‫ عبر سوريا والأردن.. تزويد لبنان بالغاز المصري في «مراحله النهائية»

علاء الدين فايق

رؤية – علاء الدين فايق 

عمان-  يبحث وفد وزاري لبناني في العاصمة الأردنية عمّان اليوم الأربعاء، التفاصيل المتعلقة بتزويد لبنان بالغاز من مصر عبر الأراضي الأردنية والسورية، والذي يعرف إعلاميا باسم “خط الغاز العربي”.

ومن المقرر، أن تناقش جولة المباحثات المشتركة الإجراءات الخاصة بتسريع وصول الغاز المصري إلى لبنان عبر الأردن وسوريا.

وتأتي زيارة الوفد الرسمي اللبناني إلى عمّان، بعد أيام من زيارة رئيس الوزراء الأردني بشر الخصاونة إلى العاصمة بيروت وكان أول مسؤول خارجي يزورها في أعقاب تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة برئاسة نجيب ميقاتي. 

وفي تصريحات صحفية عقب لقائه الرئيس اللبناني، أكد رئيس الوزراء الأردني، أن هناك العديد من الإجراءات التي سيتخذها الأردن بالتعاون مع مصر لتلبية الاحتياجات الضرورية والعاجلة للبنان.

وبشأن الغاز المصري والربط الكهربائي أكد الخصاونة ان الأردن يعمل على تسريع الخطوات المتخذة لرؤية هذه المشاريع على ارض الواقع بأقرب وقت ممكن وان الأردن سيعمل بشكل يومي على هذه المشاريع. 

وقال “نريد الارتقاء بكل علاقات التعاون بين الأردن ولبنان إلى افضل المستويات وبما يعود بالنفع ويحقق المصالح المشتركة للبلدين والشعبين”.  

وأضاف الخصاونة “لن نتأخر بما لدينا من إمكانيات للاستجابة لكل الاحتياجات التي نستطيع أن نؤمنها للأشقاء في لبنان”، مشيراً إلى أن الزيارة تأتي في إطار التضامن مع لبنان. 

ولفت الخصاونة إلى أن “الحديث جرى عن سبل تسريع تلقي لبنان للغاز المصري وأيضاً عن جهد يجري مع الأشقاء في الإقليم لغايات تزويد لبنان ببعض الاحتياجات في مجال الطاقة من الأردن”.  

ويوم 8 أيلول سبتمبر، استضافت  العاصمة عمّان، الاجتماع الوزاري لدول خط الغاز العربي، (مصر والأردن وسوريا ولبنان)، وتم خلاله الاتفاق على إيصال الغاز الطبيعي المصري إلى الجمهورية اللبنانية عبر الأردن وسوريا، وتقديم خطة عمل وجدول زمني لتنفيذ ذلك.  

وحضر الاجتماع وزيرة الطاقة الأردنية، هالة زواتي ووزير البترول والثروة المعدنية المصري المهندس طارق الملا ووزير النفط والثروة المعدنية السوري المهندس بسام طعمة ووزير الطاقة والمياه اللبناني الدكتور ريمون غجر.  

وفي تصريحات سابقة، قالت وزيرة الطاقة الأردنية، هالة زواتي، إن البنية التحتية لاستئناف تدفق الغاز إلى لبنان بحاجة إلى فحوصات بعد توقف دام 10 سنوات بسبب تداعيات الأزمة السورية.  

وكان من المتوقع الانتهاء من الصيانة مطلع تشرين الأول أكتوبر، فيما أعلن البنك الدولي أنه سيساعد لبنان في تمويل الاتفاقية.  

ترحيب سوري 

من جانبها، رحبت الحكومة السورية، بـ”طلب” لبنان إمرار الغاز والطاقة الكهربائية من مصر والأردن عبر أراضيها وأبدت استعداداً “لتلبيته” للتخفيف من وطأة أزمة الطاقة التي يعانيها لبنان منذ أشهر.

وفي آب أغسطس الماضي، أعلنت الرئاسة اللبنانية تبلغها موافقة الولايات المتحدة الأمريكية على مساعدة لبنان لاستجرار الطاقة الكهربائية والغاز من مصر والأردن مروراً بسوريا فلبنان. 

ومن المفترض أن ينقل الغاز عبر ما يُعرف بـ”الخط العربي”، من الحدود الأردنية جنوباً إلى وسط سوريا ومنها إلى محطة لقياس الكمية قرب الحدود اللبنانية السورية ثم إلى لبنان.

وقالت وزيرة الطاقة والثروة المعدنية هالة زواتي، في تصريحات سابقة، إن الأردن بإمكانه تصدير 250 ميغاواط من الطاقة الكهربائية إلى لبنان.

وقالت زواتي إن ” اجتماع وزراء الطاقة في الأردن ومصر وسوريا ولبنان، يهدف بشكل أساسي للتعاون في مجال إعادة تصدير الغاز الطبيعي المصري للجمهورية اللبنانية عبر الأراضي الأردنية والسورية من خلال خط الغاز العربي”.

وأشارت إلى أن “الغاز المصري سيخفض تكلفة إنتاج الكهرباء في محطة دير عمار اللبنانية إلى النصف”.

إجراءات نهائية 

ويوم الثلاثاء، أعلن وزير البترول المصري طارق الملا عقب محادثات مع نظيره اللبناني وليد فياض في القاهرة، أن إجراءات ضخ الغاز المصري إلى لبنان، عبر الأردن وسوريا، في “مراحلها النهائية”.

وقال الملا، إن مباحثاته مع نظيره اللبناني “أفضت إلى وضع خارطة طريق لإمداد لبنان بالغاز المصري، تشمل كل الجوانب الفنية والتجارية والتعاقدية وآلية التوريد”.

وأضاف أنه “تم الاتفاق على مواعيد استكمال الإجراءات والتنسيق مع الأردن وسوريا لمرور الغاز المصري عبر أراضيها وإجراءات بدء الضخ في مراحلها النهائية”، دون تحديد موعد.

وأوضح الوزير اللبناني، أنه “بحث مع نظيره المصري الآليات والإجراءات السريعة التي ستُتَّخَذ خلال الفترة المقبلة لإعادة تفعيل اتفاقيات توريد الغاز المصري عبر خط الغاز العربي مرورًا بسوريا والأردن”.

وأشار إلى أن مباحثاته  “تناولت أيضا إمكانية توريد كميات إضافية من الغاز، سواء على المدى القصير أو الطويل، من أجل الإسهام في تحسين والنهوض بقطاع الطاقة اللبناني”.

ربما يعجبك أيضا