ساعر يعود للحكومة الإسرائيلية.. ما أبرز مكاسب نتنياهو؟

محمد النحاس

ساعر كان قد استقال من الحكومة في مارس الماضي احتجاجاً على ما وصفه بـ"التهميش" وعدم منحه دوراً فعالاً في صنع القرار، وقال حينها إنه لن يستطيع تحمل المسؤولية طالما أنه لا يمتلك أي تأثير على القرارات الحاسمة.. فلماذا عاد؟


أعلنت القناة السابعة العبرية، اليوم الأحد 29 سبتمبر 2024، انضمام زعيم حزب “اليمين الوطني” جدعون ساعر إلى حكومة الطوارئ الإسرائيلية أو ما يعرف بمجلس الوزراء الحربي (كابينيت الحرب) ليصبح “وزيرًا بلا حقيبة”.

ساعر، الذي كان أحد أبرز منتقدي بنيامين نتنياهو خلال السنوات الماضية، أشار في تصريحاته بعد الانضمام إلى أنه “في ظل الوضع الحالي وبعد دراسة كافة التفاصيل، لا فائدة من البقاء في المعارضة، وأمامنا قرارات صعبة لتأمين مستقبل إسرائيل”.

صفقة سياسية

انضمام ساعر إلى الحكومة يأتي بعد تقارير إعلامية مكثفة خلال الأسابيع الماضية أشارت إلى احتمالية توليه منصب وزير الدفاع، بديلاً ليوآف جالانت.

إلا أن هذه التوقعات لم تتحقق، حيث يبدو أن نتنياهو نجح في ترميم علاقاته مع جالانت، الذي لعب دوراً بارزاً في مواجهة تهديدات حزب الله، مما أبقى الأخير في منصبه كوزير للدفاع .

يُذكر أن ساعر كان قد استقال من الحكومة في مارس الماضي احتجاجاً على ما وصفه بـ”التهميش” وعدم منحه دوراً فعالاً في صنع القرار، وقال حينها إنه لن يستطيع تحمل المسؤولية طالما أنه لا يمتلك أي تأثير على القرارات الحاسمة، مشيراً إلى أن “إبطاء التقدم العسكري في غزة” سيؤدي إلى إطالة أمد الحرب، وهو أمر ضد مصلحة إسرائيل، حسب تعبيره .

تأثير انضمام ساعر على الحكومة

انضمام ساعر يعزز من موقف نتنياهو داخل حكومته الائتلافية، حيث أن توسيع الحكومة وتضمين شخصيات معارضة قوية مثل ساعر يخفف من الضغوط التي كان يواجهها نتنياهو من داخل التحالف، خصوصاً من شخصيات مثل إيتمار بن غفير.

بن غفير كان قد هدد مراراً بإسقاط الحكومة في حال عدم الاستجابة لمطالبه، لكن انضمام ساعر يضعف هذا التهديد ويمنح الحكومة استقراراً أكبر، ما قد يساعد نتنياهو على الحفاظ على حكومته حتى عام 2026  .

الضغط على جالانت

علاوة على ذلك، يمثل ساعر الآن تهديدًا مستمرًا ليوآف جالانت، حيث يمكن أن يستخدم نتنياهو هذه الورقة للضغط على غالانت في حال تصاعدت الخلافات بينهما، خاصة في إدارة الأزمات الأمنية المستمرة مع غزة وحزب الله.

هذه الديناميكيات السياسية الجديدة تعزز من سيطرة نتنياهو على حكومته وتقلل من معارضة بعض الأعضاء، ما يسهل اتخاذ قرارات أكثر حسماً في المستقبل .

العلاقة بين ساعر ونتنياهو

جدعون ساعر هو شخصية معروفة داخل المشهد السياسي الإسرائيلي، حيث شغل مناصب بارزة في حزب الليكود قبل أن ينشق عنه ويؤسس حزب “اليمين الوطني” بعد فشله في منافسة نتنياهو على رئاسة الحزب.

وخلال فترة وجوده في المعارضة، كان ساعر من أشد المنتقدين لسياسات نتنياهو، لكنه اختار العودة إلى الحكومة بعد أن رأى فرصة للمساهمة في قرارات استراتيجية تؤثر على مستقبل إسرائيل.

ورغم استقالته السابقة من حكومة الحرب، إلا أن انضمامه الآن يشير إلى تغيير في حساباته السياسية، حيث يبدو أن ساعر قرر أن وجوده داخل الحكومة يمكن أن يحقق له نفوذاً أكبر مما لو استمر في صفوف المعارضة.

ربما يعجبك أيضا