الصحافة الألمانية | ترامب يدعم لوبي السلاح في أمريكا.. وحرب شوارع في ألمانيا بين الأكراد والأتراك

ترجمات رؤية

ترجمة بواسطة – عماد شرارة
تحذيرات من ارتداء القبعة اليهودية في شوارع ألمانيا بعد ارتفاع وتيرة معاداة السامية

نشر موقع "فرنكفورتر ألجماينا" حوارًا أجرته المراسلة "نادين كونت" مع السيد "جادي جرونيتش"، الأمين العام لمؤتمر الحاخامات الأوروبيين، حول تزايد ظاهرة معادة السامية في ألمانيا في الآونة الأخيرة. وفي الأسابيع الأخيرة وقعت عدة هجمات معادية للسامية في ألمانيا؛ ما أثار قلق "غادي جرونيتش"، الأمين العام لمؤتمر الحاخامات الأوروبيين، والذي دعا إلى توفير برامج عبر الصحافة والإعلام والمدارس لحماية اليهود من هذه الهجمات، وفيما يلي نص الحوار:

كيف يؤثر تزايد عدد الهجمات المعادية للسامية على اليهود الذين يعيشون في ألمانيا؟

لا شك أن الخوف والقلق يزداد بشكل ملحوظ بين الأوساط اليهودية في ألمانيا؛ فالهجمات المعادية للسامية تزداد يومًا بعد يوم، ولا يستطيع أي يهودي أن يلبس القبعة اليهودية ويسير في الشارع دون أن يلتفت ليتأكد عما إذا كان هناك من يتتبعه أم لا؛ فاليهودي معرّض للخطر في أية لحظة إذا ما اكتُشفت هويته، والمشكلة أنه لا يوجد رادع للمهاجمين، لا سيما في ظل التهاون في تطبيق عقوبة رادعة، ومن ثمَّ بدأ يشعر الكثير من اليهود في ألمانيا بأنهم يفتقرون إلى الأمان والقدرة على ممارسة شعائرهم الدينية بحرية.

كيف ينعكس هذا الخوف على الحياة اليومية لليهود؟

يكفي أن اليهودي بات يخشى أن يكتشف أحد جيرانه من خلال رسالة بريدية قادمة من إحدى الجهات أو الأفراد هويته الدينية، كذلك بدأ بعض اليهود يخشى من زيارة المعبد مع عائلته؛ فقد انعدم الإحساس بالأمن، وهذا أمر محزن؛ فنحن ألمان في النهاية.

هل هذا يعني أن الشرطة الألمانية تُقصر في تأمين اليهود؟

لا، على العكس، بل تحاول الشرطة بذل كل ما في وسعها، لكنها في الوقت نفسه تشرف على العديد من الخدمات، ولا يمكن أن ترافق الشرطة الألمانية كل يهودي يود الذهاب للسوبر ماركت.

كيف يمكن تحسين الوضع في ظل هذه الظروف بالنسبة لليهود؟

يجب على الحكومة أن تستثمر أكثر في تثقيف ومنع الهجمات المعادية للسامية؛ فذكريات محرقة اليهود في ألمانيا مستمرة لأجيال، ويبدو لي من هذا الوضع في ألمانيا كأننا لسنا مواطنين ألمان؛ فهناك تحيزات مسبقة وتشويه معلومات رهيب ضد اليهود؛ فعلى سبيل المثال، ينتقد الكثير ذبح "الكوشر" في اليهودية، مع أنه لا يختلف كثيرًا عن الذبح العادي، لكنها المعلومات المخلوطة والأحكام المُسبقة، ولذلك يجب على وسائل الإعلام والوسائل التعليمية أن تساهم في إزالة مثل هذه الصورة النمطية الخاطئة عن اليهود.

