تعيين إبراهيم منير مرشدًا للإخوان.. الشباب يتمردون والصقور يؤيدون

عاطف عبداللطيف

كتب – عاطف عبداللطيف

تشهد جماعة الإخوان حاليًا حالة من التخبط التنظيمي في ظل وجود المرشد ونوابه داخل السجن، فضلًا عن عدد كبير من قيادات الجماعة المؤثرين، ما يعني أن الجماعة ستشتعل داخلها الصراعات والخلافات حول مصير إدارة ملفات السلطة والمال أكثر وأكثر في الفترة المقبلة.

وعلى الرغم من الأنباء المتواترة عن الاستقرار على وجود إبراهيم منير مرشدَا جديدًا للجماعة إلا أن رفض شباب الإخوان لـ”منير”، جعل جماعة الإخوان الإرهابية تعيش حالة من التخبط المتزايدة، إضافة إلى وجود تمرد من قبل شباب التنظيم رفضًا لشخص القائم بأعمال المرشد.

تمرد شباب الإخوان

أصدرت جماعة الإخوان بيانًا تناشد فيه المكاتب الإدارية على مستوى الجمهورية في مصر باحتواء شبابها، بعد رفضهم التام لتعيين إبراهيم منير مرشدًا للجماعة، حسب ما أفاد موقع العربي الحديث.

ونص بيان جماعة الإخوان: “لا يخفى على أحد ما نمر به من ابتلاءات متعاقبة، وأوقات عصيبة لا يعلم مداها إلا الله حيث تعرضنا على مدار تاريخ أجدادنا لما هو أكثر من هذه الأزمات المتلاحقة، كانت هذه الابتلاءات والمحن هي سر قوتنا، ونحن الآن في مفترق طرق بين الوجود واستكمال القضية أو التشرذم”.

وأضاف البيان: “في هذه الأوقات الدقيقة إذ نهيب بالمكاتب الإدارية والشعب على مستوى الجمهورية باحتواء الشباب المكافح المتحمس لقضية الأمة وإيصال الصورة كاملة بشأن الظروف التي صاحبت اختيار السيد إبراهيم منير ليكون قائمًا بأعمال المرشد وهي المسؤولية الصعبة التي رفض الكثيرون توليها في هذا التوقيت الحرج، وبناءً عليه فإننا نهيب بكافة الشباب على مستوى الجمهورية بالالتزام المطلق والطاعة الواجبة وعدم الالتفاف حول الصف ومحاول التوحد ضد ما نتعرض له من أزمات وابتلاءات والله ولي التوفيق”.

ويؤكد البيان بما لا يدع مجالا للشك، أن هناك حالة كبيرة من التمرد والرفض بين صفوف جماعة الإخوان الإرهابية.

يأتي هذا بعد ما وجهت الأجهزة الأمنية المصرية ضربة مؤثرة لقيادات جماعة الإخوان في الداخل والخارج، في ظل القبض على القائم بأعمال المرشد محمود عزت، والذي ظل هاربًا على مدار سبع سنوات كاملة، كان فيها بمثابة الدينامو والمحرك للكثير من الأعمال التخريبية والإرهابية المسلحة التي شهدها القطر المصري.

تزايد الانقسام

قال الباحث في شؤون الإرهاب والجماعات، منير أديب، إن اختيار إبراهيم منير، أمين عام التنظيم الدولي للإخوان، مرشدًا للجماعة عزز فرص الانقسام داخل الحركة وبخاصة بين الشباب وشيوخ الجماعة حيث يحمل الجناح الأول الثاني مسؤولية الإخفاقات التي مروا بها خلال السنوات الـ7 الماضية. كما أن اختيار “منير” لم يكن لائحيا وفق ما علق به شباب التنظيم، حيث تم إسناد المنصب له دون انتخابات.

ويرى منير أديب -بحسب تدوينة له على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” أمس- أن إبراهيم منير يصنف على أنه أحد أهم صقور الجماعة وضمن (جبهة محمود عزت وتلميذ سيد قطب المخلص)، فضلًا عن كونه مصري، وهي صفة يحتفظ بها إخوان مصر فيما يتعلق بمنصب المرشد رغم أن اللائحة لا تجيز احتكار المنصب أو تمصيره.

