«عملية جنين».. شهداء من حماس وتصعيد عسكري إسرائيلي مستمر

إسرائيل تستهدف قائد حماس في جنين

شروق صبري
جنود الاحتلال

تستمر العمليات العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية في تصعيد التوترات وتفاقم العنف، بينما تبقى عواقب الصراع في غزة وحالة التصعيد على الحدود اللبنانية تشكل عبئًا إضافيًا على الوضع الإقليمي.


نفذت القوات الإسرائيلية يوم 28 أغسطس 2024 أضخم عملية عسكرية في الضفة الغربية لهذا العام، ما أسفر عن استشهاد 16 شخصًا على الأقل، بينهم قائد رفيع المستوى بحركة حماس.

تأتي العملية في ظل تصاعد مستمر للعنف في الضفة الغربية، حيث يزداد التوترات بين الجيش الإسرائيلي والمستوطنين الإسرائيليين من جهة، والمقاتلين الفلسطينيين من جهة أخرى، منذ ما يقرب من 10 أشهر.

حصيلة القتلى

منذ هجوم 7 أكتوبر 2023، قُتل ما لا يقل عن 660 فلسطينيًا و15 إسرائيليًا في الضفة الغربية، وفقًا للأمم المتحدة، ورغم أن هذه الأرقام أقل بكثير من الخسائر البشرية في غزة، التي تجاوزت 40,000 قتيل، إلا أنها تُبرز حدة العنف المستمر في الضفة الغربية.

وأشار موقع “ڤوكس” الأمريكي اليوم 31 أغسطس 2024 إلى أن الغارات الأخيرة شملت مخيمات اللاجئين في طولكرم وجنين ومخيم الفارعة، حيث استهدفت قوات إسرائيلية من الجو والبر ما وصفتها بالبنية التحتية “الإرهابية”.

القتال في غزة وعلى حدود لبنان

تتزامن العمليات العسكرية في الضفة الغربية مع استمرار القتال بين القوات الإسرائيلية ومسلحي حماس في قطاع غزة، الذي اندلع قبل نحو 11 شهرًا، بحسب وكالة أنباء “رويترز” أمس 30 أغسطس 2024.

كما تتصاعد المواجهات مع تنظيم حزب الله المدعوم من إيران على الحدود بين إسرائيل ولبنان. وفي أول يومين من العملية في الضفة الغربية، قُتل ما لا يقل عن 17 فلسطينيًا، من بينهم قائد محلي لقوات الجهاد الإسلامي المدعومة من إيران في طولكرم.

تصعيد المواجهات

تشير التقارير الإسرائيلية إلى أن الغارات استهدفت قيادات في حركة الجهاد الإسلامي وحماس، من بينهم محمد جابر ووسيم حازم، اللذان تم اتهامهما بالتخطيط لهجمات داخل الضفة الغربية.

ويعتقد أن تصاعد العمليات الانتحارية كان دافعًا لهذه العملية، حيث دعت قيادات حماس إلى تكثيف الهجمات ضد إسرائيل. يرى محللون أن الضفة الغربية، نظرًا لكونها ليست منطقة حرب مباشرة مثل غزة، تعتبر مصدرًا أكثر احتمالًا لتنفيذ هذه العمليات.

جنود إسرائيليون يقومون بعملية خلال مداهمة في مخيم نور شمس للاجئين الفلسطينيين بالقرب من مدينة طولكرم في الضفة الغربية

جنود إسرائيليون يقومون بعملية خلال مداهمة في مخيم نور شمس للاجئين الفلسطينيين بالقرب من مدينة طولكرم في الضفة الغربية

ردود الفعل الدولية والتحذيرات

أعربت الحكومة البريطانية عن “قلقها العميق” تجاه العملية العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية، مشيرةً إلى الحاجة الملحة لتهدئة الوضع.

وقالت وزارة الخارجية البريطانية في بيان لها: “نعترف بحاجة إسرائيل للدفاع عن نفسها ضد التهديدات الأمنية، ولكننا نشعر بقلق عميق من الأساليب التي استخدمتها إسرائيل والتقارير عن وقوع إصابات بين المدنيين وتدمير البنية التحتية المدنية.”

الضفة الغربية ودوامة العنف

شهدت الضفة الغربية على مدى العقود تصاعدًا مستمرًا في العنف، ويرجع ذلك جزئيًا إلى توسع المستوطنات الإسرائيلية في أراضي يُفترض أنها تحت سيطرة السلطة الفلسطينية وفق اتفاقيات أوسلو 1993.

ومع تزايد هجمات المستوطنين ضد الفلسطينيين، يجد المزيد من الفلسطينيين أنفسهم مضطرين لحمل السلاح للدفاع عن أنفسهم وأراضيهم. كما أن العمليات العسكرية الإسرائيلية زادت من حدة الموقف، مما أدى إلى تفاقم الصراع وتزايد العنف.

التداعيات القانونية والدولية

تعتبر غزة، والقدس، والضفة الغربية أراضٍ محتلة بموجب القانون الدولي، مما يلزم إسرائيل بحماية سكانها. ومع ذلك، ترفض إسرائيل اعتبار نفسها قوة احتلال، على الرغم من حكم محكمة العدل الدولية الأخير الذي أكد احتلال إسرائيل لهذه الأراضي وأمرها بإنهاء هذا الاحتلال فورًا.

ورغم صدور الحكم، لم تعطِ الدول الحليفة لإسرائيل، بما في ذلك الولايات المتحدة، أي إشارة على نيتها فرض تنفيذ هذا القرار. مع استمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية وتزايد هجمات المستوطنين والعمليات العسكرية، تظل الضفة الغربية في دائرة من العنف المستمر، دون أفق واضح لنهاية الصراع.

ربما يعجبك أيضا