كيف يمكن أن تساهم المدارس الألمانية في تغيير هذه الصور أو إزالتها؟

من المهم أن نُعلّم الطلاب معنى الحرية الدينية، ثم ينبغي أن تكون هناك زيارات للمجتمعات اليهودية من نفس المرحلة العمرية (10 إلى 15 عامًا)، وبالتالي يستفيد كلا الجانبين، وهذا يحدث في دول مثل سويسرا.

لكن كيف يُساهم ذلك في التصدي للجناة والمعتدين؟

المهاجمون لليهود هم في الغالب من فئة الشباب، ومن خلال مثل هذه البرامج سيتم القضاء على الكثير من التحيزات المُسبقة لدى كلا الطرفين.

يعيش اليهود في ألمانيا منذ 27 عامًا.. فما الذي جدَّ أو تغير في هذه الآونة الأخيرة؟

ساءت الحالة المزاجية في هذا البلد خلال السنوات العشر الأخيرة بسبب الأحداث في إسرائيل، ولأنني إسرائيلي، فقد تقابلت مع العديد من الألمان الذين يُلقون باللوم على السياسة الإسرائيلية، ونحن نتحمل جزءًا من تبعات هذه السياسة سواء كنا نؤيدها أم نعارضها، رغم أننا محرومون من حق التصويت في الخارج.

ترامب يدعو إلى معالجة المرضى النفسيين بدلًا من تشديد إجراءات تجارة السلاح

نشر موقع "شبيجل أون لاين" تقريرًا لفت إلى التحالف القوي بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ولوبي تجارة الأسلحة في الولايات المتحدة، والذي دفع ترامب لامتصاص الغضب الشعبي جرّاء الأحداث الأخيرة، وتصريحه بأن السبب وراء هذه الأحداث هو المرض النفسي لمرتكبي المجازر، وليس سهولة الحصول على السلاح، وذلك بغرض تحصين لوبي تجارة السلاح وحماية مصالحه.

وأثارت الأحداث الإرهابية الأخيرة لليمين المتطرف في الولايات المتحدة الجدل مجددًا حول وجود وضع قيود على مبيعات الأسلحة، لكن أصحاب هذا التوجه سيخيب أملهم في تحقيق ذلك مادام ترامب متربعًا على عرشه في البيت الأبيض؛ فخلال إحدى الجولات الخاصة بحملته الانتخابية علق على مذابح "إل باسو" و"دايتون" رافضًا وضع قيود على ملكية الأسلحة قائلًا: "لا يمكننا أن نقف ضد رغبة المواطنين الشرفاء الملتزمين الذين يحترمون القانون في حماية أنفسهم؛ ولذلك سنقف دومًا مع حق الدفاع عن النفس". وبدلًا من ذلك ألقى ترامب باللائمة على إجراءات التعامل مع المرضى النفسين، وتابع: "لا يمكننا السماح لهؤلاء بالخروج إلى الشوارع، بل يجب إخضاعهم للعلاج والرعاية القسرية".

هذه المجازر الدموية نتيجة التأثر بألعاب الفيديو الوحشية

عقب المجازر الدموية التي ارتُكبت في كل من "إل باسو" (تكساس) و"دايتون" (أوهايو)، والتي راح ضحيتها 31 قتيلاً، خرج ترامب ليُعلن للأمريكيين والعالم أن الباعث وراء ارتكاب مثل هذه الجرائم هي ألعاب الفيديو الوحشية، وكأنه يتحدث بلسان لوبي الاتحاد القومي الأمريكي للأسلحة (NRA)، الذي كان الداعم الأول لحملته الانتخابية، ونسي ترامب أو تناسى أن مثل هذه الأنواع من الأسلحة، التي تستطيع قتل المئات في ثوانٍ معدودة، لا ينبغي أن تحوزها إلا الجيوش النظامية أو الدول، لكنها متاحة بكل سهولة للأمريكيين باسم "حق الدفاع عن النفس"، وتحت حراسة القانون.

