قتل وفاشية واغتيال هنية.. فجاجة الدعاية الانتخابية الإسرائيلية

هالة عبدالرحمن

كتب – هالة عبدالرحمن

تثبت إسرائيل للعالم يومًا تلو الآخر أنها كيان بني على العنصرية والكراهية والتحريض على قتل العرب والفلسطينيين، من خلال الدعاية الانتخابية التي أطلقتها الأحزاب.

وأصبحت لغة التهديد والوعيد والتحريض على القتل الورقة الرابحة في دعاية أي مرشح انتخابي، والتي تجلب الأصوات لأحزاب اليمين واليمين المتطرف في الانتخابات الإسرائيلية المقررة في 9 أبريل/ نيسان المقبل.

اغتيال هنية
وفي فيديو نشره زعيم حزب “اليمين الجديد”، نفتالي بنيت، ضمن دعايته الانتخابية، ملمحًا إلى نيته اغتيال “هنية” إذا ما تسلم الأول وزارة الدفاع في الحكومة الإسرائيلية المقبلة.

وظهر بنيت في الفيديو، وهو يضع قلنسوة المتدينين اليهود “الكيباه ” على رأسه، ويقول بالعربية العامية: “دير بالك (خذ حذرك) يا هنية، أنا مش (أنا لست) ليبرمان”، في إشارة إلى وزير الدفاع السابق أفيغدور ليبرمان، الذي وعد باغتيال هنية ولم يتمكن من ذلك.

وأضاف بنيت، وهو وزير التعليم في حكومة بنيامين نتنياهو الحالية، “أما جديد.. اليمين الجديد”.

وفي خلفية الفيديو، الذي يحمل عنوان “أنا غير (أختلف عن) ليبرمان”، يسمع صوت تسجيل لهنية يقول: إن “الشهادة والمقاومة هي الطريق لتحرير أرض فلسطين، لاستعادة القدس والأقصى”.

ويضيف هنية في الخلفية: “نعم، نحن قوم نعشق الموت كما يعشق أعداؤنا الحياة، من الركام نزلزل تل أبيب”.

ويظهر على الفيديو ترجمة باللغة العبرية لأقوال هنية، وفي النهاية كتبت عبارة “بنيت لوزارة الدفاع”، في إشارة إلى إمكانية توليه الحقيبة في الحكومة المقبلة، وتلك هي المرة الأولى التي ينشر فيها بنيت دعاية انتخابية باللغة العربية.

عطر الفاشية

وأثارت حملة دعائية سابقة في إسرائيل شاركت فيها وزيرة العدل اليمينية ايليت شاكيد جدلا، وفي فيديو الحملة، الذي صُمم ليبدو كما لو كان إعلانا تجاريا، تظهر شاكيد وهي تتزين بعطر في زجاجة فاخرة كُتب عليها “فاشية”.

وتقول شاكيد: إن الفيديو دعابة، ولكن منتقديها يقولون إنه قد يبدو تأييدا للفاشية.

وتحاول الأحزاب المختلفة التفوق على بعضها البعض في حملتها الانتخابية على شبكات التواصل الاجتماعي.

وتحظر الدعاية التلفزيونية حتى قبل موعد الانتخابات بأسبوعين، ولهذا تلجأ الأحزاب إلى شبكات التواصل الاجتماعي لنشر دعاياتها للحملة الانتخابية.

وفي الفيديو الدعائي الذي صُور باللونين الأبيض والأسود، تظهر شاكيد كما لو كانت عارضة للعطور تسير وسط منزل أنيق بينما ينبعث عزف رقيق للبيانو في الخلفية.

ويمكن سماع صوت نسائي يهمس عبارات بالعبرية يوضح سياساتها الرئيسية: “إصلاح قضائي”، “فصل السلطات” و”كبح جماح المحكمة العليا”.

وتلقي شاكيد الكلمات الأخيرة في الدعاية، وهي تتعطر قائلة: “بالنسبة لي، رائحته كرائحة الديمقراطية”.

وطالما انتقدت شاكيد أثناء توليها الوزارة المحكمة العليا في إسرائيل، ووصفتها بأنها ليبرالية أكثر مما ينبغي وتتدخل في الكثير من القضايا.

وأشرفت شاكيد على تعيين ثلاثة قضاة محافظين في المحكمة العليا، وستفرض المزيد من القيود على القضاء إذا أعيد انتخابها كوزيرة للعدل.

ويقول بعض منتقديها: إن الإعلان، الذي حظي بعشرات الآلاف من المشاهدات، قد يبدو كما لو كان دعما للفاشية، خاصة للناس خارج إسرائيل الذين قد لا يدركون إنه دعاية ساخرة.

التحريض على القتل

وفي دعاية لحزب “الهوية” يظهر رئيس الحزب موشيه فايغلين يضرب بالسيف ويطيح برأس الطيبي خلال جدل حول هوية الحرم القدسي الشريف. وفي دعاية أخرى أكثر فظاظة يطل عضو الكنيست عن الليكود، أورن حزان وهو يطلق النار من مسدسه على النائب جمال زحالقة.

وفي شريط فيديو يقوم حزان بإطلاق النار على زحالقة من خلال مونتاج للفيلم الأمريكي “الطيب، والشرير، والقبيح”. وقال زحالقة: إن هذا الشريط خطير، حتى لو جاء من نائب مهووس مثل أورن حزان؛ لأنّه يمثل تحريضا فعليا على القتل.

ويمثل حزان في الشريط دور “القبيح في حوض استحمام، يقوم بإطلاق النار عدة مرّات على شخص وضعت على وجهه صورة الدكتور جمال زحالقة، من التجمع الوطني الديمقراطي، الذي رد بالقول: إن حزان يتقن دور القبيح، الذي لا أخلاق له ويستبيح كل شيء، ولكن الموضوع ليس فيلما، بل تحريض خطير على القتل. وتساءل: “ماذا سيكون الموقف لو خرج نائب عربي بفيديو يطلق فيه النار على نائب يهودي؟”.

ربما يعجبك أيضا