مهمة بزشكيان في نيويورك.. تحسين صورة إيران لإحراج إسرائيل

وسط الدخان والنار.. الرئيس الإيراني يركز على أولوية الحوار

يوسف بنده

"إسرائيل تقرع طبول التوتر حتى لا تتمكن الحكومة الجديدة في إيران من حل تحدياتها في مجال العلاقات الدولية لحل القضايا الاقتصادية."


دلت زيارة الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، إلى نيويورك، للمشاركة في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، على تأكيد إيران على الحوار مع الغرب.

فقد صرح الرئيس الإصلاحي فور وصوله مطار كنيدي، فجر اليوم الاثنين 23 سبتمبر 2024، بأن رسالة بلاده للعالم هي الأمن والسلام من أجل تحقيق شعار العام لمنظمة الامم المتحدة المبني على السلام والمستقبل المقترن بالتنمية لكل الشعوب.

وسط الدخان والنار

تركز إيران على تحسين صورتها أمام العالم، لذلك تستفيد من الانتهاكات الإسرائيلية في لبنان التي طالت سفيرها في بيروت، لتثبت للعالم التزامها بالمقررات الدولية، من خلال لجوئها إلى مجلس الأمن والأمم المتحدة لحصر المشكلة في إسرائيل وأنها السبب في كل ما يحدث في منطقة الشرق الأوسط.

وتأتي كلمات الرئيس الإيراني حول السلام وسط الدخان والنار الذي يعصف بالمنطقة في البحر الأحمر وعند جنوب لبنان وفي غزة، وذلك بهدف إخراج إيران من صورة الدولة المارقة إلى صورة الدولة الداعمة للسلام، خاصة أن انتقال الحرب إلى لبنان واستهداف مناطق أوسع من دائرة حزب الله اللبناني، يضع إسرائيل في زمة مع دول وصاية على لبنان مثل فرنسا.

ولذلك، من المتوقع أن يركز الرئيس الإيراني خلال خطابه أمام الجمعية العامة غدًا الثلاثاء 24 سبتمبر 2024، على أولوية تحمل الأمم المتحدة مسؤوليتها تجاه السلام، وكذلك إظهار أن إيران في الداخل صورة مخالفة لما يعرضه الإعلام الأجنبي حول إيران وطبيعة شعبها، والهدف هو إظهار أن إيران جزء من صناعة السلام وليس العداء مع العالم.

وصول بزشكيان إلى نيويورك

وصول بزشكيان إلى نيويورك

حشر إسرائيل في الزاوية

ويسعى الرئيس الإيراني إلى حشر إسرائيل بالزاوية وذلك بالابتعاد عن أية تصريحات ثورية والتأكيد على الالتزام بالمقررات الدولية.

فحسب منصة نور نيوز، أمس الأحد 22 سبتمبر، قال بزشكيان، قبل سفره إلى نيويورك: “آمل أن نتمكن خلال هذه الزيارة من أن نكون صوت شعبنا في الأمم المتحدة”.

وأضاف: “الأمم المتحدة من أهم المنظمات والإنجازات العظيمة للإنسانية، إنها المكان الذي يحضره جميع رؤساء العالم من أجل السلام والطمأنينة والحفاظ على الأرض وحل النزاعات الدولية”.

وأكد: “الأمم المتحدة هي المكان الذي، إذا قام بعمله بشكل صحيح، لم يكن تبفى دولة يمكنها قصف دول أخرى بسبب قوتها وتقنياتها وعلمها ولا يمكنها قتل الناس والنساء والأطفال وهدم المستشفيات والبيوت”.

بزشكيان قبل رحلته

وصول بزشكيان إلى نيويورك

أولوية الحوار

في ظل حكومة بزشكيان الإصلاحية، تركز طهران على أولوية الحوار مع الغرب، لهدف دعم اقتصادها وتخفيف وطأة العقوبات الغربية التي عادت منذ انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من الاتفاق النووي عام 2018م.

لذلك لا تنشغل طهران بالانتقام من إسرائيل، خاصة أن الولايات المتحدة الأمريكية مقبلة على انتخابات رئاسية في نوفمبر المقبل، وتريد حكومة بزشكيان فتح حوار مع الإدارة الجديدة بهدف الخروج من العزلة الاقتصادية.

ويشير تقرير تحليلي لصحيفة آرمان ملي، اليوم الاثنين 23 سبتمبر، إلى أنه في رأي بعض المحللين، أن إسرائيل في الأساس هي التي خلقت الأحداث الجارية في الشرق الأوسط وتقرع طبول التوتر حتى لا تتمكن الحكومة الجديدة في طهران من حل تحدياتها في مجال العلاقات الدولية بأدبيات دعاة السلام، لأنه من وجهة نظر تل أبيب، فإن وجود إيران المحاصرة في إطار العقوبات هو أكثر قيمة من إيران التي تمكنت من إلغاء عقوباتها والمضي نحو أن تصبح أقوى على الساحة الاقتصادية.

ربما يعجبك أيضا