إغلاق المصحات النفسية ودور الرعاية بسبب نقص التمويل

وأضاف ترامب في تعليقه على هذه الحوادث: "لن نسمح بأن يمتلك المرضى العقليون أسلحة، لكن في الوقت نفسه ينبغي التأكيد على أن ثمة مشكلة حقيقة في مواجهة هؤلاء؛ فالأمر لا يتعلق بالسلاح، ولذا ينغي أن نكون صرحاء؛ فخلال العقود الأخيرة أُغلقت الكثير من المصحات النفسية ودور الرعاية بسبب عجز التمويل، الأمر الذي نتج عنه تسريح الكثير من المرضى في الشوارع، وهذا الأمر كان له عواقب وخيمة على بلادنا، ومن ثم فنحن بحاجة ماسة إلى بناء المزيد من المنشآت النفسية المتخصصة، وتوفير الدعم اللازم لها".

لماذا تدور حرب الشوارع في مدينة سارلند الألمانية بين الأكراد والأتراك؟

نشر موقع "فوكس أون لاين" تقريرًا للكاتب "كريستوف جيز" تحدث عن حرب الشوارع بين فرق موسيقا الروك، ذات الأصول التركية والكردية في مدينة سارلند الألمانية، وأسباب هذه الحرب، وخطورة التصعيد بين أردوغان والأكراد على الحدود السورية، وأثر ذلك على الوضع في ألمانيا، حيث يعد الأتراك والأكراد من أكبر نسب المهاجرين هناك.

ويتفاقم الصراع بين الأتراك والأكراد في كلٍّ من تركيا وسوريا بشكل كبير في الأشهر الأخيرة؛ فقد هدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مؤخرًا بشن هجوم على الأكراد في شمال سوريا لتطهير المنطقة الحدودية من الميليشيات الكردية، على حد زعمه، ولا شك أن تطور هذا الصراع بين الأتراك والأكراد له مردود سلبي في ألمانيا.

ومؤخرًا وقعت تصادمات جديدة بين جماعات تركية وكردية في مدينة سارلاند الألمانية، وفقًا لما ذكرته صحيفة "بيلد آم زونتاج"، من واقع ملف تحقيقات وزارة الداخلية الألمانية، فقد هاجم مجموعة من الأكراد، يُقدّر عددهم بـ 15 شخصًا، أمام مقهى في قرية "ناسويلير" في جنوب ألمانيا، أحد الأتراك بالسكاكين والهراوات، وفي حالة أخرى تعرض تركي آخر لهجوم من قبل 20 كرديًّا في وسط مدينة ساربروكن، وذكرت التحقيقات أن الضحايا كانوا أقارب، وأنهم أكدوا أن الجناة هم أعضاء لفرقة الرووك (باهوز).

التحذير من تكرار عنف عام 2016

اتحاد "الباهوز" يضم مجموعة من الشباب الكردي تشبه مجموعة موسيقى الروك، والتي تأسّست في عام 2016م في بادن فورتمبيرغ، لكن سرعان ما تم حلها في عام 2017م، حيث يتم تصنيفها من الجهات الأمنية على أنها مجموعة عنيفة ومستعدة لتبني القوة لفرض آرائها السياسية، وهذه المجموعة تناصب العداء لفرقة الروك القومية التركية "العثمانية الألمانية" المحسوبة على أردوغان، وفي عام 2016م في مدينة ساربروكن، حدثت اشتباكات عنيفة بين الجانيبن استخدمت فيها القنابل اليدوية والأسلحة البيضاء.

فرض سيادة الدولة وهيبتها

يورن تيلمان، الخبير في الشؤون الأمنية، صرَّح بأن هذه العصابات ينبغي أن تُعامل معاملة مافيا الإجرام والمخدرات، فمن الضروري فرض سيادة الدولة وهيبتها بكل الوسائل الممكنة، بداية من نزع السلاح وحتى العقاب الرادع، بالإضافة إلى زيادة تواجد الشرطة في أماكن تواجدهم، وبالتأكيد، من المتوقع أن يزيد الهجوم التركي ضد الأكراد في شمال سوريا من تفاقم الوضع في أماكن النزاع بين الجانبين في ألمانيا، لكن في النهاية يظل التأثير محدودًا والعواقب مأمونة، لا سيما إذا ما وضعت الجهات الأمنية هذا التطور المستقبلي ونتائجه في الحسبان.

