المازوت الإيراني في لبنان.. قلق أمريكي من حزب الله وليس طهران!

يوسف بنده

رؤية – بنده يوسف

الثلاثاء الماضي  14 سبتمبر، أظهرت الأقمار الصناعية أن ناقلة “فاكسون” الإيرانية قد بدأت بتفريع 33 ألف طن من المازوت الإيراني في ميناء سوري، تمهيدًا لإرساله إلى لبنان.

وأوضح موقع “تانكر تراكرز” لتتبع السفن، أن “الناقلة التي لا يمكنها توصيل شحنتها بحرا بشكل مباشر إلى لبنان بسبب العقوبات، ذهبت إلى بانياس في سوريا لنقل الشحنة برا”.

وتابع الموقع أن الشحنة تحتاج إلى 1310 شاحنات لنقلها إلى لبنان، وقدر حجم الشحنة بنحو 33 ألف طن متري من المازوت.

وأكد “تانكر تراكرز” أن الناقلة الإيرانية الثانية والثالثة التي تحمل الوقود إلى لبنان، مازالوا في طريقهم إلى سوريا.

وحسب تقرير لصحيفة الجريدة الكويتية، فإن سفينتين إيرانيتين أخريين أفرغتا حمولتهما في مرفأ بانياس السوري، بعد أن أفرغت باخرة أولى النفط وأُدخل براً إلى لبنان عبر معبر غير شرعي.

وقال المصدر إن ناقلتين أخريين في طريقهما إلى بانياس، مضيفاً أن التجار الذين طلبوا النفط، والذين يعتقد أنهم واجهة لـ «حزب الله» طلبوا كذلك أربع شحنات إضافية، ليصبح بذلك عدد الشحنات الإجمالي 8.

وشدد على أن السفن الإيرانية رفضت دخول المياه الإقليمية اللبنانية دون إذن رسمي من الحكومة اللبنانية، قائلاً «عملياً، إذا كان لدى السلطات اللبنانية مشكلة في الموضوع فيجب أن يتكلموا مع التجار الذين استوردوا الشحنات، لأن إيران سلمت الوقود في سورية لا لبنان».

ميقاتي يبرأ الحكومة

قال رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي إن شحنات الوقود الإيرانية التي أدخلها حزب الله إلى البلاد انتهاك لسيادة لبنان.

مؤكدا ارتياحه لاستعداد صندوق النقد الدولي لدعم الحكومة بعد قرارها رفع الدعم عن المحروقات، ما أدى لارتفاع جديد في الأسعار.

ترحيب وانتقاد

انتشر وسم #سفينة الوعد الصادق و #صهاريج المازوت و #صهاريج العز على مواقع التواصل. وقد رحب مؤيدو حزب الله اللبناني بهذا الحدث الذي من شأنه التخفيف من أزمة شح المحروقات في البلاد.

في الجهة المقابلة، انتشر وسم #صهاريج_الذل لانتقاد وصول المازوت القادم من إيران وصمت حكومة نجيب ميقاتي الجديدة التي عقدت اجتماعا بعد ساعات من وصول الصهاريج، وناقشت البيان الوزاري الذي يضم الخطوط العريضة لعملها في الفترة المقبلة.

بطلب من لبنان

أعلنت الخارجية الإيرانية، أن طهران تلتزم بمساعدة الدول الصديقة، لافتا أن «شحنة ​الوقود​ المرسلة إلى ​لبنان​ كانت حسب الطلب اللبناني». وأضافت: إذا أرادت لبنان شراء النفط والوقود الإيراني مرة أخرى فنحن جاهزون.

وردًا على تصريح ميقاتي، وصف المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، خطيب زاده، تحرك إيران بأنه عمل تجاري “طبيعي تمامًا”، قائلاً: “لن أعلق على الشؤون الداخلية للبنان، لكن يمكنني أن أؤكد لكم أنه إذا طلبت منا الحكومة اللبنانية غدًا شراء الوقود لحل مشاكل الشعب فسنقدم  لهم الوقود”.

حزب الله الهدف

حسب تقرير لصحيفة الشرق اللبنانية، فقد سجل تصعيد اوروبي في وجه لبنان الرسمي. فقد اكد البرلمان الاوروبي في جلسة عقدها «على مسؤولية حزب الله بأزمة لبنان الاقتصادية والاجتماعية». ودعا دوله الى «وضع قائمة مؤسسات وأشخاص في لبنان ينطبق عليهم نظام العقوبات». واعتبر في قرار اصدره «كارثة لبنان سببها حفنة من المسؤولين». كما دعا «قادة لبنان لعدم تأجيل الانتخابات عام 2022 تحت أي سبب».

ومن جانب الولايات المتحدة الأمريكية، قالت المتحدثة الإقليمية باسم وزارة الخارجية الأمريكية، جيرالدين غريفيث، إن العقوبات المفروضة على حزب الله اللبناني نتيجة لنشاطاته المزعزعة للاستقرار، لافتة إلى أن العقوبات ضد حزب الله لا تقتصر على الولايات المتحدة بل المجتمع الدولي ككل.

وأشارت غريفيث، إلى أنه لن يكون هناك تردد في مساءلة حزب الله على أنشطته المزعزعة للاستقرار وعلى حساب الشعب اللبناني، مؤكدة أن استيراد النفط من إيران والنشاطات المشابهة يُعرض لبنان للخطر، وفق قناة «إل بي سي آي» اللبنانية.

وفرضت واشنطن عقوبات جديدة على حزب الله بمنعه استغلال الموارد اللبنانية وتأمين تمويله، مؤكدة التزام أمريكا بتضييق الخناق على الحزب.

وتابعت: ما يهمنا أن يكون هناك في لبنان حكومة قادرة على القيام بدورها وتنفيذ الإصلاحات، ولا يخفى على أحد ما يعاني منه لبنان من أزمة طاقة وغيرها نتيجة سنوات من الفساد وسوء إدارة الموارد.

وأشارت إلى أن الإدارة الأمريكية سعت لإيجاد حلول مستدامة لحل أزمة الطاقة في لبنان واستيراد المحروقات من دولة خاضعة للعقوبات لا يصب في مصلحة لبنان.

وشددت غريفيث على أن الولايات المتحدة تتخذ إجراءات عدة ضد ايران واستيراد النفط غير الشرعي، مشيرة إلى استعداد واشنطن لمساعدة لبنان للتغلب على أزمة الطاقة. وعلقت: لكن على السلطات اللبنانية أن تكون على استعداد لتقوم بدورها.

وفي وقت سابق الجمعة، فرضت واشنطن عقوبات جديدة على عدد من الأفراد لصلتهم بحزب الله. وذكر منشور على موقع وزارة الخزانة الأمريكية على الإنترنت أن واشنطن فرضت عقوبات على شبكة وأفراد على صلة بميليشيات حزب الله المصنفة إرهابية.

وأشارت الوزارة إلى أن مكتب مراقبة الأصول الأجنبية (OFAC) حدد أعضاء تلك الشبكة المالية ومقرها لبنان والكويت، الذين يعملون ضمن الميسرين الماليين والشركات الواجهة لدعم حزب الله وفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني.

وأفادت الوزارة أن هؤلاء الأفراد أو الشبكة قاموا بعمليات غسل عشرات الملايين من الدولارات من خلال الأنظمة المالية الإقليمية وأجروا عمليات تبادل للعملات وتجارة الذهب لصالح كل من الحزب والحرس الثوري.

ربما يعجبك أيضا