بعد اغتيال نصر الله.. هل غيرت إسرائيل ميزان القوى؟

إسرائيل تدرس القضاء على حزب الله بعملية برية

أحمد عبد الحفيظ
الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله

جاء اغتيال حسن نصر الله، أمين عام حز الله اللبناني، في لحظة حاسمة، قبل أيام من الذكرى السنوية الأولى لهجمات حماس في السابع من أكتوبر على إسرائيل.

وتأمل الحكومة الإسرائيلية أن تكون هذه الضربة قد مكنتها من استعادة زمام المبادرة في صراعها الإقليمي، خاصة مع إضعاف حزب الله بقطع رأس القيادة، في المقابل، تدعو الولايات المتحدة إسرائيل إلى ضبط النفس وعدم تصعيد الموقف، لكن في أعين العديد من صناع القرار الإسرائيليين، يبدو الوضع الراهن فرصة لا يمكن تجاهلها لتحقيق ضربة استراتيجية ليس فقط ضد حزب الله، بل ضد إيران ومحور المقاومة بأكمله.

فرصة لتغيير ميزان القوى

حسب صحيفة “فاينشال تايمز” في تقرير لها نشر اليوم الأحد 29 سبتمبر 2024، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وصف اغتيال نصر الله بأنه لحظة قد تتيح لإسرائيل فرصة “لتغيير ميزان القوى في المنطقة لسنوات قادمة”، إذا نجحت إسرائيل في توجيه ضربة قاضية لمحور المقاومة، الذي يشمل حماس والميليشيات العراقية والسورية والحوثيين في اليمن.

وداخل إسرائيل هناك أصوات تنادي باستغلال الفرصة وتوجيه ضربة تقضي على حزب الله تماما وتبعده عن المشهد السياسي والعسكري.

استعادة الكبرياء الوطني

من منظور إسرائيلي، فإن إعادة ترتيب ميزان القوى الإقليمي يمثل فرصة لاستعادة الكبرياء الوطني الذي تضرر بعد هجمات السابع من أكتوبر. كانت تلك الهجمات إهانة لأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية التي طالما اعتبرت متفوقة على خصومها.

ورغم الحملة العسكرية ضد غزة، فشلت إسرائيل في تحرير جميع رهائنها وتلقت انتقادات دولية بسبب عدد القتلى المدنيين، مما وضع سمعتها في مأزق أمام المجتمع الدولي. حتى الآن، تواجه إسرائيل اتهامات بالإبادة الجماعية أمام محكمة العدل الدولية.

نجاح الهجمات ضد حزب الله

الهجمات الإسرائيلية الأخيرة ضد حزب الله، بدءًا من استخدام أجهزة التفجير لاستهداف مقاتليه، كانت محاولة لاستعادة هيبة الاستخبارات الإسرائيلية ورفع معنويات الشعب الإسرائيلي، حزب الله، الذي بات مكروها لدى العديد من اللبنانيين وبعض الأطراف في العالم العربي، جعل إدانة إسرائيل أكثر تعقيدا هذه المرة.

نجاح هذه الضربات قد يضع إيران في موقف صعب لم تشهده منذ عقود، حيث أن وجود حزب الله كقوة مسلحة مدعومة من إيران كان دائمًا عنصرًا حاسمًا في استراتيجيتها الردعية ضد إسرائيل.

إيران في مواجهة المعضلة

مع تراجع حزب الله، تجد إيران نفسها أمام معضلة كبيرة، إذا وقفت متفرجة على تدهور موقف حليفها، قد تفتح الباب أمام هجمات إسرائيلية أوسع نطاقًا، وربما تشمل ضربات على منشآتها النووية التي لطالما كانت تحت تهديد.

في المقابل، إذا قررت التدخل بشكل مباشر في الحرب، فإنها تخاطر بتوريط نفسها في صراع مع إسرائيل قد يهدد بقاء نظامها، خاصة إذا تم جر الولايات المتحدة إلى المعركة، ورغم تحفظ واشنطن على الانخراط في حروب جديدة في الشرق الأوسط، فإن التزامها بالدفاع عن إسرائيل قد يدفعها إلى التدخل في حال تصاعد الصراع.

مخاطر كبيرة رغم الفرص

في نظر بعض مؤيدي إسرائيل، يبدو أن هذه اللحظة تشبه حرب الأيام الستة في عام 1967 التي غيرت مسار الصراع في الشرق الأوسط بشكل جذري. ومع ذلك، فإن المخاطر التي تواجهها إسرائيل اليوم هائلة.

فرغم أن حزب الله يبدو مترنحًا، إلا أنه لا يزال يمتلك ترسانة من الصواريخ القادرة على ضرب المدن الإسرائيلية بشكل متكرر، وإذا ما نفذت إسرائيل تهديداتها بغزو بري للبنان، فقد تجد نفسها في مواجهة مقاومة شرسة وتدخل في صراع طويل ومعقد، يحمل في طياته الكثير من التحديات.

ربما يعجبك أيضا