طالبو اللجوء لألمانيا من الأتراك والإيرانيين ينتمون لطبقة النخبة

نشر موقع "فيلت" تقريرًا للكتّاب "كارولينا دروتن، ودوروثيا سيمز، وفلوريان جهم ومانويل بوواردر" يتحدث عن موقف اللاجئين ودرجة تعليمهم في ألمانيا، حيث ذكرت وزارة الخارجية الألمانية أن الاعتقالات والمضايقات للمعارضين في كل من تركيا وإيران قادت إلى نزوح الكثير من طبقة النخبة (أساتذة الجامعات، وحملة الماجستير والدكتوراه) في كلا البلدين إلى الخارج لاستكمال الدراسة أو مواصلة الحياة المهنية، بينما حدث العكس في كلٍّ من العراق وسوريا.

وتُعد الدرجة العلمية للمهاجرين الراغبين للجوء بألمانيا في كل من إيران وتركيا أعلى من المتوسط، وبالتالي فهجرتهم تضعف الاقتصاد في الوطن الأم، بينما تقل الدرجة العلمية للمهاجرين من العراق وسوريا، كما يعد طالبو اللجوء في كل من تركيا وإيران هم أكثر نسبيًا من حيث درجة التأهيل العلمي، وذلك طبقًا لتقرير صادر عن المكتب الفيدرالي للهجرة واللاجئين (BAMF) بخصوص طالبي اللجوء، ووفقًا لما نشره المكتب فإن نسبة 59.3 % من طالبي اللجوء الأتراك  أنهوا دراستهم الجامعية، ولا زالت هذه النسبة في تزايد مستمر، حيث إنها كانت في عام 2017م 46% فقط.

ونفس الشي تقريبًا بالنسبة للإيرانيين، حيث بلغت نسبة الحاصلين على مؤهل عال من طالبي اللجوء في عام 2017م نسبة 42.6%، ثم ارتفعت في العام التالي لـ 47.5%، وقد أجريت هذه الإحصائيات على عدد 65000 من طالبي اللجوء إلى ألمانيا في عام 2018م.

أما فيما يخص طالبي اللجوء من البلدان الأخرى فدرجة التعليم الجامعي هي أقل بكثير، حيث بلغت نسبة طالبي اللجوء في سوريا 17%، والعراق 14.2%، في حين تنخفض النسبة كثيرًا بالنسبة لدول أخرى مثل: نيجيريا وأفغانستان، ولا تزال تركيا وإيران من بين الدول الأساسية لطالبي اللجوء في العام الحالي، حيث سجل مكتب الهجرة واللجوء حوالي 6000 طلب من كلا البلدين، وتشارك أربعة بلدان أخرى في هذه النسبة الكبيرة لطالبي اللجوء.

وقد أرجعت وزارة الداخلية الألمانية الزيادة الملحوظة في عدد طالبي اللجوء من تركيا بالتحديد إلى الوضع السياسي هناك، لا سيما بعد محاولة الانقلاب الفاشلة في عام 2016م، حيث تم فصل أكثر من مائة ألف موظف حكومي، كما زادت أنقرة من الضغط على الأقلية الكردية، بالإضافة إلى الأزمة الاقتصادية التي يمر بها الاقتصاد التركي في الآونة الأخيرة، بينما تتصاعد التوترات في إيران، وتزداد العلاقات الدولية سوءًا يومًا بعد يوم بسبب سياسات النظام القمعي وممارسته للتعذيب وقمعه للحريات.

