في ظل الوباء.. كيف أصبحت مصر الوجهة السياحية الأكثر طلبًا عالميًا؟

سهام عيد

كتبت – سهام عيد

حصدت مصر المرتبة الأولى عالميًا كأفضل وجهة سياحية في الفترة الحالية، متفوقة على كل من جزر المالديف وجزر الكاريبي وغيرها من بلاد العالم، وفقا لاستطلاع رأي أجرته “ترافيل إنسايد” السويسرية المتخصصة في الشأن السياحي.

وبالرغم من الإجراءات المشددة التي أقرتها الحكومة السويسرية لاحتواء أزمة جائحة فيروس كورونا المستجد، إلا أن هذا الاستطلاع يعد مؤشرًا إيجابيًا إذ عكست نتائجه ثقة السائح السويسري في المقصد السياحي المصري دون غيره.

هذا ما أكده منظمو الرحلات السويسرية، بشأن ثقة السائح السويسري في موقع مصر الجغرافي المتميز وشواطئها الخلابة، وخاصة في مثل هذه الأوقات التي تعاني فيها أوروبا من انخفاض حاد في درجات الحرارة وموجات الثلج، مشيرين إلى أن هذا الاستقصاء جعل منظمي الرحلات يعيدون النظر في تسويق المنتجات السياحية المصرية، فضلًا عن تعزيز ثقة السائح في أمان المقاصد السياحية المصرية والإجراءات الاحترازية التي اتخذها السلطات المصرية للوقاية من فيروس كورونا المستجد.

السياحة

إيرادات السياحة في مصر في ظل كورونا 4 مليارات دولار

كانت قد أشارت بيانات حديثة للبنك المركزي المصري إلى تراجع إيرادات القطاع خلال الربع الأول من العام المالي الحالي بقيمة 3.4 مليار دولار وبنسبة 80.8% على أساس سنوي.

وأشار “المركزي المصري” إلى أن إيرادات قطاع السياحة تراجعت إلى 801 مليون دولار خلال الفترة من يوليو وحتى نهاية سبتمبر الماضيين، مقابل نحو 4.19 مليار دولار خلال نفس الربع من العام المالي الماضي.

وكانت إيرادات السياحة المصرية قد سجلت نحو 9.85 مليار دولار خلال العام المالي الماضي 2019 / 2020، مقابل نحو 12.57 مليار دولار خلال العام المالي 2018 / 2019.

وأظهر التقرير أن متحصلات النقل خلال الثلاثة أشهر تراجعت بمقدار 524.5 مليون دولار لتسجل نحو 1.7 مليار دولار، مقابل نحو 2.3 مليار دولار خلال نفس الفترة من العام المالي الماضي. وأوضح أن التراجع جاء كنتيجة أساسية لانخفاض متحصلات شركات الطيران بمقدار 328.1 مليون دولار تأثراً بجائحة كورونا.

وذكرت شبكة CNBC التليفزيونية أن انتشار فيروس كورونا في حوالي 240 دولة ألحق ضررا شديدا بالقطاع السياحي على مستوى العالم.

استقبال سائحين

وحولت الحكومة المصرية تركيزها من زيادة أعداد الزائرين إلى سلامة السياح والمواطنين وأن تظل وجهة آمنة رغم الأزمة الصحية.

وقال وزير السياحة والآثار المصري خالد العناني: إن عدد السياح بمصر بلغ 3.5 مليون سائح في 2020، مقارنة مع 13.1 مليون في 2019.

وأضاف في مقابلة مع رويترز: “شهدنا عاما رائعا في 2019 من حيث الأعداد والإيرادات، وأيضا أول شهرين في 2020”.

وكانت الأعداد والإيرادات أعلى بنحو 8 % خلال تلك الشهور الـ 14 ، حيث زار البلاد 2.4 مليون سائح حينها، وفقا لصحيفة “المال”.

وأكد العناني: “الهدف حاليا ليس قياس عدد السائحين لكن أن يقال إن مصر وجهة سياحية آمنة وسط أزمة كورونا”.

