توازن القوى يتغير.. تداعيات الغارات الإسرائيلية على حزب الله

«استهداف متبادل» تصعيد القتال بين إسرائيل وحزب الله يتفاقم

شروق صبري
اندلاع الصراع بين حزب الله وإسرائيل

تصاعدت الاشتباكات بين إسرائيل وحزب الله، مع استهداف متبادل وزيادة حدة الضغوط العسكرية، مما يهدد باندلاع حرب أوسع.


عزز كلًا من إسرائيل وحزب الله هجماتهما عبر الحدود ليلة الأحد، مما أدى إلى تدهور سريع للوضع وأقرب إلى الحرب كما لم يحدث منذ بدء النزاع قبل عام تقريبًا.

وأعلن حزب الله أنه استهدف أنظمة “رافائيل” الدفاعية الإسرائيلية، التي تُعتبر من مطوري نظام “القبة الحديدية”، كجزء من رده الأولي على تفجير آلاف من أجهزة اتصالاته.

رد حزب الله

كما أعلن حزب الله استهداف قاعدة “رامات ديفيد” الجوية الإسرائيلية بالقرب من حيفا بصواريخ سورية الصنع، ورغم عدم تأكيد الجيش الإسرائيلي للأهداف المستهدفة، أشار إلى أن حزب الله قد نفذ ضربات أعمق من المعتاد في الأراضي الإسرائيلية.

وأفادت القوات الإسرائيلية بأن حوالي 115 مقذوفًا أُطلق من لبنان نحو إسرائيل صباح الأحد 22 سبتمبر، مع تحقيق حزب الله لثلاث إصابات مباشرة في المجتمعات الإسرائيلية، بما في ذلك ضربتان على مبان سكنية في كريات بياليك، حسب ما “نشرت وول ستريت جورنال”، الأحد 22 سبتمبر 2024.

أكد ناداف شوشاني، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، اليوم الأحد أن “هذه وضعية لا تُحتمل، وإسرائيل ملتزمة بالتحرك لتغيير هذه الحقيقة”.

تصاعد التوترات

تأتي هذه التصعيدات بعد أسبوع من توتر العلاقات بين إسرائيل وحزب الله، مما أثار مخاوف الولايات المتحدة من احتمالية سحب الأطراف المنطقة إلى حرب أوسع. بدأ حزب الله النزاع الحالي في 8 أكتوبر 2023 كدليل دعم لحركة حماس بعد هجومها على إسرائيل.

في الأسبوع الماضي، غيّرت إسرائيل استراتيجيتها وزادت من حدة ضرباتها ضد حزب الله، مما أدى إلى إجبار المدنيين على مغادرة منازلهم. استهدفت الغارة الأخيرة في بيروت 16 من أعضاء حزب الله البارزين، مما أدى إلى سقوط مدنيين أيضًا، حسب ما نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، السبت 21 سبتمبر 2024.

اغتيال قادة حزب الله

لم يكن الهجوم الإسرائيلي الأخير على جنوب بيروت مجرد عملية استهداف لاغتيال قادة حزب الله، بل كان يهدف إلى إضعاف قدراته العسكرية بشكل عام، ورغم احتفاظ حزب الله بترسانة عسكرية كبيرة، فإن قدرته على استخدامها بفعالية تراجعت نتيجة للعمليات الإسرائيلية المكثفة.

تمكنت إسرائيل من تحديد وقتل قادة عسكريين بارزين لحزب الله خلال اجتماعات سرية قرب بيروت، وفي الوقت نفسه، شلّت قدرات المقاتلين العاديين للحزب عبر تفجير أجهزة الاتصال الخاصة بهم عن بُعد، حتى الآن، اقتصر رد حزب الله على الدعوات للثأر وإطلاق صواريخ متفرقة نحو شمال إسرائيل، حيث إن مقتل القائد العسكري إبراهيم عقيل وعدد من القادة الآخرين قد أدى إلى فوضى داخل الحزب.

تغيّر موازين الردع

بعد حرب 2006 بين الطرفين، التي انتهت بشكل غير حاسم، بدا أن إسرائيل وحزب الله يستعدان لجولة جديدة من المواجهة، لكن القيادة الإسرائيلية قررت في الأسبوع الماضي تجاوز المعادلة التقليدية وفتح خطوط جديدة من الاشتباك.

وأعلن وزير الدفاع الإسرائيلي أن العمليات العسكرية ستستمر حتى يتمكن النازحون من العودة إلى منازلهم، مما يشير إلى احتمال توسيع نطاق العمليات لتشمل هجومًا بريًا، في المقابل، أشار حزب الله إلى استعداده لأي مواجهة برية محتملة، مشددًا على أنه يمتلك ميزات كبيرة في القتال على الأرض اللبنانية.

ربما يعجبك أيضا