 ففي عام 2018م رفض مكتب الهجرة والاندماج الألماني قبول طلبات 5000 إيراني، في حين تمت الموافقة على 2619 طلبًا، وصرَّحت وزيرة التعليم الألمانية "أنيا كارليتشيك"(CDU)، من الاتحاد الديمقراطي المسيحي، بأن دمج اللاجئين وفقًا لمؤهلاتهم في نظام التعليم الألماني يمثّل تحديًا كبيرًا نحاول التغلب عليه.

الاستفادة من الكفاءات والقدرات

في نهاية عام 2015م تم إطلاق حزمة شاملة من التدابير فريدة من نوعها عالميًّا، لدمج اللاجئين المؤهلين في الجامعات الألمانية، وقد أثبتت هذه الاجراءات نجاحًا ملحوظًا؛ فقد تم قبول أكثر من 20000 لاجئ لاستكمال الدراسة بالجامعات الألمانية. من جانبها أكدت "رابطة اتحادات رجال الأعمال (المستثمرين) الألمانية" (BDA) على ضرورة استفادة الاقتصاد الألماني من هذه الفرص، ودعت إلى استغلال إمكانيات وقدرات اللاجئين للاستفادة منها لسد العجز المتزايد في العمالة الماهرة.

هجرة العقول

ويحذر الخبراء والسياسيون في تركيا من العواقب الخطيرة لهجرة العقول والكفاءات، حيث قال "مراد أردوغان"، مدير مركز أبحاث الهجرة والتكامل، التابع للجامعة الألمانية التركية في إسطنبول: "هجرة العقول هي أسوأ شيء يمكن أن يحدث لتركيا؛ فلدينا القليل من الموارد الطبيعية، ونعتمد على النخبة الفكرية في تعويض هذا الفارق، ولذلك تحاول الحكومة  إعادة هذه العقول المهاجرة عن طريق الحوافز المالية، لكن ما قيمة المال والوظيفة إذا ما فُقد الشعور بالأمان؟! ومن ثمَّ ستبقى المشكلة قائمة إذا لم يضمن هؤلاء الحرية والأمن حال عودتهم".

ويضيف "جوتشن أولتمر"، الباحث في شؤون الهجرة بجامعة أولدنبورغ قائلاً: "هاجر العديد من منتقدي أردوغان ولم يعد يسمع هناك صوت للمعارضة، ومثل هذه الأجواء لا يمكن أن تكون مُحفِّزة للابتكار والازدهار"، واتفق معهما في الرأي "سيفيم داجديلن"، زعيم المجموعة البرلمانية الألمانية التركية في البرلمان الألماني، الذي أكد أن اعتقالات أردوغان طالت جميع الفئات، من صحفيين ومحامين وعلماء؛ فقد قضى على قطاع كبير من النخبة في البلاد.

كيف تظهر صورة العدو الأمريكي في المشهد الإيراني؟

نشر التليفزيون الألماني (إيه أر دي) تقريرًا أعدّته المراسلة "كارين سينز" عن صورة الولايات المتحدة في المشهد الإيراني؛ في الشوارع، وبين أطفال المدارس والجامعات، وكيف يُساهم النظام الإيراني في رسم الصورة النمطية عن الولايات المتحدة، وأسباب ذلك.

وينظر الكثير من الإيرانيين للولايات المتحدة بشكل سلبي؛ فالنظام الإسلامي الحاكم يريد زيادة كراهية الشعب للولايات المتحدة، لكن ذلك لم يعد سهلًا كما كان، حيث إن هذا الجيل الصاعد بدأ يستقل بنفسه في حكمه على الآخرين؛ فالإيرانيون يشربون الكوكاكولا ويأكلون هاينز كاتشب مع اللحم، ويحملون موبيلات "آي فون"، وكل هذه منتجات لدولة الشيطان، كما يطلق عليها في إيران منذ سنوات عقود.