تعقيم 1

وأغلقت مصر الفنادق في مارس الماضي عندما بدأت أزمة كورونا بها ثم أعادت فتحها بعد حوالي شهرين بنحو 25 %، فيما أعادت فتح الفنادق بعد حوالي شهرين بنحو 25 % من السعة الاستيعابية وزادت تلك النسبة لاحقا إلى 50 %.

وقال العناني: “نعمل على بناء سمعة سياحية وتشويق للسائحين لزيارة البلاد بعد إنتهاء أزمة كورونا بإذن الله”.

وبلغ عدد الفنادق الحاصلة على تراخيص للعمل وفقا للضوابط الجديدة بعد كوورنا نحو 700 فندق من إجمالي 1200 فندق بمصر.

أعادت الحكومة المصرية أيضا فتح مطاراتها أمام الرحلات التجارية الدولية في بداية يوليو الماضي لتعزيز حركة التصدير والاستيراد.

كشف أثري

من جانب آخر، كانت وزارة السياحة والآثار تعمل على قدم وساق في ظل الجائحة، إذ شهدت الوزارة العديد من الفعاليات والأنشطة والاكتشافات على مدار عام ٢٠٢٠، فبجانب جهود الوزارة في عالم الرقمنة والتنشيط والترويج السياحي في العالم الافتراضي، كانت هناك جولات خارجية وافتتاح لعدد من المشروعات من بينها” “قصر البارون إمبان بمصر الجديدة بعد الانتهاء من أول مشروع متكامل لترميمه، متحف شرم الشيخ، متحف كفر الشيخ و متحف المركبات الملكية ببولاق، متحف الغردقة، وافتتاح هرم الملك زوسر بسقارة بعد الانتهاء من مشروع ترميمه الذي استمر ١٤ عامًا، فضلًا عن جامع الفتح الملكي بقصر عابدين بالقاهرة، المعبد اليهودي الأثري إلياهو هانبي بالإسكندرية، وقاعة “الخبيئات ..كنوز خفية” بالمتحف المصري بالتحرير في ذكرى مرور 118 عاما على تأسيسه، والتي تقام في قاعة المومياوات الملكية بعد نقلها.

وفيما يخص الاكتشافات فكانت أبرزها: “الإعلان عن الكشف عن ١٦ مقبرة عائلية بداخلها ٣٠ تابوتًا تخص كبار كهنة المعبود جحوتي بمنطقة آثار الغريفة، اكتشاف مقابر وعدد من التوابيت الحجرية وتماثيل الأوشابتي والتماثيل الخشبية والأواني الكانوبية والتمائم بمنطقة الغريفة بتونا الجبل، الكشف عن مقبرة فريدة ترجع للعصر الصاوي بمنطقة البهنسا، الإعلان عن الكشف عن مجموعة من التوابيت الحجرية والخشبية والأثاث الجنائزي بموقع جبانة الحيوانات والطيور المقدسة بمنطقة آثار سقارة، الإعلان عن الكشف عن 59 تابوتا خشبيا ملونا ومغلقا داخل آبار للدفن بمنطقة آثار سقارة في مؤتمر صحفي عالمي بحضور أكثر من 50 سفيرا، والإعلان عن الكشف عن أكثر من 100 تابوت خشبي ملون و40 تمثالا خشبيا للإله بتاح سوكر وعدد من تماثيل الأوشابتي والتمائم، و٤ أقنعة من الكارتوناچ المذهب في مؤتمر صحفي عالمي حضره أكثر من 300 صحفي وإعلامي مصري وأجنبي”.

السياحة المصرية

وتسعى مصر إلى جذب المزيد من السائحين خلال الفترة المقبلة، من خلال بناء سمعة طيبة، وتشويقهم لا سيمًا بعد كسب ثقة السائحين في ظل جائحة كورونا وتطبيق التدابير الوقائية اللازمة، مما يعود بالنفع على الاقتصاد المصري.  

ربما يعجبك أيضا