تحول خطير في الصراع.. كيف اخترقت إسرائيل حزب الله؟

محمد النحاس

تنامي قوة حزب الله واتساع نطاق انتشار عناصره، بما في ذلك نشر مقاتليه في سوريا عام 2012، أتاح لإسرائيل فرصة دراسة الحزب وهيكل قياداته


على مدار سنوات الصراع طويل الأمد بين إسرائيل وحزب الله، سعت تل أبيب لاغتيال زعيم حزب الله الراحل حسن نصر الله ثلاث مرات.

وباءت هذه المحاولات بالفشل؛ ففي المرة الأولى في حرب 2006 غادر نصر الله الموقع المستهدف قبل الهجوم، بينما لم تتمكن الضربات الأخرى من اختراق التحصينات الخرسانية المحصنة في مخبأه ولكن، في الجمعة 27 سبتمبر 2024، استطاعت القوات الإسرائيلية اغتياله.

قوة تدمير هائلة

نجحت القوات الإسرائيلية في تعقب نصر الله الذي كان في مخبأ عميق تحت جنوب بيروت، وقامت بإلقاء ما يصل إلى 80 طنًا من القذائف لضمان مقتله، وفقًا لما ذكرته وسائل الإعلام الإسرائيلية.

وخلفت الضربة دمارًا واسعًا، حيث تم تدمير 6 مبانٍ سكنية على الأقل. وفي تصريحاته، قال طيار طائرة F-15i، التي نفذت الهجوم، “سنصل إلى الجميع، في كل مكان” حسب ما نقلت صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية.

تحوّل خطير

على الرغم من ثقة المؤسسة العسكرية والأمنية الإسرائيلية، فإن هناك حقيقة غير مريحة تبرز من خلف هذا الانتصار، أن إسرائيل لم تحقق تقدمًا حقيقيًا في الصراع مع حزب الله إلا مؤخرًا.

ووفقًا لمصادر رسمية، كان العمود الفقري لهذا التغيير هو التحسن الكبير في جودة المعلومات الاستخباراتية التي حصلت عليها إسرائيل خلال الشهرين الماضيين، بدءًا من اغتيال فؤاد شكر، أحد المقربين من نصر الله، في 30 يوليو.

إسرائيل والجهد الاستخباري

أفاد مسؤولون حاليون وسابقون بأن هناك إعادة توجيه شاملة للجهود الاستخباراتية الإسرائيلية تجاه حزب الله بعد الفشل المفاجئ الذي واجهته القوات الإسرائيلية في عام 2006.

وعلى مدار العقدين الماضيين، قامت وحدة الاستخبارات المعروفة باسم وحدة 8200، بجمع كميات ضخمة من البيانات لرسم صورة دقيقة عن حزب الله، الذي أصبح أكثر قوة ونفوذًا في المنطقة.

تسعى إسرائيل إلى توسيع فهمها لحزب الله، حيث اعتبرت الاستخبارات الإسرائيلية الحزب “جيش إرهابي” بدلًا من مجرد مجموعة إرهابية، ما أدى إلى دراسة تحركاته ونشاطاته بشكل أكثر شمولية.

انكشاف الحزب في سوريا

كما أن تنامي قوة حزب الله واتساع نطاق انتشار عناصره، بما في ذلك نشر مقاتليه في سوريا عام 2012، أتاح لإسرائيل فرصة دراسة الحزب وهيكل قياداته.

وعلاوة على ذلك، ساهمت الحرب في سوريا في انكشاف حزب الله على عمليات استخباراتية معقدة، حيث اضطر للتعاون مع أجهزة استخباراتية أخرى، ما أضعف قدرته على التحكم الداخلي.

وقد أدى هذا إلى تزايد الفجوات في صفوف الحزب، حيث أصبح أكثر عرضة للاختراق من قبل عملاء إسرائيليين.

تقنيات متقدمة

في الوقت نفسه، استفادت إسرائيل من تقنيات متقدمة مثل الأقمار الصناعية والمسيرات والقدرات الإلكترونية، ما ساعدها في جمع وتحليل كميات هائلة من المعلومات.

ومن خلال تتبع أنماط حياة الأفراد في حزب الله، تمكنت إسرائيل من بناء قاعدة بيانات واسعة للنقاط المستهدفة.

ربما يعجبك أيضا