صحيفة إسرائيل اليوم: لا تتخلوا عن تركيا

ترجمات رؤية

ترجمة – محمد فوزي

منذ وصول الرئيس رجب طيب أردوغان إلى السلطة في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، كانت العلاقات الإسرائيلية التركية في أزمة مستمرة وأصبحت رهينة تقلبات العلاقات الإسرائيلية الفلسطينية.

أخيرًا، أصبح كل شيء بين البلدين على ما يرام، إذْ تم إطلاق سراح الزوجين الإسرائيلي “أوكنين” من السجن التركي وعادا إلى المنزل بعد ثمانية أيام صعبة، ولحسن الحظ انتهت العلاقة قبل أن تتمكن وسائل الإعلام الإسرائيلية من تحويل زوبعة في فنجان إلى تسونامي، في الوقت الذي كان فيه من الممكن أن يُترك الزوجان في السجن لفترة طويلة وربما تنهار بسببها العلاقات الإسرائيلية التركية. انتقل الإعلام الإسرائيلي الآن من حالة السوداوية إلى حالة التهليل والنشوة، فبعد أن كان التناول الإعلامي يتحدث عن الأزمة العميقة في العلاقات بين البلدين، إلى تناول منفصل أيضًا عن الواقع، حول الدفء المتوقع في العلاقات بينهما.

الحقيقة المجردة هي أن العلاقة التي تربط إسرائيل بتركيا خاصة ومميزة للغاية، حتى أفضل من تلك التي تربط إسرائيل بدول أخرى في المنطقة، يكفي فقط أن تسأل نفسك متى كانت آخر مرة زار فيها السياح الإسرائيليون بأعداد كبيرة القاهرة أو عمان؟ في مقابل الأعداد الكبيرة التي تذهب لتركيا كل عام، ولذا يجب الحفاظ على هذه العلاقة وتعزيزها، لكن في الوقت نفسه لا ينبغي لنا أن نتوقع تحقيق الكثير بعد ذلك.

صحيح أنه في التسعينيات أصبحت إسرائيل وتركيا حليفين وثيقين، وعملا معًا بشكل وثيق، لا سيما في المجالات العسكرية والأمنية. في الوقت نفسه، ازدهرت العلاقات الاقتصادية بين البلدين، وأصبحت تركيا حتى وجهة مفضلة للسياح الإسرائيليين.

لكن منذ وصول أردوغان إلى السلطة في أنقرة في أوائل العقد الأول من القرن الحالي، كانت العلاقات بين البلدين في أزمة مستمرة، وفي الواقع أصبحت رهينة تقلبات العلاقات الإسرائيلية الفلسطينية، ولكن في الوقت نفسه حرص أردوغان على عدم تخطي الحدود وتجنب الإضرار بالعلاقات الاقتصادية بين البلدين، واستمرت هذه العلاقات في الازدهار والازدهار. وهذا بالمناسبة نمط متكرر في علاقات أردوغان مع دول أخرى في العالم وخاصة دول أوروبا والولايات المتحدة التي يهاجمها بحدّة، لكنه في الوقت نفسه يحرص على عدم الإضرار بالعلاقات الاقتصادية معها.

لكن مثل هذه السياسة لها ثمن أيضًا، فالاقتصاد التركي ينهار، والعلاقات مع الولايات المتحدة في أزمة مستمرة، وتركيا بلا أصدقاء في المنطقة، ومن هنا جاءت محاولة أردوغان لإصلاح الضرر، حيث يسعى لتحسين العلاقات مع مصر والإمارات العربية المتحدة، ونسى خلافه مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بشأن جماعة الإخوان المسلمين، وعلى الرغم من أنه قبل عام واحد فقط أعاد سفيره من أبو ظبي.

كل هذا لا يعني أنه يجب التخلي عن تركيا؛ حيث أن فوجود الحوار حتى في مسائل الأمن الإقليمي، هو الأفضل دائمًا على الانفصال، وهناك الكثير الذي يتعين القيام به في تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين، وعلى المرء فقط أن يكون على دراية بحدوده وأولوياته الاستراتيجية وأن يعمل وفقها.

للإطلاع على رابط المقال الأصلي إضغط هنا

ربما يعجبك أيضا