسّنة من صواريخ “تايب 12” المحلية الموجهة للسفن، مع مدى يصل إلى 600 ميل، ما يمكنها من ضرب أهداف في الأراضي الصينية أو الكورية الشمالية عند الضرورة.

وزارة الدفاع اليابانية

وزارة الدفاع اليابانية

تحول في الاستراتيجية الدفاعية

تشكل هذه الخطط جزءًا من تحول أوسع في استراتيجية اليابان الدفاعية، التي كانت تقتصر في السابق على الدفاع فقط بموجب دستور ما بعد الحرب العالمية الثانية.

وتحت قيادة رئيس الوزراء فوميو كيشيدا، أعلنت اليابان لأول مرة أنها ستهاجم أهدافًا على أراضٍ معادية إذا تعرضت للتهديد، مما يعكس موقفًا أكثر حزمًا في مواجهة التهديدات الإقليمية المتزايدة.

الاستعداد لعمليات عسكرية طويلة الأمد

لتنفيذ هذه الاستراتيجية الجديدة، خصصت اليابان 1.4 مليار دولار لشراء أربع طائرات “KC-46A” لتزويد الوقود في الجو، وتقديم الدعم اللوجستي للعمليات العسكرية طويلة الأمد في الجزر الجنوبية الغربية.

هذا الاستثمار يعكس التحول الجذري في استعداد اليابان لمواجهة التحديات العسكرية المستقبلية.

ربما يعجبك أيضا