بعد خمسين عامًا من وفاته.. رفات الجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين يعيده للواجهة

أشرف شعبان

رؤية – أشرف شعبان  

بعد مرور أكثر من 5 عقود على وفاته، يعود رفات الجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين إلى الواجهة رغم إخفاق عمليات بحث سابقة في الوصول إلى جثته، حيث أعدم في سوريا.

منذ ثلاثة أسابيع، تنبش روسيا القبور في مخيم اليرموك في العاصمة السورية دمشق بحثا عن رفات الجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين المختفي منذ ستينيات القرن الماضي.

الجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين، الذي أعدم في سوريا في عام 1965.

نبش القبور وإخراج الموتى

عمليات البحث من قبل روسيا أدت إلى حالة من الاستياء لدى الفلسطينيين بسبب نبش القبور وإخراج الموتى لفحصها.

ووفقا لصحفتي «جيروزاليم بوست» و«هآرتس» تبذل موسكو ودمشق في الآونة الأخيرة مساع بضغط من تل أبيب لإغلاق ملف كوهين بشكل كامل.

عمليات البحث الروسية السورية المحمومة سبقتها أنباء مطلع الشهر الجاري عن حفريات في مخيم اللاجئين الفلسطينيين، بحثا عن رفات جنود إسرائيليين فقدوا خلال اجتياح بيروت عام 1982 وفقا لصحيفة «جيروزاليم بوست» العبرية.

New Project 20 3

عينات من رفات

وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان فإن «القوات الروسية عملت خلال شهر شباط/ فبراير على نبش قبور في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، جنوب دمشق، بحثا عن رفات جنديين إسرائيليين والجاسوس الشهير إيلي كوهين».

وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن القوات الروسية «أخذت عينات من رفاتا تمّ استخراجها لإجراء فحوصات الحمض النووي والتحقق من هويات أصحابها».

إسرائيل تؤكد سعيها لاستعادة رفات الجاسوس إيلي كوهين | البوابة

عينات من الحمض النووي

وبحسب تقرير الصحيفة العبرية، فقد شرعت القوات الروسية في التنقيب عبر البحث عن عينات من الحمض النووي مأخوذة من قبور يشتبه في كونها لجنود إسرائيليين فقدوا قبل 40 عامًا.

واختتمت الصحيفة العبرية بقولها: مكان دفن الجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين غير معروفة نظرا لتغيير موقعه 3 مرات بسرية تامة بعد شن الموساد حملات كبيرة لتحديد مكان الرفات، بيد أن إسرائيل تضغط اليوم على موسكو ودمشق لإيجاده.

image 5

جهود روسية

الاهتمام البالغ بجثة مفقودة منذ عقود عزاه التقرير الإسرائيلي إلى مكانة كوهين فضلا عن الجهود الروسية لمحاولة تسهيل اتفاق تطبيع بين البلدين.

من جانبه، أكد رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أن روسيا تساعد في البحث عن رفات الجاسوس الإسرائيلي المشهور، إيلي كوهين، الذي أعدمته السلطات السورية شنقا عام 1965.

وصرح نتنياهو، في مقابلة مع قناة «آي24نيوز» الإسرائيلية، ردا على سؤال حول تقارير تتحدث عن بذل جهود كبيرة للعثور على رفات كوهين في سوريا بمساعدة روسيا: «إنها صحيحة. هذا كل ما يمكنني أن أقول لك».

تقدم دراماتيكي

وفي غضون ذلك، نقلت «آي24نيوز» عن «مصدر في الحكومة السورية» قوله إنه «تم تحقيق تقدم دراماتيكي» في الجهود الرامية إلى العثور على بقايا كوهين.

وأوضحت القناة في تقرير لها أن قطعة شخصية (بقايا ملابس أو وثيقة) كانت تابعة للجاسوس الراحل تم نقلها مؤخرا إلى إسرائيل التي تحللها لاستخراج آثار جديدة في القضية.

وفي صيف 2018، استعادت إسرائيل ساعة اليد التي كان يضعها كوهين، والتي كانت جزءا من “هويته العربية الزائفة”، وذلك بفضل “عملية خاصة نفذها الموساد»

جيروزاليم بوست: رفات إيلي كوهين في طريقها من دمشق لإسرائيل | أخبار سكاي  نيوز عربية

من هو كوهين؟

والجاسوس كوهين الذي جسدت «نتفليكس» سيرته في مسلسل قصير، أعدمته السلطات السورية شنقا في ساحة المرجة في دمشق عام 1965 بعدما نجح في اختراق أعلى مستويات النظام، وتم الكشف عن أنشطته.

وولد «كوهين» في عائلة يهودية بالإسكندرية المصرية وانضم في 1961 إلى صفوف «الموساد» وكان معروفا بتمكنه من ترتيب علاقات وثيقة مع النخبة السياسية العسكرية السورية في أوائل وأواسط الستينيات من القرن الماضي، ما أتاح له نقل معلومات استخباراتية ثمينة لإسرائيل قبل سنتين من حرب يوليو 1967.

وفي 2004 وجه رئيس الاحتلال الإسرائيلي في ذلك الوقت موشيه كاتساف نداء بهذا الخصوص إلى نظيره السوري بشار الأسد عبر موفدين فرنسيين وألمان وأمميين.

New Project 19 3

عائلة كوهين

ولم تعلق عائلة كوهين على التقرير الذي جاء قبل انتخابات الكنيست في 23 مارس. وقالت ابنته في مقابلة منفصلة إن نتنياهو لم يطلع الأسرة على عمليات البحث، وانتقدت رئيس الوزراء لإعلانه ذلك عبر وسائل الإعلام.

وقالت صوفي بن دور لأخبار القناة 13: «لم يتحدثوا معنا. ليس لديّ أي فكرة عما إذا كانت هذه مجرد حيلة سياسية قبل الإنتخابات في 23 مارس».

نتنياهو: روسيا تساعد في البحث عن رفات إيلي كوهين – وجه الحق RûMaf

ربما يعجبك أيضا