فضيحة جديدة لنظام الحمدين.. تعذيب صحفي حتى الموت بسجن الهامور

كتب – حسام عيد

لا شيء سوى الانتهاكات، بإمكانها أن تصف لنا حقيقة وطبيعة ملف حقوق الإنسان في قطر، فعلى ما يبدو أنك ستكون مجبرًا على الطاعة العمياء للنظام الحاكم وممثليه وإلا فلن تكون إنسانًا، ستعتقل رغم عدم ارتكابك جرم تعاقَب عليه، وستُهان وتفقد كرامتك التي تنشدها كإنسان، إلى أن تعذب حتى الموت، وهذا كان مصير الصحفي القطري فهد بوهندي.

اُعتقل تعسفيًا منذ ما يقرب من 4 سنوات، بسبب كتاباته وآرائه، وزُج به إلى سجن الهامور، إلى أن قُتل بداخله خلال شهر أبريل 2020، ودفن سرًا.

جل ذنبه كان فقط التعبير عن الرأي، الذي لطالما زعمت الدوحة أنه حرية مكفولة، لكنها في الحقيقة حرية تفضي إلى موت من يحاول فقط ممارستها.

اعتقال وانتهاكات جسيمة منذ 2016

اُعتقل الإعلامي القطري فهد بوهندي في عام 2016 بسبب كتاباته الوطنية في الشأن القطري على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، والتي أزعجت المقربين من النظام الحاكم.

والإعلامي فهد بوهندي من مواليد عام 1983 ويبلغ من العمر 37 سنة، وهو ناشط على مواقع التواصل الاجتماعي وكاتب صحفي، خريج من جامعة التيسايد في بريطانيا، وهو مدير مركز الإبداع الثقافي، متزوج ولديه طفلان.

تعذيب حتى الموت

في النصف الثاني من أبريل 2020، كشفت مصادر عن مقتل الصحفي القطري المعارض فهد بوهندي، داخل السجون القطرية بعد سنوات من الاعتقال التعسفي دون محاكمة.

وأضافت المصادر أن الإعلامي “بوهندي” تعرض لانتهاكات جسيمة، حيث حُرم من أبسط حقوقه داخل السجن، ومُورِسَت عليه شتى أنواع التعذيب ووُضع بالحبس الانفرادي.

وتابعت المصادر، أن أحد الضباط وحراس السجن قاموا بالتعدي عليه ضربًا داخل زنزانته حتى لفظ أنفاسه الأخيرة، ولم يكتفِ النظام بتصفيته داخل السجن فقط، حيث قررت السلطات عدم السماح لأهله بالصلاة عليه ودفنه سرًا.

إدانات حقوقية واسعة

وفي يوم 26 أبريل الجاري، دانت منظمات حقوقية وفاة الناشط الإعلامي والصحفي القطري فهد بوهندى، في سجن الهامور القطري “سيئ السمعة”، وطالبت مسؤولي النظام القطري بتقديم إيضاحات بشأن القضية والكشف عن أوضاع السجناء الآخرين.

وفي بيان، طالبت كل من المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا وأوروبا، والرابطة الخليجية للحقوق والحريات، والمنظمة الأفريقية للتراث وحقوق الإنسان، النظام القطري بإجراء “تحقيقات مستقلة ومحايدة” في أسرع وقت ممكن، لكشف المسؤول عن تعذيب فهد بوهندى حتي الموت.

والمعتقل فهد بوهندي هو صحفي قطري معارض للنظام، سُجن تعسفيًا لمدة ثلاث سنوات، وحُرم من أبسط حق من حقوق الإنسان داخل السجن، وقتل تحت التعذيب، بحسب بيان المنظمات الحقوقية.

وكان فهد بوهندي مع مجموعة من السجناء تمردوا، خلال الأيام الأخيرة، بسبب مخاوفهم من تفشي فيروس كورونا في السجون.

وأوضح البيان أن فهد بوهندي نُقل إلى زنزانة انفرادية، بعد إضرابه عن الطعام، ثم نُقل إلى سجن الهامور سيئ السمعة.

وبعد نقله إلى سجن الهامور، “تعرض فهد بوهندي للضرب، وأصيب بجروح حتى مات بسبب التعذيب، وتم منع أهله من دفنه ليُدفن في منطقة غير معلومة”.

وحمّلت المنظمات، في بيانها، أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، ووزير الداخلية القطري خالد بن خليفة بن عبد العزيز آل ثاني، مسؤولية مقتل فهد بوهندي، وقالت: “تجب محاسبتهما على هذه الجريمة”.

وأعربت المنظمات عن قلقها بشأن مصير سجناء آخرين نُقلوا إلى سجن الهامور.

انتفاضة غضب على “تويتر”

وعلى الفور، قام نشطاء على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” بتدشين حملة واسعة النطاق عبر هاشتاج” #فهد_بوهندي”، تطالب بحق الصحفي المعارض القطري، الذي توفي داخل السجون القطرية بعد سنوات من الاعتقال التعسفي وتدعو لمحاسبة المسؤولين عن الجريمة.

وقال نشطاء قطريون إن وفاة بوهندي نتيجة للتعذيب على يد النظام القطري وسجنه تعسفيًا لسنوات، وحرمانه من أبسط حق من حقوق الإنسان داخل السجن.

وكتب خالد جاسم وهو مواطن قطري أن فهد مسجون بشكل تعسفي منذ 3 سنوات وقد مات نتيجة تعرضه للتعذيب، وأضاف أن وفاة بوهندي تعد كارثة ويجب محاسبة جميع المسؤولين المتورطين في هذه القضية.

ويبدو أن بوهندي ليس أول معارض يلقى حتفه داخل السجون القطرية، وبحسب إحدى التغريدات: “المشكلة عندهم كثير من الحالات المأساوية بس محد يقدر يعلنها وجزيرتهم ما تنقل لا الصالح ولا الطالح الله يسلم إخواننا الشعب القطرى”.

سجن الهامور.. جوانتانامو قطر

ويمارس النظام القطري التعذيب والتنكيل داخل السجن القطري الملقب بـ”جوانتنامو قطر” وكانت كشفت المعارضة القطرية اقتياد زعمائها السياسيين السنوات الماضية إلى سلخانة “الهامور” بحسب وصف المعارضة القطرية للسجن.

ولسجن الهامور تاريخ دموي من الاعتقالات مورست داخل الأسرة الحاكمة أيضًا حيث لعب هذا المعتقل دورًا كبيرًا في قمع بالمعارضة التي رفضت تأييد حكم أمير دولة قطر السابق حمد بن خليفة آل ثاني بعد انقلابه على والده واستيلائه على الحكم في 27 يونيو 1995، حيث تم اعتقال 36 شخصًا من المقربين للأب خليفة وتم الزج بهم في سجن الهامور بحسب تقارير إعلامية.

وختامًا، يمكننا القول إن “فهدي بوهندي” ليس الوحيد بل هناك مئات المعتقلين الذين يخشون أن يلقوا مصيره.

ربما يعجبك أيضا