أزمة المناخ.. هل يمثل الهيدروجين وقود المستقبل؟

محمود رشدي

رؤية- محمود رشدي

يبدو أن زعماء العالم والمتخصصين في الطاقة لديهم كثير من الأمور التي تتسم بالتشاؤم ليرددونها بشأن آفاق العمل الهادف خلال القمة العالمية للمناخ، ولكن هناك أسباب تدعو إلى التفاؤل بشأن التخلي عن استخدام الوقود الأحفوري.

أوضحت دراسات عديدة أن هناك أسباب تدعو  إلى التفاؤل بشأن التخلي عن استخدام الوقود الأحفوري وتتمثل في استمرار انخفاض أسعار الطاقة المتجددة، وتحسن خيارات التخزين، كما يبشر الهيدروجين بالكثير في مجموعة كبيرة من التطبيقات، بحسب تحليل نشرته وكالة بلومبرج للأنباء من إعداد بيتر أورساج، الرئيس التنفيذي للاستشارات المالية في لازارد، وجورج بيليسيتش، نائب رئيس مجلس الإدارة والرئيس العالمي بالشركة.

عصر الطاقة الهيدروجينية

ويبدو أن تقنيات تقليل انبعاثات الكربون ستصبح أحد الأهداف الأكثر فعالية لبرامج التحفيز الاقتصادي في مرحلة ما بعد كوفيد-19، في ظل تركيز صانعي السياسات الاقتصادية على قطاعات الطاقة النظيفة الأكثر تطورًا من الوقود الأحفوري من حيث القابلية للإنتاج والتكلفة المادية.

وتوصل خبراء في دراسة نشرتها جامعة أوكسفورد البريطانية، في 4 مايو  2020، إلى أن الحكومات تستطيع مساعدة قطاع الطاقة النظيفة من خلال بناء شبكات النقل الكهربائي وإصلاح أسواق الطاقة لتقليل مزايا الوقود الأحفوري، وسيتولى القطاع الخاص مسألة التمويل والبناء.

وركزت الدراسة أيضًا، على قطاع بطاريات أيون الليثيوم، الذي يتطور تدريجيًا وسط توقعات بتفوقه على التقنيات التقليدية في الأعوام الخمسة المقبلة، على الرغم من عدم قدرته حتى الآن على منافسة التقنيات الموجودة حاليًا، من الناحية المادية والتشغيلية.

ثورة الهيدروجين

يعتمد نحو 85% من المنازل في بريطانيا على أنظمة التدفئة المركزية باستخدام الغاز، ويعتقد بعض الخبراء أن تحويل السخانات إلى اعتماد الهيدروجين سيكون أوفر تكلفة، بدلا من تركيب مضخات الحرارة التي تتطلب أن يكون نظام عزل حراري عالٍ في البيوت البريطانية العتيقة.

وأشارت دراسة حكومية حديثة إلى إمكانية تدفئة المنازل بواسطة نظام هجين باستخدام مضخات الحرارة الكهربائية، ثم استخدام سخانات الهيدروجين كمصدر إضافي للتدفئة في الأيام الباردة.

وتتمثل العيوب الرئيسية للتدفئة بالهيدروجين في التكلفة العالية ومحدودية توفرها. إذ أن التكلفة أعلى بكثير من تكلفة استخدام الغاز الطبيعي، على الرغم من أن هذا الفرق سيقل بالتأكيد مع زيادة ضرائب انبعاثات الكربون التي سترفع تكلفة حرق الغاز لمكافحة تغير المناخ الناجم عنها على مدار العقود القادمة.

وقال مركز البحوث البيئية إي 3 جي في بيان: “إن التحول إلى الهيدروجين يستلزم إنفاق ضخم على البنية التحتية. وفي العديد من الحالات، تجعل التكاليف الإضافية الفكرة غير جذابة مقارنة بالبدائل الأخرى (مثل مصادر الطاقة المتجددة).

وأضاف المركز: “سنستخدم، بل ويجب أن نستخدم الهيدروجين في خيارات مزج الطاقة، لكنه ليس الحل السحري لكل شيء، كما توحي لنا بعض الخطابات أحيانا. ثمة أمل، ولكن ثمة أيضا الكثير من المبالغة”.

وفي غضون ذلك، قدمت حاوية الأمل الموجودة في زاوية ملعب رياضي في جامعة كيل، مؤخرا ما يكفي من الهيدروجين لطهي 20% من وجبات عشاء الاحتفال بعيد الميلاد.

تعزيز التحول

ويرى خبراء في الطاقة أن صناع السياسات المجتمعين الذين اجتمعوا في  غلاسكو ربما يساعدون في إعطاء دفعة لعملية التحول في مجال الطاقة عبر طرق عدة:

أولا: هم يستطيعون توفير نفقات لإجراء أبحاث، وكذلك لتقديم دعم تجاري لتكنولوجيا تخزين الطاقة، التي تعد ذات أهمية كبيرة للتوسع في استخدام مصادر الطاقة المتجددة، ولتطوير السيارات الكهربائية. ثانيا، يمكنهم اتخاذ إجراءات مماثلة فيما يتعلق بالهيدروجين، بالنظر إلى تطبيقاته التي لا تحصى، وفوائد التخلي عن الكربون.

ثالثا، يمكن كذلك تخفيف القيود المتعلقة بمكافحة الاحتكار من أجل تعزيز هذا المجال في الحالات التي من شأنها دعم تطوير مشروعات معقدة في مجال الطاقة المتجددة مثل تلك المتعلقة بالهيدروجين وتخزين الطاقة.

رابعا، يمكن للمشاركين في قمة المناخ اتخاذ خطوات للحد من القيود على الإمدادات، حيث إنها تؤدي إلى تباطؤ وتيرة الانخفاض في تكاليف الطاقة المتجددة، واستيعاب تخزين أيون الليثيوم.

ربما يعجبك أيضا