آخرها “نوبل” و”الكرة الذهبية”.. جوائز عالمية دفعت ثمن جائحة كورونا

حسام السبكي

حسام السبكي

“تأتي الرياح.. بما لا تشتهي السفن”، ربما تكون الجملة الشهيرة، أصدق تعبير عن الحالة التي وصلت لها، العديد من المسابقات والفعاليات، الرياضية منها والدينية والفنية، تزامنًا مع جائحة بشعة، خلفت حتى كتابة سطور التقرير التالي، أكثر من 15 مليون إصابة، بالإضافة إلى ما يزيد على 600 ألف حالة وفاة، دفعت العديد من دول العالم – ولا تزال بعضها – إلى الدخول في حالة إغلاق تام، لكباح جماح الكارثة، فيما دفعت بلدان أخرى، ثمن استهتارها من أرواح شعوبهم!

بالعودة إلى موضوع التقرير، فقد تسببت كارثة كورونا، في إلغاء إقامة العديد من الاحتفالات والجوائز، المقدمة للأبطال والمتميزين في العديد من المجالات، كان آخرها في اليومين الماضيين، جائزتان من أعرق وأقدم الجوائز، وهما جائزة نوبل، وجائزة الكرة الذهبية، واللتان نستعرض تفاصيلهما، إلى جانب غيرهما، في السطور المقبلة.

نوبل

من آخر وأشهر الجوائز، نبدأ تغطيتنا، حيث أعلنت مؤسسة “نوبل”، الثلاثاء، إلغاء حفل جوائز نوبل السنوي للعام الجاري، بسبب جائحة كورونا، وهي السابقة الأولى في تاريخ أحد أشهر الجوائز العالمية، حيث لم يسبق أن تم تنفيذ قرار مشابه، منذ تدشينها عام 1956.

في سياقٍ متصل، قال لارس هايكنستين مدير مؤسسة نوبل، في بيان، “أسبوع نوبل لن يكون كما هو عادة بسبب الوباء الحالي، هذا عام خاص جدا، يحتاج فيه الجميع لتقديم تضحيات والتكيف مع الظروف الجديدة”.

تجدر الإشارة، إلى أنه في 3 يوليو الجاري، فتح متحف جوائز نوبل أبوابه أمام الزوار، وذلك للمرة الأولى منذ منتصف مارس الماضي، بسبب كورونا.

وتعرض في المتحف، الموجود أساسًا في مبنى الأكاديمية، بالعاصمة السويدية ستوكهولم، نبذات عن الذين منحتهم الأكاديمية العريقة منح نوبل وأيضًا عن الاكتشافات العلمية التي أسهمت في تقدم البشرية على كل الصعد.

واتخذت إدارة المتحف قرارًا استثنائيًا إذ خصَّصت ليوم الافتتاح عرضًا عن الفيروسات حمل عنوان “مُعدٍ”، ركّز على الحالة الطارئة والعصرية التي فرضها الوباء.

ذا بيست 2020

ضحية أخرى من ضحايا فيروس كورونا، كانت جائزة “الكرة الذهبية”، أو المعروفة بـ”The Best 2020″، إذ أعلنت مجلة “فرانس فوتبول”، أول أمس الإثنين، أن جائزة الكرة الذهبية المقدمة لأفضل لاعب في العالم، ستحتجب خلال العام الجاري.

ويبدو أن العام 1956، قاسم مشترك بين “نوبل” و”الكرة الذهبية”، حيث دُشنت الأخيرة للمرة الأولى أيضًا في هذا العام، وهاهي في العام 2020، تُلغى بسبب فيروس كورونا المستجد “كوفيد-19”.

المجلة الفرنسية المعروفة، كشفت في بيان رسمي، أن تأجيل بعض البطولات الدولية مثل يورو 2020 وكوبا أمريكا، وكذلك إلغاء بعض مسابقات الدوري، لم يسمح بالتصويت للمتنافسين “بعدل”، وأضافت: “نمر بظروف استثنائية، ولذلك عام 2020 يعتبر حالة خاصة، ولا يمكن أن نتعامل معه كأي عام آخر، لكن الجائزة ستعود في 2021”.

يُشار هنا، إلى أن الكرة الذهبية انضمت إلى جائزة أفضل لاعب في العالم، المقدمة من الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” بين عامي 2010 و2015، قبل الانفصال، إذ بات لـ”فيفا” جائزة أخرى تدعى “الأفضل”.

ويحمل الأرجنتيني ليونيل ميسي العدد القياسي من الكرات بواقع ست، إذ توج بها العام الماضي.

الأفضل في آسيا

في المجال الرياضي أيضًا، إذ أعلن الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، نحو منتصف يونيو الماضي، عن إلغاء حفل جائزة أفضل لاعب في القارة 2020، بسبب فيروس كورونا المستجد”كوفيد 19″.

