ماذا تعني حرب أمريكية – إيرانية لأسواق العالم؟

حسام عيد – محلل اقتصادي

تزايد التوترات الجيوسياسية بين الولايات المتحدة وإيران وطبول الحرب تقرع ربما هذه المرة مع رد إيراني متوقع وتترقبه الأسواق وكذلك العالم بأسره بعد مقتل قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، في غارة جوية استهدفته فيها القوات الأمريكية في بغداد.

التساؤلات تدور حول مدى تحمل الولايات المتحدة وإيران تبعات هذه الحرب؟!.

القوة العسكرية الأمريكية مقابل الإيرانية

الكل ينظر اليوم إلى المقدرة العسكرية، فالولايات المتحدة الأمريكية أنفقت أكثر من 700 مليار دولار في 2019 على التسليح، مقابل 20 مليار دولار أنفقتها إيران، أو هكذا تقول التقديرات.

هناك فارق ضخم بين القوتين، ولكن يبقى فارق نظري، ففي الستينيات والسبعينيات ووقوع حرب فيتنام ودخول أمريكا، كان بالفعل الفارق كبير بين الإمكانات العسكرية في هذه الحرب، لكن الولايات المتحدة بالنهاية تكبدت خسائر ضخمة في هذه الحرب.

اليوم، أمريكا تتفوق على إيران في القوة البحرية، بحجم 415 قطعة بحرية مقابل 398 قطعة بحرية إيرانية، بحسب مؤشرات “جلوبال فاير باور”.

وفي المعدات الأرضية، تتفوق إيران على الولايات المتحدة، بـ 48.5 آلاف قطعة مقابل 8.6 ألف قطعة إيرانية.

وعلى مؤشر القوة البشرية، بلغت الإحصاءات الأمريكية 1.3 مليون، مقابل 523 ألف عسكري إيراني.

فيما تمتلك إيران 12 قذيفة موجهة، مقابل 7 قذائف أمريكية موجهة.

وعلى صعيد القوة الجوية، تمتلك أمريكا 10 آلاف مقاتلة، مقابل 512 مقاتلة لدى إيران.

مؤشرات معظعمها تتفوق فيها الولايات المتحدة الأمريكية على إيران بشكل واضح، ولكن المخاوف تظل متواجدة، وفي الحرب كما يقال: “الجميع خاسرون”.

الصراع العسكري والتكلفة الاقتصادية الإيرانية

الوضع الحالي للاقتصاد الإيراني متردي بشكل كبير، حيث انكمش بنسبة 4.8% في 2018، وازداد تعمقًا في هذا الانكماش في 2019 ليسجل 9.5%، بعدما ملامسته لنمو نسبته 12.5% في 2016، و3.7% في 2017.

ومن المتوقع أن يبقى الاقتصاد الإيراني على هذه الحالة في 2020 دون تسجيل أي نمو، وذلك بحسب تقديرات “صندوق النقد الدولي”.

أما معدل التضخم في إيران اليوم، فهو عند مستويات قياسية مرتفعة، حيث سجل 35.7% في 2019.

كما أن العملة المحلية “الريال” شهدت تراجعات كبيرة في تداولاته مقابل الدولار الأمريكي خلال الفترة الأخيرة، واقترابه من مستويات 140 ألف للدولار الواحد.

ومع العقوبات الأمريكية المشددة على إيران، تبقى الأوضاع الاقتصادية ليست على ما يرام، وكما يعلم الجميع، فالجانب الاقتصادي خلال المواجهات العسكرية تكون له الغلبة والكلمة العليا.

الاقتصاد الأمريكي وتكلفة حروب الشرق الأوسط

وبالعودة للولايات المتحدة الأمريكية وفي السنوات الماضية منذ 2001، تكبدت الاقتصاد 5.9 تريليون دولار جراء الصراعات والحروب التي دخلتها في مناطق مختلفة بالشرق الأوسط، في العراق وسوريا وأفغانستان وباكستان.

وكان هناك خسائر بشرية بالغة قدرت بـ480 ألف قتيل، و10 ملايين شخص مهجر، نتيجة تلك الصراعات التي دخلت فيها الولايات المتحدة الأمريكية.

قفزات بأسهم شركات الدفاع الأمريكية بعد مقتل سليماني

وبعد استهداف أمريكا، للجنرال الإيراني قاسم سليماني، في غارة جوية بالعراق، يبدو أن الجميع لم يكن خاسرًا، فشركات الدفاع الأمريكية وأسهم شركات تصنيع السلاح، دائمًا ما تستفيد من هذه الأحداث.

فأسهم شركات الفضاء والدفاع على مؤشر ستاندرد آند بورز 500 الأمريكي، سجلت مكاسب نسبتها 1.5%.

فيما ارتفعت أسهم نورثروب جرومان بنسبة 5.5%، ولوكهيد مارتن بنسبة 4.2%، وإل 3 هاريس 3.6%، وأخيرًا، حققت أسهم شركة رايثيون المتخصصة في أنظمة الدفاع بنسبة 2.4%.

وأخيرًا، ربما لا تحمل الأرقام كل شيء، وقد لا يكون الفارق في القدرة العسكرية العامل الأبرز الذي يخيف الأسواق، ولكن ما يخيف الأسواق والعالم اليوم هو تطور المواجهة الأمريكية الإيرانية ومشاركة عدة أطراف فيها.

ربما يعجبك أيضا