خوفًا من تشكيل حكومة موازية.. “أردوغان” يلجأ للزيت والسكر لترميم شعبيته

عاطف عبداللطيف

كتب – عاطف عبداللطيف

“أحرام على بلابله الدوح.. حلال للطير من كل جنس”، هذا البيت لأمير الشعراء أحمد شوقي، ينطبق بحذافيره على المجتمع التركي الذي يعاني جراء سياسات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وحزبه العدالة والتنمية حتى في مواجهة جائحة فيروس كورونا المستجد “كوفيد 19”.

الرئيس التركي قرر استغلال أزمة كورونا في الترويج لنفسه ولحزب العدالة والتنمية الحاكم، على حساب صحة شعبه الذي اقترب من تسجيل 100 ألف إصابة بالفيروس متجاوزًا إيران في عدد الإصابة إذ أجهض جميع مبادرات القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني للسيطرة على الوباء وتقليل انتشاره بين الشعب التركي.

نهج الإخوان

ويقول الكاتب الصحفي المتخصص في الشأن التركي، محمود البتاكوشي، إن أردوغان سار على درب جماعة الإخوان الإرهابية، التي كانت توزع الزيت والسكر والمواد الغذائية، لكسب تأييد المواطنين، وهذا ما فعله الرئيس التركي، إذ قرر أن يحول أزمة فيروس كورونا المستجد لصالحه، حيث بدأت وسائل الإعلام تنقل صور صناديق المساعدات التي أرسلتها تركيا إلى كل من إسبانيا وإيطاليا، وتحمل عليها شعار رئاسة الجمهورية التركية لا علم تركيا، حتى يكون كل شيء باسمه.

كما قام أردوغان بتوزيع الكولونيا على كبار السن والكمامات الطبية التي كتب عليها اسمه، أي إنه أوضح للشارع التركي أنها هدية من أردوغان، لأنه يعلم أن المجتمع حساس تجاه الأشياء التي توزع مجانًا، مهما كانت صغيرة وبسيطة، فما بالنا وقت أزمة كورونا!

نرجسية أردوغان

وأضاف محمود البتاكوشي في تصريحات خاصة لـ”رؤية”: حتى يستأثر بالفضل كله لنفسه، قرر الرئيس التركي بحظر بيع الكمامات، ليضطر الجميع انتظار هديته، ولم يكتفِ بذلك فقط، وإنما قطع الطريق أمام قنوات مساعدات حزب الشعب الجمهوري المعارض والبلديات التابعة له، فعندما حاولت وأرادت البلديات المعارضة توزيع الخبز والمواد الغذائية على الفور تدخلت وزارة الداخلية لوقف أعمال المعارضة، بقرارات من وزير الداخلية سليمان صويلو، كما منع البلديات المعارضة من جمع أموال التبرعات خلال الشهر الماضي، حتى تكون حملة التبرعات التي أعلن عنها هي الخيار الوحيد أمام الشعب التركي.

كما فتحت وزارة الداخلية في تركيا تحقيقًا مع كل من عمدتي بلدية إسطنبول الكبرى أكرم إمام أوغلو وأنقرة منصور يافاش المنتميين إلى حزب الشعب الجمهوري المعارض بسبب إطلاق حملة تبرعات لدعم الجهود الرامية إلى الحد من انتشار فيروس كورونا، واتهمهم أردوغان بمحاولة تشكيل حكومة موازية من خلال إطلاق حملات خيرية، يشار إلى أن هذه التهمة من القوالب الجاهزة بالنسبة له إذ أطلقها على كثير من الكيانات مثل اتحاد المجتمعات الكردستاني؛ الذراع المدنية لحزب العمال الكردستاني، وحركة الخدمة التي تستلهم فكر فتح الله غولن.

ودعا أكرم إمام أوغلو إلى إلغاء تجميد 900 ألف ليرة تركية (130 ألف دولار) من الأموال التي تبرع بها المواطنون لحساب البلدية المخصص لمكافحة تداعيات الوباء العالمي بعد مصادرتها واحتجازها من قبل بنك وقف المملوك للدولة، مؤكدًا أن حكومة حزب العدالة والتنمية منعتهم من توزيع الكمامات الطبية لحماية الجمهور من فيروس كورونا، مما ساهم في زيادة تفشي المرض في البلاد.

غلق المستشفيات الميدانية

وتابع الكاتب الصحفي قائلًا: الأنكى من ذلك أن النظام التركي يخطط لغلق المستشفيات الميدانية، التي تنشئها البلديات المعارضة للمساهمة في احتواء أزمة كورونا، إذ تعرض مستشفى ميداني أقامته بلدية “أضنة” لمواجهة الأوضاع الطارئة في ظل انتشار فيروس كورونا، إلى هجوم من قبل حزب العدالة والتنمية الحاكم، مع وجود تحركات لإغلاقه، رغم أن المستشفى مكون من 1000 سرير جاهز للاستخدام، ومكافحة جائحة كورونا، لتفادي السيناريو الإيطالي ولكن هيهات لا حياة لمن ينادى؛ فأردوغان ونظامه لن يسمحا بسحب البساط من تحت أقدامهم مهما كانت العواقب.

كما قرر حاكم مقاطعة “كاديكوي” التركية إلغاء الاحتفالات التي تنظمها بلدية كاديكوي التابعة لحزب الشعب الجمهوري بمناسبة “عيد الطفولة والسيادة الوطنية” في 23 أبريل الجاري، بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد في البلاد، مما أثار حفيظة الأتراك إذ تم السماح لبلديات حزب العدالة والتنمية مثل بلدية أيوب سلطان، وبلدية ديار بكر لتنظيم احتفالات لمن لا يستطيعون الخروج من منازلهم مطالبين بتطبيق مبدأ “المعاملة بالمثل”.

ربما يعجبك أيضا