وأضاف أديب: الجماعة سوف تشهد مزيدًا من الانقسامات خلال الفترة القادمة، نظرًا لتمسك “الصقور” بإبراهيم منير ورفض الشباب القاطع لتوليته المنصب، فضلًا عن المطالبات بمحاسبته وغيره من فصيل المحافظين أو القطبيين.

ونوه بأن الجماعة تعيش أسوأ حالاتها التنظيمية، فهي بلا مرشد مجمع عليه وبلا مجلس شورى أو إرشاد، وهو ما دفع القواعد للتحرك ضد القيادات التي نصبت نفسها، بما فيه إبراهيم منير، والذي تم اختياره نائبًا للمرشد من قبل نائب المرشد محمود عزت وهو (اختيار يخالف اللائحة والعرف).

وذكر منير أديب أن إبراهيم منير تعدى عمره الثمانبن عامًا، وهو ما اعترض عليه الشباب في الأساس. المدهش أن إبراهيم منير لم يكن ذا منصب قيادي في التنظيم، وأنه تم اختياره نائبًا للمرشد من قبل محمود عزت قبل أن تقبض عليه السلطات الأمنية المصرية قبل أيام.

وتوقع الباحث اشتعال أزمات تنظيمية كفيلة باختفاء التنظيم من أساسه، غير أن تعزيز المواجهة الفكرية أهم من الاقتصار على تفكك التنظيم.

اختيار مرفوض

وقال الباحث في شؤون الإرهاب والجماعات المسلحة، عمرو فاروق -في تدوينة له بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، أمس الجمعة- إن تأخير الإعلان عن إبراهيم منير في منصب المرشد الجديد لجماعة الإخوان يعود لرفض بعض القيادات في مكتب الإخوان بتركيا هذا الاختيار، فضلا عن رفض الشباب لمنير.

وتوقع عمرو فاروق أن يكون اختيار منير كنائب للمرشد جاء بتعيين مباشر من محمود عزت عام 2015، فضلًا عن أن هناك اتهامات تلاحق إبراهيم منير ومحمود حسين على أكثر من مستوى، إضافة للخوف من حدوث ردة وانشقاق من قبل القواعد التنظيمية التي تتهم منير وحسين بالإخفاق في إدارة الكثير من الملفات في أوقات سابقة.

وفي سياق متصل، قال سامح عيد، الخبير في شؤون الحركات المسلحة، إن إبراهيم منير لم يكن له ذكر في مصر، وكان يهتم بالموضوعات في الخارج. وأضاف -خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية نانسي نور على قناة “إكسترا نيوز”، أمس الجمعة- “الجماعة لن تستطيع العودة إلى ما قبل نظام يناير أو إلى نظام حسني مبارك، وإبراهيم منير شخصية ضعيفة لا تملك أي احترام أما محمود عزت فقد كان يتمتع باحترام كبير لدى الإخوان على الرغم أنه لم يخرج بتصريحات سياسية”.

وأضاف الخبير في الحركات: “الأموال التي كانت ترسل إلى الجماعة كانت ترسل باسم الأشخاص، وإبراهيم منير لم يكن عضوًا في مجلس الإرشاد ولكنه كان يتحدث باسم الإخوان في الخارج، وكان يظهر على أنه رجل منفتح وأنه يسمح بالحريات وحتى حرية الشذوذ أما داخل مصر فكانت الغلبة لجيل مهدي عاكف الذي يرى أن جيل الوسط هو السبب في تدهور أوضاع الجماعة وأنه تسبب في خسارة كبيرة”.

وتابع: “محمود عزت كانت له درجة من درجات القبول داخل الجماعة على عكس إبراهيم منير الذي تم اتهامه بتزوير الانتخابات في قطر وتركيا وهناك الكثير من الأموال التي تضخ لأكبر القيادات الإخوانية في الخارج إبراهيم منير ومحمود البحيري وغيرهم.

ربما يعجبك أيضا