هل وافقت إسرائيل على المبادرة الأمريكية لوقف إطلاق النار؟

يواصل رئيسا وزراء بريطانيا وفرنسا ممارسة ضغوط كبيرة على كل من إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية لبدء وقف إطلاق النار مع حزب الله اللبناني، والتوصل إلى تسوية سياسية تعيد الهدوء إلى منطقة الشرق الأوسط.

وصدر بيان عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي خلال الليل، أكد استمرار المناقشات بشأن هذه المبادرة في الأيام القادمة، وأشادت الحكومة الإسرائيلية بجهود الولايات المتحدة لتهدئة الوضع.

إسرائيل تنفي المبادرة الأمريكية

نشر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بيانًا بالإنجليزية أشار فيه إلى تقارير غير دقيقة عن المبادرة الأمريكية لوقف إطلاق النار، حسب ما نشر موقع “كيكار شبات” الإسرائيلي، اليوم الأحد 27 سبتمبر 2024.

وأشار البيان إلى أن الولايات المتحدة تشاركت مع إسرائيل نيتها اقتراح وقف إطلاق النار بالتعاون مع شركاء دوليين وإقليميين آخرين بهدف تمكين المواطنين على الحدود الشمالية من العودة إلى منازلهم بأمان.

رد واشنطن على تصريحات نتنياهو

علق المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، جون كيربي، على تصريحات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عن المبادرة الأمريكية لوقف إطلاق النار لمدة 21 يومًا بين إسرائيل ولبنان، وأكد كيربي أن الولايات المتحدة بذلت جهودًا كبيرة في هذا الإعلان بالتنسيق مع المسؤولين اللبنانيين والإسرائيليين، وأن هناك توقعات بموقف إيجابي من إسرائيل.

في الوقت نفسه، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال زيارته لكندا أن الولايات المتحدة يجب أن تزيد من ضغوطها على نتنياهو للموافقة على وقف إطلاق النار لمدة 21 يومًا. وأضاف أن إسرائيل لا يمكنها الهجوم على لبنان في الوقت الحالي، واصفًا ذلك بالخطأ الكبير، كما دعا رئيس وزراء بريطانيا، كير ستارمر، إلى وقف إطلاق النار والعمل مع الجهات الدولية لتحقيق هذا الهدف، مشيرًا إلى استمرار إيران في توسيع نشاطها النووي بدون رقابة.

مبادرة وقف إطلاق النار

كان قد تقدم الرئيس الأمريكي جو بايدن والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يوم الأربعاء 25 سبتمبر 2024 بمبادرة لوقف إطلاق النار لمدة 21 يومًا في محاولة أخيرة لمنع تصاعد الأعمال العدائية بين إسرائيل وحزب الله إلى حرب شاملة. وقد تم تنسيق هذه الدعوة مع إسرائيل، وفقًا لمسؤولين أمريكيين.

ورغم التوقعات بأن يأخذ نتنياهو موقفًا إيجابيًا عند وصوله إلى نيويورك، أكد في تصريحاته بعد وصوله أنه سيواصل الضربات ضد حزب الله ولن يتوقف حتى تحقيق أهداف إسرائيل، وخاصة ضمان عودة السكان الشماليين إلى منازلهم بأمان. وفق ما نشرت “فاينانشال تايمز” البريطانية، اليوم الجمعة 27 سبتمبر 2024.

تصاعد العمليات العسكرية

تواصل إسرائيل تنفيذ عمليات عسكرية مكثفة ضد حزب الله، بما في ذلك اغتيال عدد من قادته مثل قائد العمليات الجوية محمد صرور، إلى جانب حملة قصف مكثفة أسفرت عن مقتل أكثر من 600 شخص وتشريد 90 ألفًا آخرين. كما تم الإعلان عن إطلاق حزب الله 10 صواريخ باتجاه ميناء حيفا.

تأمل الولايات المتحدة أن تساهم الهدنة في توفير وقت للتفاوض على وقف إطلاق نار طويل الأمد بين إسرائيل وحزب الله، وكذلك الضغط على إسرائيل وحركة حماس للتوصل إلى اتفاق تبادل أسرى.

بنيامين نتنياهو

التصعيد الأخير

وفق ما ورد في صحيفة “معاريف” الإسرائيلية اليوم، يأتي ذلك في ظل التصعيد الأخير في بيروت واغتيال محتمل لقائد وحدة الطائرات المسيّرة في حزب الله، وفي هذا السياق، أصدرت دول الإمارات، الولايات المتحدة، السعودية، قطر، أستراليا، كندا، الاتحاد الأوروبي، فرنسا، ألمانيا، إيطاليا، اليابان وبريطانيا بيانًا مشتركًا عن الوضع الأمني بين لبنان وإسرائيل، دعت فيه إلى وقف إطلاق نار فوري لمدة 21 يومًا.

أكدت الدول الموقعة استعدادها لبذل كل الجهود لمنع نشوب حرب شاملة وللعمل على تحقيق وقف إطلاق النار، ومنذ لحظة التوقيع، سيبدأ وقف إطلاق النار فورًا بهدف إفساح المجال لحل دبلوماسي شامل يعتمد على قرار الأمم المتحدة رقم 1701.

حل دبلوماسي

بدوره، كتب السفير الأمريكي في إسرائيل جاك لو على تويتر: “أمس دعت 12 دولة إلى وقف إطلاق نار فوري لمدة 21 يومًا في لبنان”.

وأضاف “هذه هي الطريقة الأفضل لتحقيق حل دبلوماسي يضمن عودة المواطنين على جانبي الحدود إلى منازلهم بأمان إذ يجب تغيير الأوضاع في شمال إسرائيل وجنوب لبنان لضمان عودة السكان”.

رد فعل سكان الشمال

بعد التقارير التي وردت يوم 25 سبتمبر عن محادثات لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، أعرب سكان الشمال الذين تم إجلاؤهم من منازلهم منذ أشهر طويلة عن غضبهم، وقالوا: “وقف إطلاق النار سيكون وصمة عار على الحكومة، وإضرارًا بسكان خط المواجهة الشمالي الذين يعانون منذ ما يقرب من عام”، وفق ما نشر موقع واللا الإسرائيلي أمس.

فيما ذكر مسؤولون كبار في الحكومة الأمريكية أن وقف إطلاق النار قد يدخل حيز التنفيذ في الساعات القليلة المقبلة.