وكان مقررًا أن يقام حفل توزيع جوائز أفضل لاعب في آسيا 2020، في العاصمة القطرية الدوحة، لكن تفشي فيروس كورونا تسبب في إلغاء تلك المراسم.

الآتحاد الأسيوي لكرة القدم نشر بيانًا اليوم، أكد فيه أنه سيكون من غير المناسب إجراء مراسم حفل جوائز الأفضل في القارة في تلك الظروف، وهناك أناس تعاني من الفيروس، ووفاة الكثيرين.

وكانت المؤشرات تشير لفوز سالم الدوسري، لاعب نادي الهلال السعودي بتلك الجائزة، بعد قيادته فريقه للفوز بدوري أبطال آسيا العام الماضي على حساب أوراوا الياباني.

جائزة إيطاليا للدراجات

ومن آسيا إلى القارة العجوز، حيث أعلن الاتحاد الدولي للدراجات النارية، في يونيو الماضي أيضًا، أن سباق جائزة إيطاليا الكبرى الذي أرجئ بدايةً بسبب فيروس كورونا المستجد، تم إلغاؤه نهائيا من أجندة مسابقات 2020، لينضم بالتالي إلى قائمة السباقات الملغاة بسبب تفشي “كوفيد-19”.

وتأثر جدول بطولة الدراجات النارية بشكل كبير بتفشي الفيروس، اذ أقيمت منافسات فئتي موتو 2 وموتو 3 فقط ضمن المرحلة الأولى من البطولة على حلبة لوسيل في قطر في الثامن من مارس الماضي، ولم تتم إقامة أي سباق منذ ذلك الحين.

فورمولا وان

لم يكن سباق السيارات العالمي الشهير ” Formula One” أفضل حظًا من سابقه “MotoGB”، حيث أعلن منظمو جائزة هولندا الكبرى، أواخر مايو الماضي، إلغاء سباق العام الحالي المقرر عودته للمرة الأولى منذ العام 1985 إلى أجندة بطولة العالم للفورمولا واحد، بسبب فيروس كورونا المستجد.

وبحسب “وكالة الأنباء الفرنسية”، فكان من المقرر إقامة السباق في الثالث من مايو الحالي على حلبة زاندفورت إلا أنه أرجئ بداية بسبب تفشي فيروس كوفيد-19 الذي عطّل انطلاق الموسم، قبل أن يتم إلغاؤه ليصبح السباق الحادي عشر الذي يلقى مصير الإلغاء أو التأجيل.

الرباط 2020

تبعًا لتفشي فيروس كورونا، وفي أحد أحلك الشهور، على المنطقة العربية والعالم، قرر الاتحاد الدولي للجودو رسميًا، إلغاء منافسات الجائزة الدولية الكبرى للمغرب في الجودو، والتي كانت مقررة بالرباط في الفترة ما بين 13 و15 من شهر مارس الحالي.

ونشر الاتحاد على موقع الرسمي بيانا قال فيه إنه يتأسف لإخبار الكل بإلغاء هذه المنافسة الرسمية، بسبب مستجدات فيروس كورونا، خصوصا بالمغرب، وبسبب الوضع الصحي العالمي حاليًا.  

وأضاف البيان، أن المغرب يشهد حاليا حيطة وحذرا من أعلى المستويات، إذ إن الحكومة المغربية، قررت إلغاء الأنشطة والتظاهرات الرياضية المزمع إقامتها بالبلد، بسبب فيروس كورونا.
 
الجائزة الدولية للقرآن
 
ومن المغرب إلى الشقيقة الجزائر، حيث أعلنت الجزائر في أبريل الماضي، عن تأجيل جائزة الجزائر الدولية لحفظ القرآن الكريم وتجويده وتفسيره لأول مرّة منذ إطلاقتها في 2003 بسبب تفشي كورونا في البلاد والعالم.

وقالت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف، في بيانٍ عبر موقعها الرسمي، نّها “تعلن تأجيل فعاليات الدورة السابعة عشر لجائزة الجزائر الدولية للقرآن الكريم إلى موعد لاحق”.

وأضاف البيان أن هذه الفعاليات “كان من المقرر تنظيمها في الفترة من 20 إلى 26 رمضان 1441 هـ(مايو/آيار 2020)”.

وبحسب الوزارة “التأجيل يأتي بسبب الأوضاع التي يعيشها العالم جراء انتشار فيروس كورونا (كوفيد19).

وكان الطالب الجزائري أحمد حركات قد فاز بالجائزة الأولى في مسابقة الجزائر الدولية لحفظ القرآن الكريم”، في دورتها السادسة عشر (25-31 مايو/آيار2019) التي سجلت مشاركة 48 دولة من بينها تركيا.

ومسابقة الجزائر لحفظ القرآن وتجويده وتفسيره: منافسة دولية تنظم باستمرار منذ 2003 وتعتبر تقليدا يتنافس من خلاله حفظة القرآن من مختلف البلدان الإسلامية عبر العالم.

ربما يعجبك أيضا