شبح شينزو آبي يخيم على انتخابات الحزب الديمقراطي الياباني

هل يمكن تجاوز إرث شيزو آبي وتغيير السياسة الخارجية اليابانية؟

بسام عباس
الحزب الليبرالي الديمقراطي الياباني

تجري اليوم الجمعة 27 سبتمبر 2024، انتخابات الحزب الليبرالي الديمقراطي الياباني لاختيار رئيسه ورئيس وزراء اليابان القادم، وتُظهر استطلاعات الرأي تقدم شيجيرو إيشيبا بـ3 نقاط على ساناي تاكايتشي، و17 نقطة أمام شينجيرو كويزومي.

والسؤال المطروح الآن: هل سيختلف الزعيم القادم عن أسلافه في السياسة الخارجية وغيرها من القضايا؟ حيث أظهرت المناظرات بين المرشحين أن أي زعيم ياباني سوف يضع سياساته الرئيسة في إطار يتفق مع سياسة شينزو آبي التي مزجت بين التوازن الخارجي والداخلي.

لا يوجد منافس

أوضح الباحث في جامعة ماكواري بأستراليا، ريوسوكي هانادا أن هناك إجماع قوي بين السياسيين اليابانيين بشأن تعزيز التحالف بين الولايات المتحدة واليابان، وتوسيع وتعزيز الشراكات الأمنية مع الدول ذات التفكير المماثل، وإشراك الجنوب العالمي وتعزيز منطقة المحيطين الهندي والهادئ الحرة والمفتوحة والقائمة على القواعد.

وأضاف، في تقرير نشره موقع “منتدى شرق آسيا”، الخميس 26 سبتمبر 2024، أنه لا يوجد منافسون جادون لقيادة الحزب الليبرالي الديمقراطي يتحدون إصلاحات السياسة الأمنية لإدارة شينزو آبي. لافتًا إلى أن إصلاحات “فوميو كيشيدا”، مثل زيادة ميزانية الدفاع، وتجديد الصناعات الدفاعية وإدخال صادرات الأسلحة، والمساعدة الأمنية الرسمية، وتدابير الأمن الاقتصادي، ستنتقل إلى الحكومة المقبلة.

العلاقة مع أمريكا

قال الكاتب إن شيجيرو إيشيبا قدم فكرة اتفاقية أمنية متعددة الأطراف لخلق كيان آسيويًّ موازٍ لحلف الناتو، وإصلاح اتفاقية وضع القوات الأمريكية اليابانية، ورغم أن بعض المراقبين سارعوا إلى وصف إيشيبا بـ”ديجول اليابان” بسبب هذه الأفكار، التي تتطلب تعديل الدستور، فإن فكرة حلف الناتو الآسيوي لم تجتذب سوى عدد قليل من المؤيدين في طوكيو وواشنطن.

وأوضح أن هذه الفكرة أكثر قابلية للتطبيق على المدى الطويل، لكنها في نهاية المطاف بمثابة وعاء من الذهب، ويقف إيشيبا على النقيض من وزيرة الأمن الاقتصادي ساناي تاكايتشي، التي تلتزم برؤية أكثر واقعية تحافظ على انخراط الولايات المتحدة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ الحرة والمفتوحة.

رئيس الوزراء الياباني الراحل شينزو آبي

العلاقة مع الصين

من بين القضايا المهمة الأخرى التي ستواجه رئيس الوزراء الياباني القادم في السياسة الخارجية، العلاقة مع الصين، فخلال السباق الانتخابي للحزب الليبرالي الديمقراطي، تصاعدت التوترات بين اليابان والصين، وأشار كبير الدبلوماسيين الصينيين في طوكيو إلى أن اليابان سوف “تنجر إلى النار” إذا أيدت استقلال تايوان، بينما تواصل الصين انتهاك الأراضي اليابانية بشأن جزر سينكاكو.

ويربط البعض بين العلاقات الباردة بين اليابان والصين وإرث السياسة الخارجية لآبي، ولكن آبي كان زعيمًا براجماتيًا سعى إلى استقرار العلاقات الثنائية من خلال الموازنة بين الردع والمشاركة، ومن المرجح أن تسعى اليابان في عهد رئيس وزرائها القادم إلى ردع التوسع البحري الصيني مع الحفاظ على قنوات الاتصال المفتوحة مع بكين.

من جانبه، يدعم المرشح ووزير الإصلاح الإداري الياباني، تارو كونو، الردع الجماعي ضد الصين، لافتًا إلى أن زيادة الإنفاق الدفاعي الياباني وحده لن يردع التوسع العسكري الصيني، وأن العقوبات الاقتصادية قد تكون ضرورية، وكان قراره في الماضي بإلغاء نظام الدفاع الصاروخي الأمريكي “إيجيس آشور”، سببًا في إثارة تساؤلات بشأن صحة مقترحاته الأخرى في حملته الانتخابية.

شبح آبي

قال الكاتب إن مواقف مرشحي الحزب الليبرالي الديمقراطي ليست ثابتة، وربما يدعو أحدهم إلى مزيد من البراجماتية أو يغير مواقفه بالكامل، ورغم أن زعيم الحزب القادم سوف يواجه قيودًا داخلية وموارد من المرجح أن تمنعه ​​من تحقيق أهدافه المعلنة بالكامل، إلا أن شبح آبي المثالي سوف يلوح في الأفق فوق خياراتهم السياسية.

وأضاف أن بعض المرشحين يقترحون أفكارًا جديدة، ولكن الطيف السياسي سيظل إلى حد كبير ضمن الإطار البراجماتي الذي تبناه شينزو آبي، لافتًا إلى أن الانتخابات ستكشف أن إرثه سوف يستمر في تشكيل المشهد السياسي في اليابان في المستقبل المنظور.

ربما يعجبك أيضا