لماذا تخوض إسرائيل مغامرة محفوفة بالمخاطر في لبنان؟

ما هو موقف اللبنانيين من الحرب بين حزب الله وإسرائيل؟

بسام عباس
العدوان الإسرائيلية على لبنان

أسفرت الغارات الإسرائيلية على لبنان عن مقتل أكثر من 500 شخص، في الوقت الذي تصعد فيه إسرائيل حملتها ضد حزب الله، مع تزايد المخاوف من اندلاع حرب إقليمية أوسع نطاقًا، وتتزايد معها معاناة الشعب اللبناني تحت وطأة الهجمات الإسرائيلية.

وقد يتردد صدى الصراع المتنامي أيضًا في حرب مدمرة اندلعت في 2006، حين خاضت إسرائيل حربًا في لبنان ضد حزب الله، أسفرت عن مقتل نحو 1200 شخص وإصابة أكثر من 4400 آخرين، وإجبار نحو 900 ألف شخص على الفرار من منازلهم.

فرصة لحرب أكبر

منذ 7 أكتوبر 2023، تبادلت إسرائيل وحزب الله إطلاق النار عبر الحدود الإسرائيلية اللبنانية، التي أصبحت مركزًا محتملاً لاندلاع حرب إقليمية أكبر، ونجم عن ذلك نزوح عشرات الآلاف من الجانبين. وتصاعدت هذه المواجهة بشكل حاد في الأشهر الأخيرة مع اغتيالات رفيعة المستوى، وانفجارات أجهزة النداء واللاسلكي، وهذه الجولة الأخيرة من الضربات.

وقالت الباحثة في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، حنين غدار، في تحليل نشرته مجلة فورين بوليسي 23 سبتمبر 2024، إن حزب الله نقل فعليًا المنطقة العازلة بينه وبين إسرائيل إلى أراضي الأخيرة، لافتة إلى أن إسرائيل قد تعتقد أن نجاحاتها ضد حزب الله توفر فرصة لحرب أكبر، بينما ينبغي على حزب الله اتخاذ خيارات صعبة بشأن كيفية الرد.

استفزاز حزب الله

أوضح الباحث في معهد الشرق الأوسط، بول شام، إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يخاطر باحتمال اندلاع حرب برية كارثية أكبر حجمًا من أجل تأمين منطقة الحدود الإسرائيلية، مشيرًا إلى أن بعض المحللين “فسروا تصرفات إسرائيل على أنها مقصودة عمدًا لاستفزاز حزب الله إلى حرب شاملة، من المؤكد أن “تفوز بها” إسرائيل.

ويتفق نيك باتون والش، من شبكة سي إن إن، على أن المخاطر كثيرة، حيث قال إن حكومة إسرائيل “ربما تكون قد حسبت أن زعيم حزب الله، حسن نصر الله، أصبح محاصرًا، ما يضطره إلى شن هجوم صاروخي مستمر على المدن الإسرائيلية، ما يعطي نتنياهو مبررًا غير مقنع بأن حزب الله بدأ الحرب.

على المحك

مع تشريد الإسرائيليين بسبب هجمات حزب الله منذ 8 أكتوبر، أصبحت الضربات الإسرائيلية تهدد سكان جنوب لبنان، وفي 22 يوليو 2024، أشار ديكستر فيلكينز، في مجلة نيويوركر، إلى قرية مسيحية لبنانية عالقة بين نيران الصواريخ الإسرائيلية وحزب الله، متسائلًا عما إذا كان الطرفان سوف يندفعان إلى حرب شاملة.

وقد عانى لبنان من مشاكل لعقود من الزمن، من حرب أهلية استمرت من 1975 إلى 1990، وغزو إسرائيلي في 1982، وحرب إسرائيل وحزب الله في 2006، والانفجار المدمر في ميناء بيروت في 2020، والانهيار الاقتصادي والسياسي الذي رافقه، وينضم الصراع الحالي بين حزب الله وإسرائيل إلى هذه القائمة.

أزمة اللبنانيين

وصف إيمانويل حداد، في صحيفة لوموند ديبلوماتيك الشهر الماضي، محنة النازحين من جنوب لبنان بسبب الضربات الإسرائيلية وحزب الله، موضحًا أن الكثير من اللبنانيين يخشون أن تؤدي الحرب المفتوحة مع إسرائيل إلى انهيار بلد منهار بالفعل منذ عام 2019 بسبب الأزمات المالية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية المتشابكة.

وأضاف أن حزب الله شن الحرب دون مراعاة حالة البلاد، التي شهدت منذ أكتوبر 2019 تضخمًا تراكميًا بلغ 5000%، وخسرت أكثر من نصف ناتجها المحلي الإجمالي، وتعيش مؤسساتها أزمة دائمة، وأنه ليس أمام اللبنانيين أنفسهم خيار سوى التكيف مع الفكاهة السوداء والمهدئات والاستراتيجيات الموروثة من الحروب الماضية.

ربما يعجبك أيضا