اللاجئون الأفغان في أوكرانيا.. يستجيرون من الرمضاء بالنار

آية سيد

في أغسطس 2021 هرب آلاف الأفغان إلى أوكرانيا خوفًا من حكم طالبان, والآن يعيشون أسوأ كوابيسهم مرة أخرى.


أعاد الغزو الروسي لأوكرانيا، الذي بدأ صباح الخميس الماضي، الذكريات المؤلمة التي عاشها الأفغان أثناء سقوط العاصمة كابول في أغسطس 2021.

يمثل الأفغان أكبر عدد للاجئين في العالم، بـ2.6 مليون شخص نازح، وفي أوكرانيا يشكل الأفغان أكبر عدد من السكان اللاجئين، ويرجع وصولهم إلى بداية الثمانينات، قبل وصول المئات العام الماضي خلال جهود الإجلاء.

حجيم أسوأ من أفغانستان

جاويد أحمد حقمال، لاجئ أفغاني، عمل مترجمًا للجيش الكندي في قندهار ولصحيفة ذا جلوب آند ميل الكندية، كان واحدًا ممن أجلتهم القوات الخاصة الأوكرانية من أفغانستان في أغسطس 2021، أمضى حقمال الستة أشهر الأخيرة في فندق في كييف مع أسرته، منتظرًا رد الحكومة الكندية على طلبه للجوء، مضيفًا: “كل شيء انتهى مثل منطقة حرب الجميع يهرب إلى الملاجئ والشوارع مكتظة بالجيش، نفس ما كان يحدث أمام مطار كابول في اليوم الأخير الشيء نفسه يحدث هنا”، بحسب ما ورد في صحيفة ذا جلوب آند ميل، في 24 فبراير 2022.

وأضاف حقمال في تصريحات لموقع هيئة الإذاعة الكندية (سي بي سي): “أنا أعيش في جحيم الوضع أسوأ من أفغانستان كل أطفالي يبكون ولا أستطيع تهدئتهم، الوضع مُحبط للغاية”، وبحسب الموقع حقمال العالق الآن في فندق مع 11 من أفراد أسرته، من ضمنهم 5 أطفال ووالدته المُسنة وزوجته الحامل في شهرها السادس، مكملًا: “الجنود الأوكرانيين يقيدون الحركة في الشوارع ويطلبون الإطلاع على وثائق الناس، التي لا تملك عائلته أي منها، معربًا عن قلقه من أن يؤثر التوتر في حمل زوجته ولا تستطيع طلب الرعاية الطبية.

حدود مغلقة

عندما انتشرت الأنباء عن الغزو الروسي الوشيك يوم الأربعاء الماضي، حاول بلال دوستزادا الهرب في سيارته برفقة زوجته وابنه، وبحلول صباح الجمعة كان يقف بالقرب من الحدود مع بولندا في مدينة لفيف غربي أوكراني، بحسب ما نقل موقع فايس نيوز، في 25 فبراير 2022.

يدير دوستزادا منظمة تهدف إلى مساعدة اللاجئين الأفغان، خاصةً الذين لا يحملون وثائق في الحصول على اللجوء في أوكرانيا لكنه أوقف عمله مع انتشار أخبار الغزو، وقال دوستزادا الذي ترك أفغانستان في 2019 بسبب طالبان عن الوضع في أوكرانيا “لقد تركت وضعًا سيئًا جدًا في أفغانستان والآن أنا في وضع سييء مرة أخرى. أشعر أننا بمفردنا”، مردفًا: “قرأنا في الأخبار أن الحدود مفتوحة لاستقبالنا، لكن منذ وصولي الليلة الماضية، تزداد الطوابير طولًا ولا أحد يسمح لنا بالدخول”، في إشارة إلى الحدود مع بولندا.

هروب من حرب إلى حرب أخرى

لم يكن ثناء الله تسميم، 20 عامًا، الذي غادر أفغانستان بعد شهرين من استيلاء طالبان على السلطة بسبب تردي الوضع الاقتصادي وارتفاع انتهاكات حقوق الإنسان يعلم أنه سيهرب من حرب ليعلق في حرب أخرى، فبحسب موقع فايس نيوز قتلت طالبان الكثير من أفراد عائلته أثناء الاستيلاء على السلطة.

قال تسميم: “لذلك هربت من كل هذا وانتقلت إلى أوكرانيا لقد ظننت أنني أكثر أمانًا لكن الآن أرى حربًا أخرى وأشعر أنني ربما أخسر حياتي هنا تمامًا مثلما شعرت في وطني”، متابعًا: “لم أكن أعلم أنني سأقطع كل هذه المسافة فقط لكي أعلق في حرب أخرى، مع الأسف لقد بدأت في تقبل طريقة الحياة هذه ببطء”، معربًا عن أمله في السفر إلى إسبانيا أو ألمانيا.

موقف كندا من اللاجئين الأفغان

ذكر موقع سي بي سي الكندي أن كندا تعهدت باستقبال 40 ألف لاجئًا أفغانيًا إضافيًا بعد جهود الإجلاء المبكرة التي بذلتها خلال سقوط كابول، لكنها قالت الشهر الماضي إن الأمر قد يستغرق عامين.

وبحسب صحيفة ذا جلوب آند ميل قالت المتحدثة باسم وزير الهجرة الكندي شون فرايزر، آيدان ستريكلاند، إنه جرى إعلام دائرة الجنسية والهجرة الكندية “بالحالات المعقدة للمواطنين الأفغان الذين يسعون إلى إعادة التوطين في كندا لكنهم حاليًا في أوكرانيا”، مبينة أن بعض الحالات مُعقدة وأن إجراءات فحص الطلبات ربما تستغرق وقتًا.

ربما يعجبك أيضا