وبالفعل يتم تغذية أطفال في المدارس بكراهية أمريكا، هذا ما يقوله جبار كوشكينجاد، المتخصص في شؤون التعليم في النظام الإيراني المحافظ، وتابع: "هناك دائمًا شعارات، مثل الموت للمتكبر أو الموت للشيطان، وإذا ما فعلت أي دولة أخرى، ما تفعله الولايات المتحدة، واضطهد حُكّامُها الشعوب في جميع أنحاء العالم، فإنها ستواجه نفس الشعارات، ولذلك نقول أيضًا الموت لإسرائيل أو الموت لإنجلترا".

لاعبو كرة القدم وليس الشهداء

محمد جواد أبطحي، العضو بالبرلمان الإيراني يرى بأن سياسة إصلاح التعليم في الفترة ما بين عامي 1997 و2005 لم تكن مُجدية، و"لسوء الحظ، فقد نهجت وزارة التعليم سياسة مناهضة للدين خلال هذه الفترة، ولذلك نرى أجيالًا من الطلبة تعرف أسماء لاعبي ريال مدريد وزوجاتهم بدلًا من معرفة أسماء الشهداء الإيرانيين".

سياسة التلقين في التعليم

قام عالم أمريكي بمعهد دولي مقره في القدس بالبحث في الكتب المدرسية الإيرانية في الفترة ما بين عامي 2000م و2004م، وذكر أن الكتب المدرسية الإيرانية غالبًا ما تطلق على الولايات المتحدة "الدولة الظالمة" أو "المتغطرسة"، التي تعمل على نهب ممتلكات الدول الضعيفة واستعبادها، وتابع: الكتاب المدرسي للصف الحادي عشر يدعو صراحة المسلمين إلى وجوب العمل على تحطيم الغرور الأمريكي، كما يحض المعلمين على زرع كراهية أمريكا في قلوب الطلبة، وإن كان هذا الأمر قلت حدته في الآونة الأخيرة. ولذلك يقول أبطحي: "تمارس وزارة التعليم ضغوطًا على مديري المدارس للتوقف عن دهس الأعلام الأمريكية أو الإسرائيلية بالنعال على الأرض، لماذا، وكيف يحدث ذلك؟!"

صعوبات في استمرار ترسيخ الصورة السلبية عن أمريكا

يمكن أن يسمع في إيران مثل هذه الشعارات: "أمريكا الشيطان الأكبر، أو "الموت لأمريكا" في أيام الاحتفال بذكر الثورة الإيرانية، وتقول سارة، 10 سنوات، وتدرس بمعهد الموسيقى وتنتمي لأسرة من الطبقة الثرية: لقد سمعت ذلك، لكن حينما سمعت من جدة صديقتي، التي تسافر إلى واشنطن سنويا، ورأيت معها صورًا جميلة للولايات المتحدة، تعجبت وقلت: "إنها نظيفة، وليست سيئة كما يقولون؛ فهي نظيفة للغاية، وإن كانوا يتحدثون بلغة مختلفة، ولا يرتدون الحجاب، فهذا ليس مهمًّا على الإطلاق، ولكن المهم أنها أكثر خضرة وأجمل من هنا بكثير".

يريد حربًا ضد إيران

رغم أن العديد من طلبة مدرسة الموسيقى بدأوا يدركون زيف الصورة النمطية السلبية عن الولايات المتحدة، بيد أن أغلبهم اتفق على كره رئيسها دونالد ترامب؛ فالجميع في المدرسة تقريبًا ينظر إليه على أنه شرير، حيث تقول إحدى الفتيات: "لا أعرف عنه الكثير، لكن ما أعرفه أنه هو رئيس الولايات المتحدة، وأنه لن يسمح لنا بدخول أمريكا، بينما يقول طفل آخر: "أعرف أن ترامب شخص سيء، وأنه يريد أن يقود حربًا ضدنا"، في حين تصيح سارة الصغيرة، التي بالكاد تسطيع الجلوس بهدوء: "غادر الكثير ممن أعرفهم من أجل مستقبل أفضل في الولايات المتحدة؛ فهم يرون هناك المستقبل، وليس في إيران".

للإطلاع على الموضوع الأصلي .. اضغط هنا

ربما يعجبك أيضا