المليشيات الإيرانية في العراق .. في هدنة ضد الأهداف الأمريكية حتى مطلع العام المقبل

يوسف بنده

رؤية

حملت واشنطن كتائب حزب الله العراقي، المسؤولية عن عشرات الهجمات بالقذائف والصواريخ على مصالحها في العراق وهو ما تنفيه الكتائب في الوقت الذي أعلنت فيه عدة فصائل أخرى أصغر حجما مسؤوليتها عن بعض هذه الهجمات.

وفي نهاية سبتمبر/ أيلول الماضي، حذير وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، من إقدام بلاده على إغلاق سفارتها في العاصمة العراقية، بغداد، حال استمرار الهجمات الصاروخية التي تستهدفها. كما دعا بمبيو السلطات العراقية إلى اتخاذ خطوات جدية لوقف هجمات الميليشيات على مقرّ السفارة الأمريكية.

إعلان الهدنة

أعلنت كتائب حزب الله العراقية موافقتها على وقف إطلاق الصواريخ والقذائف على مواقع وجود القوات الأمريكية في العراق بشرط أن تتقدم الحكومة العراقية بجدول زمني لانسحاب القوات الأمريكية بالكامل من البلد ولفتت الى ان القصف السابق كان رسائل تحذير وان الاتي اكبر في حال عدم الإنسحاب. في حين جرى الأحد استهداف ارتال برية للنقل اللوجستي للأمريكان في جنوب العراق.

وقال المتحدث باسم كتائب حزب الله محمد محيي: إن “عددا من الفصائل المسلحة العراقية وافقت على وقف مشروط لإطلاق النار”.

وأضاف محيي في تصريح لوكالة رويترز “يتضمن ذلك جميع فصائل المقاومة التي كانت تستهدف القوات الأمريكية”.

وأشار إلى أن الحكومة العراقية يجب أن تنفذ بحلول يناير/ كانون الثاني المقبل قرارًا برلمانيا يطالب بانسحاب القوات الأجنبية من البلاد.

وكان البرلمان قد أقر مشروع القانون بعد الغارة الجوية الأمريكية التي قتلت قائد الحرس الثوري الإيراني السابق قاسم سليماني قرب مطار بغداد الدولي ومعه نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي، أبو مهدي المهندس.

وحذر محيي من أنه رغم عدم وجود حد زمني أقصى أمام البرلمان لإنجاز القانون إلا أنه في حال صدوره وعدم التزام الولايات المتحدة به فإن الفصائل ستستخدم كل أنواع الأسلحة التي في حوزتها.

واعتبر أن إطلاق قذائف الكاتيوشا على مواقع القوات الأمريكية والبعثات الدبلوماسية “لم يكن سوى رسالة مفادها أنكم لستم موضع ترحاب في هذا البلد” وأن هجمات أكثر شدة سوف تأتي لاحقا.

انتصار للكاظمي

يبدو أن رئيس الوزراء العراقي، ذا الخلفية المخابراتية، مصطفى الكاظمي، قد حقق نصراً استراتيجياً في ضبط الأمن بمنطقة سنجار، وفي محاصرة الفصائل وإجبارها على إعلان وقف هجمات الكاتيوشا ضد السفارات والمطارات المدنية والعسكرية، دونما حاجة إلى مواجهة مسلحة معها، رغم أن المواجهة قد تحين في أي لحظة لجهة التسخين والتصعيد السياسي بين أجواء حركة احتجاج أكتوبر التي تستعد لانتخابات مبكرة قد تغير أوزان القوى في البرلمان المقبل، والفصائل الموالية لطهران والمتهمة بقتل ناشطي أكتوبر وقادة حراكه.

وحسب تقرير صحيفة الجريدة الكويتية، فقد لاحظ المراقبون أن نحو ست ليالٍ مرت على البغداديين دون أن يسمعوا انفجارات صواريخ الكاتيوشا المعتادة في قلب العاصمة، والتي تطلقها جماعات مقربة من طهران ضد السفارات الأجنبية وبنحو متتابع منذ شهور.

وكانت مصادر تحدثت عن اكتمال تحقيقات عراقية موثقة بكاميرات مراقبة من مئات المواقع في مختلف المدن، أعدها جهاز المخابرات، تثبت تورط كتائب حزب الله في قصف السفارة الأميركية والمطارات المدنية والعسكرية، في حين أكدت أن ممثلة الأمم المتحدة جينين بلاسخارت عرضت بعض هذه الوثائق خلال لقائها قيادات فصائل الحشد الشعبي في بغداد الأسبوع الماضي، موضحة لهم أن الأدلة يمكن أن توضع على طاولة مجلس الأمن لأنها تمس سيادة العراق ومحاولات حكومة مصطفى الكاظمي بسط الأمن.

والأسبوع الماضي طلب وزير خارجية العراق فؤاد حسين، خلال زيارة لطهران، أن تقطع إيران علاقتها بالميليشيات لأن بقاءها يعقد مهمة الدولة العراقية، ويخرب علاقاتها مع العالم، كما يعرقل محاولات بغداد إنعاش التنمية الاقتصادية، وسيكون لمصلحة إيران المحاصرة والباحثة عن متنفس داخل أسواق العراق إنهاء تلك العلاقة.

وفي الوقت نفسه يبدو أن إيران تخلت عن فكرة الممر البري عبر منطقة سنجار في نينوى والذي يربط طهران بدمشق، إذ لم تعد الإمدادات إلى هناك تذكر، قياساً بما يصل إلى غرب الأنبار وسط العراق مثلاً.

وبموجب اتفاق حول إعادة ترتيب الأوضاع الأمنية والإدارية في غرب نينوى شمال العراق، أُبرم أمس الأول، فإن الفصائل الموالية لطهران تخسر جزءاً من نفوذها لأطراف عديدة، في حين ستكون الشرطة المحلية، مثلاً، لاعباً جديداً بعد أعوام من سيطرة الميليشيات على غرب محافظة نينوى ومدينة الموصل، كما أن نفوذ العمليات المشتركة صار أوسع، وكذلك قوات البيشمركة الكردية، وهؤلاء كلهم خصوم مباشرون للفصائل.

ربما يعجبك أيضا